مدن تغـرق في القمامـة و جمعيات تــــدق ناقــــوس الخطــــر
تعرف عدة بلديات بولاية الطارف، تدهورا كبيرا للمحيط بسبب انتشار الأوساخ و القاذورات في كل صوب، و تراكم النفايات المنزلية بالأحياء التي تحولت إلى مرتع للحيوانات الضالة ما يهدد الصحة العمومية بانتشار الأمراض، الأمر الذي أثار حالة من الاستياء و التذمر في أوساط المواطنين و الجمعيات.
و تحدث بعض المواطنين في اتصال مع «النصر «، عن لجوء بعض السكان إلى حرق القمامة و الأوساخ للتخلص منها بفعل تراكم النفايات المنزلية و انتشار الحشائش التي تبقى وراء تنامي أسراب الناموس و الزواحف، و ذلك جراء  ما يقال عنه تماطل البلديات في الاعتناء بمشكلة النظافة و وضع مخطط لرفع القمامة في أوقاتها الرسمية، و هو ما قد يسبب لهم متاعب صحية مع خطر تفشي الأوبئة التي تتربص بهم في هذا الفصل الحار، علاوة على انعكاس هذه الوضعية على  الفعل السياحي.
و دقت جمعيات الأحياء ناقوس الخطر من الأخطار التي تتربص بالسكان، مناشدة السلطات التدخل لتطهير الشوارع و الأحياء من النفايات و الأوساخ التي غرقت فيها، و هو ما يشوه وجه المدن خصوصا البلديات الساحلية، مؤكدين على أن انتشار الأوساخ أثر سلبا على إطارهم المعيشي و الصحي، حيث سجل مؤخرا تزايد عدد الإصابات بالحساسية نتيجة تدهور المحيط، في حين قالت مصادر مسؤولة بمديرية البيئة، بأنه تم الشروع منذ عدة أشهر في حملة واسعة من أجل إعادة الاعتبار للمحيط و التكفل بالنظافة، و هو ما مكن من القضاء على عدة مفارغ عشوائية كانت مصبا للطرح الفوضوي للنفايات الهامدة و المنزلية، كما سمحت الحملة بجمع أزيد من 200 ألف طن من الأوساخ حولت نحو مراكز المعالجة و الرسكلة، بما فيها تنظيم حملة لجهر الأودية و المجاري و مختلف الشبكات من الأوساخ و الأوحال، للوقاية من خطر الفيضانات الشتوية، و ذلك بالتنسيق مع كل الشركاء الفاعلين من المتعاملين الخواص و القطاعات.
زيادة على ذلك، تم تقسيم البلديات إلى مقاطعات حضرية للتكفل   بنظافة المحيط و محاربة الأوساخ، في عملية نموذجية، على أن تكون البداية بكبرى البلديات الحضرية، موازاة مع تدعيم حظائر البلديات بوسائل موجهة للنظافة أمام الوضعية الصعبة التي توجد عليها حالة بعض البلديات، و أشار المصدر إلى تخصيص مبلغ يناهز 75 مليار سنتيم من ميزانية الولاية لدعم البلديات بالعتاد و الوسائل، لتمكينها من القيام بالمهام المنوطة بها، من ذلك اقتناء شاحنة ضاغطة، و شاحنات كنس، و شاحنات لإصلاح شبكة الإنارة العمومية، و شاحنات ذات صهاريج لتزويد السكان بالمياه عند الحاجة،  و الاعتناء بالمساحات الخضراء، إضافة إلى تدعيم البلديات بالوسائل البشرية لتجاوز مشكل نقص العمال، و السهر على نظافة المحيط و جمع القمامة.  
  نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى