لا يزال سكان قرية تبعليين الواقعة ببلدية خيران على ضفاف وادي العرب أقصى جنوب عاصمة الولاية خنشلة بنحو80 كلم، يعيشون حياة صعبة ومعاناة يومية، جراء أزمة  المياه الخانقة سواء في مياه الشرب أو مياه السقي الفلاحي.
كما يقول  المعنيون أنهم  حرموا من أبسط الخدمات و المرافق الضرورية، و أدنى مشاريع أو برامج التنمية الريفية التي أقرتها الدولة لتمكينهم من التمسك بأراضيهم، و مزاولة نشاطهم الرعوي و الفلاحي الموروث أبا عن جد كمصدر رزق لهم وحيد.
في ظل استمرار سماع الوعود من المسؤولين المحليين و المنتخبين المتعاقبين منذ عقود دون تجسيد أو وفاء، ما جعلهم يدقون ناقوس الخطر أمام موجة الجفاف التي ضربت المنطقة، و التي أضحت سببا في ظل عدم توفر البديل، ما يدفع لنزوح العشرات منهم، و التخلي عن بساتينهم المعرضة للجفاف و التلف رغم توفر الموارد الطبيعية المهملة دون استغلال.
السكان في هذه المنطقة الرعوية الفلاحية ذات الطبيعة الجبلية، يواجهون جملة من المشاكل الأخرى على غرار  انقطاع الطرقات و المسالك، بسبب الفيضانات التي غالبا ما تضرب طوقا من الحصار حولهم لأسابيع، ما يشكل خطرا على حياتهم، و يضاعف من معاناتهم، إضافة إلى جملة الخدمات الأخرى في الصحة و التعليم و النقل و الربط بالغاز.
وعلى بعد نحو 5 كلم على سفوح الجبال المحيطة بالقرية، و عبر مسلك ترابي شديد الضيق تتخلله الانحدارات و الارتفاعات، تنام منطقة أثرية رومانية تتربع على أزيد من 20 هكتارا، كانت قبل أن تندثر وتتحول إلى أطلال، بمثابة مدينة تشتمل على كل المرافق والهياكل و الخدمات، و التي قد طالها التخريب، و تعرضت للنهب، و العبث بكنوزها النادرة وسط صمت و إهمال تام من قبل الجهات الوصية، الأمر الذي حرم السكان في هذه المنطقة التي تتوفر على مقومات هائلة، لجعلها فضاء سياحيا نموذجيا من أعلى.
المنتخبون المتعاقبون على البلدية طالما قدموا وعودا للسكان بالنهوض بالقرية و تدعيمها تنمويا و ترقيتها إلى مصاف المناطق السياحية، من خلال البرامج التي كانوا يقدمونها، غير أن شيئا من ذلك لم يتحقق على أرض الواقع.
و يراهن المنتخبون المحليون على إدراج برامج تنموية، و مرافق لفائدة سكان قرية تبعليين، و القرى الأخرى التي تعاني التهميش و الإقصاء، من خلال السعي مع السلطات المحلية لبرمجة مشاريع جوارية و تحسين الإطار المعيشي للسكان الذين زاد من معاناتهم جفاف وادي العرب الذي كان بمثابة شريان الحياة بهذه المناطق، و كذا حفر آبار ارتوازية لتمكين السكان من التزود بالمياه الصالحة للشرب، في انتظار تجسيد مشروع مد المنطقة بقنوات المياه من سد بابار الذي كان حلم سكان المنطقة خصوصا في المجال الفلاحي.
ع بوهلاله

الرجوع إلى الأعلى