سلطت، أمس، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء سطيف، أحكاما متفاوتة في حق 5 متهمين في سرقة خزانة حديدية، والإستيلاء على مبلغ 95 مليون سنتيم، بعد أن توقعوا العثور على مليار سنتيم، كان قد أودعها صاحب المخبزة قبل أسبوع ثم سحبها. وعوقب المدعو (د.ن) البالغ من العمر 35 سنة بالسجن لمدة 20 سنة، لكونه تخلّف عن إجراءات تسليم نفسه و فر إلى وجهة مجهولة، في حين سلّطت على   المتهمين الأربعة الآخرين   (م.ع) و (ح.ع) و (ع.س) و (ح.ز)، عقوبة 5 سنوات سجنا و غرامة مالية، بتهمة جناية السرقة المقترنة بالكسر و العامل و التعدد، بعد أن طلب ممثل الحق العام تسليط عقوبة 10 سنوات على المتهمين الأربعة. حيثيات القضية حسب مجريات جلسة المحاكمة، تعود إلى تاريخ 10/12/2013، حين تقدم تاجر جملة في المواد الغذائية يملك مخبزة و محل للحلويات و المرطبات بحي الهضاب ببلدية سطيف، بشكوى لدى مصالح الأمن، تفيد بتعرض مكتبه الواقع داخل المخبزة إلى السرقة، حيث لم يعثر على خزنة حديدية تزن قرابة 6 قناطير، مع وجود آثار الكسر على الباب الداخلي.
و خلال مجريات التحقيق، تبين بأن الأمر يتعلق بحدوث خيانة داخل المخبزة من طرف العمال أنفسهم، حيث خططوا لعملية السرقة، بسبب رؤيتهم لمبالغ مالية هامة أودعها الضحية داخل الخزنة، و في ليلة 10 إلى 11 ديسمبر من نفس السنة، قام المتهم (م.ع) بفتح الباب للمتهمين (ح.ع) و(ح.ز) اللذين أنهيا مداومة عملهما خلال الفترة الصباحية، و دخلا إلى المكان المذكور بغية تنفيذ الخطة، ليقوم المتهمون الثلاثة، إضافة إلى متهمين آخرين هما (ع.س) و المتهم في حالة فرار (د.ن) بتكسير الباب الداخلي للمكتب الذي توجد به الخزنة، ثم تعاونوا على حملها و نقلها بواسطة جرارة صغيرة تستعمل في نقل السلع إلى الخارج، ثم وضعوها داخل سيارة و فر اثنان منهم إلى وجهة مجهولة، لكن لسوء حظهم انقطع التيار الكهربائي خلال عملية السرقة، ما جعل المتهمين الثلاثة الآخرين المكلفين بمداومة العمل الليلي ، وهم  (م.ع) و(ع.س) و(د.ن) يضطرون إلى البقاء لساعات إضافية قصد عجن و تحضير الخبز، ما أربكهم أمام رب العمل خاصة بعدما تفطن لعملية السرقة حينما استيقظ لأداء صلاة الفجر،  حيث استدعى بعدها العمال الثلاثة من أجل معرفة تفاصيل السرقة، و  أشار الضحية خلال شهادة تقدم بها أمام هيئة المحكمة، إلى أنه لاحظ ارتباكهم الشديد بسبب تأخرهم في إعداد الخبزو قال الضحية بأنه لم يتوقع خيانة عماله الذين وضع فيهم الثقة و استأمنهم على محله و بيته وأطعمهم من طعامه.
المشتبه فيهم  الأربعة نفوا التهم المنسوبة إليهم جملة و تفصيلا، رغم أن المتهم الأول (م.ع) أقر بكل الوقائع أمام الضبطية القضائية.
رمزي تيوري

الرجوع إلى الأعلى