الوالي يطلب تحويل مدير الثقافة بسبب  تأخر المشاريع
أقر يوم أمس والي ولاية برج بوعريريج، في تصريح صحفي بمراسلته لوزارة الثقافة و مطالبتها بتحويل مدير الثقافة الحالي و كذا مدير دار الثقافة، و ذلك في ظل استمرار حالة الانسداد بين الإدارة و المثقفين و المبدعين بعاصمة البيبان، و كذا سوء تسيير مختلف الملفات و المشاريع، خاصة ما تعلق منها بمشروع المسرح الجهوي الذي بقي على مدار السنوات الفارطة مجرد كلام رغم التأكيد على تسجيل المشروع من طرف الوزارة المعنية فضلا عن ملفات أخرى تتعلق بعمليات ترميم برج المقراني و كذا دار الثقافة محمد بوضياف و غيرها من المشاريع التي تشهد تأخرا كبيرا.
و أكدت مصادرنا على أن والي الولاية راسل وزارة الثقافة، و اقترح عليها تحويل مدير الثقافة الحالي و كذا مدير دار الثقافة، لإعادة بعث النشاطات الثقافية من جديد، و اعتبر أن قطاع الثقافة بالولاية يعاني من ركود كبير و حالة جمود حيث وصف القطاع بأنه «ميت» في ظل عدم وجود روح المبادرة و تحسين الأداء من طرف الإدارة الحالية، التي تتعرض لانتقادات لاذعة من قبل الجمعيات الفاعلة و كذا المبدعين الذين اتهموا مسؤولين بمديرية الثقافة بمحاولة قتل إبداعاتهم، و تجميد جميع النشاطات الثقافية و المسرحية و الأدبية التي كانت تميز روح عاصمة البيبان ثقافيا، خاصة ما تعلق منها بتوقف فعاليات الملتقى الدولي للرواية عبد الحميد بن هدوقة لمدة ثلاث سنوات.  و فيما كان رد مديرية الثقافة حول أسباب عدم تنظيم الملتقى خلال السنوات الفارطة ينحصر حول انعدام الإمكانيات المادية، أكد الوالي في تصريحاته على التزام سلطاته بتقديم الدعم المالي و إيواء و منح الهدايا للمشاركين في الملتقى، بالإضافة إلى تبليغ المديرية المعنية عن استعداد بعض المؤسسات الاقتصادية بإعطاء الدعم المالي و المادي الكافي لإعادة بعث الملتقى الدولي للرواية. و شهدت العلاقة بين مديرية الثقافة بولاية برج بوعريريج و المبدعين و المثقفين و الكتاب و غيرهم من الفاعلين في قطاع الثقافة توترا و انسدادا، تجسد في الاحتجاجات الأسبوعية التي كان ينظمها مجموعة من الفنانين و المثقفين و المبدعين بالقرب من دار الثقافة محمد بوضياف، للتعبير عن احتجاجهم من الجمود الذي يسود الحقل و المجال الثقافي لمدة تزيد عن السنتين، فضلا عن التأخر في فتح دار الثقافة للمبدعين و ذلك بعد خضوعها لعمليات ترميم متتالية، ناهيك عن الإخفاقات المتتالية في تسجيل مشاريع كبرى لفائدة المبدعين في مجال المسرح و الثقافة بالولاية، حيث يبقى مشروع انجاز المسرح الجهوي يشكل حديث العام و الخاص في القطاع، غير أن المشروع لم يجسد رغم التأكيد في الكثير من المرات على تسجيله بغلاف مالي جد معتبر، و ذلك لعدم العثور حسب حجج و ردود المديرية المعنية على العقار أو أرضية بمساحة كافية لبناء المسرح الجهوي. و يضاف إلى ذلك حسب شكاوي الجمعيات الثقافية المرسلة إلى سلطات الولاية، ما وصفوه بالتبذير في أشغال إعادة ترميم دار الثقافة محمد بوضياف و بقائها مغلقة لسنوات، بالإضافة إلى  التأخر المسجل في  إتمام أشغال الترميم التي انطلقت منذ مدة تزيد عن التسعة سنوات لحماية برج المقراني من الانهيار، حيث يعد هذا البرج أهم معلم تاريخي و ثقافي بعاصمة البيبان، استفاد من عملية ترميم انطلقت سنة 2006 بغلاف مالي قدره 08 ملايير و 200 مليون سنتيم، و عرفت وتيرة أشغال الترميم  تذبذبا فضلا عن التوقف لفترات طويلة.
 و قد سجلت العملية بعد تدهور وضعية البرج الذي بقي مهملا لعشرات السنوات، ما أدى إلى تشقق جدرانه و انهيار بعض الأجزاء في السقف و تحول في فترة من الفترات إلى وكر للمنحرفين، قبل أن يتم تسجيل مشروع لإعادة ترميمه غير أن المشروع عرف تأخرا كبيرا، ما دفع ببعض الغيورين على التراث المحلي إلى مراسلة السلطات المعنية و وزارة الثقافة التي قامت قبل سنوات بإرسال لجنة تحقيق لتحديد أسباب التأخر، و إعادة بعث الأشغال و إعطاء نفس جديد لهذا المعلم التاريخي الذي يعد منارة من المنارات التاريخية لعاصمة البيبان و رمزا من رموز الكفاح و المقاومة التي وقفت في وجه الاستعمار إبان فترة المقاومة الشعبية للشيخ محمد المقراني  و قبلها قلعة من القلاع التي أرخت لتواجد الدولة العثمانية بعاصمة البيبان.  و رغم تحرك الوزارة المعنية، إلا أن المشروع لازال لم يستلم بعد، رغم أن نسبة الأشغال به فاقت 95 بالمائة.                  
ع.بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى