الإعـدام لقاتـل زوجتـه بعشرين طعنـــة بعد شهــرين من زفافهمــا
قضت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء أم البواقي، بتسليط عقوبة الإعدام في حق المتهم (ل.ب) 35 سنة، المتابع بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، بعد قيامه بقتل زوجته قبل عامين في مدينة عين البيضاء بعشرين طعنة سكين، و قد التمست النيابة العامة تسليط العقوبة نفسها
التي نطقت بها هيئة المحكمة.
المحاكمة جرت أطوارها عن بعد في ربط مباشر بواسطة الانترنت بين محكمة الحراش ومجلس قضاء أم البواقي، بالنظر لكون المتهم متواجد بإحدى العيادات الصحية بالحراش، ترجع وقائعها إلى 13 أكتوبر من سنة 2014، حين تلقت مصالح أمن دائرة عين البيضاء مكالمة هاتفية يكشف فيها صاحبها، بأنه شاهد سيدة تستغيث عبر نافذة منزلها بحي تعاونية الرائد بطريق خنشلة طالبة النجدة و ذكرت أنها مهددة  بالقتل، لتتنقل الشرطة للمكان المحدد أين اكتشفت بأن الأمر يتعلق بمنزل المتهم الحالي القاطن رفقة والده والذي تم ضبطه متلبسا بإزهاق روح زوجته (س.ع) التي لم يمض على زواجه منها سوى شهرين.
الشرطة ألقت القبض على الجاني وحجزت السلاح المستعمل في الجريمة، وحولت جثة زوجته التي فارقت الحياة للتشريح الطبي، أين أكد الطبيب الشرعي بأن الجثة عليها آثار عنف و جروح خلف رقبتها وأسفل صدرها من الجهة اليسرى، و ذكر تقرير الطب الشرعي بأن جسم الضحية تلقى عدة طعنات بآلة حادة وثاقبة من الخلف إلى الأمام ومن اليمين إلى اليسار ومن الأعلى إلى الأسفل، و كما تلقت الضحية طعنة بعمق 14 سم، و أن الوفاة التي وصفها التقرير بالعنيفة ناتجة عن نزيف دموي خارجي، و توصلت التحريات إلى اعتراف المتهم بجريمته خلال جميع مراحل التحقيق، غير أنه لم يحدد سببا مباشرا لاقترافها، و لكنه أشار في إحدى مراحل التحقيق بأنه اكتشف استعمالها المفرط للهاتف النقال ليلا و نهارا.
خلال جلسة المحاكمة  أمس أنكر الزوج المتهم أنه قام بقتل زوجته، مبينا بأنه أحبها ولم يكن ينوي قتلها، مشيرا بأنه كان  في لحظة غضب عندما حطم زجاج غرفة نومها الذي سقطت عليه الضحية فلفظت أنفاسها حسبه، موضحا بأنه خرج من المنزل ليطلب النجدة فوجد بأن الشرطة سبقته إلى مسكنه، وتهرب المتهم من الرد على جواب القاضي بخصوص توقيفه متلبسا و يداه ملطختان بالدماء ممسكا بالخنجر المستعمل في إزهاق روح الضحية، مبينا بأنه  يعاني اضطرابات وكان قبل يوم من الحادثة قد حاول الانتحار بنفس الخنجر الذي ضبط بحوزته يوم الجريمة.والد الضحية ذكر أمام المحكمة أن ابنته الوحيدة قبل 3 أيام من مقتلها، اتصلت به من منزل زوجها باكية مطالبة إياه بالقدوم لأخذها إلى منزل والدتها، فلبى طلبها و كشفت له بأن زوجها هددها بالقتل بواسطة خنجر، و لكنها عند وصولها لمنزل والدتها، عادت الضحية لتطلب من والدها العودة لمنزل زوجها لكونها لم تكمل غسل ثياب والده، فأعادها والدها إلى منزل زوجها و قد ذهب ضحية لجريمة القتل بعد ثلاث ليال. كما لم تتمالك والدة الضحية نفسها و أجهشت بالبكاء داخل القاعة مبينة للمحكمة بأن الجاني أطفأ نور عينيها الوحيد وحرمها من فلذة كبدها الوحيدة، وأكد والدا الضحية أنهما لم يفهما سبب قتل ابنتهما لكون الجاني يتمتع بكامل قواه العقلية.
والد الجاني من جانبه كشف بأن ابنه مريض على مستوى الغدد و قد أجرى عملية جراحية بسبب ذلك،غير أنه أكد بأنه سليم عقليا ولا يعاني من أي اضطرابات، عكس المتهم الذي حاول إقناع هيئة المحكمة بأنه مضطرب نفسيا، و قد تلا القاضي نص الخبرة العقلية التي أجريت على المتهم، و أكدت تحمله للمسؤولية الجزائية لكونه كان يتمتع بكامل قواه العقلية لحظة اقترافه الجريمة. أما ممثل النيابة العامة فكشف في مرافعته أن الأدلة التي تدين الجاني دامغة و أن المتهم وجه عدة طعنات بخنجر للضحية و هو ما أثبته تقرير الطبيب الشرعي.
  أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى