كشفت إفرازات الدور الأول من النسخة 33 لنهائيات كأس إفريقيا، عن تغيير كبير في الخارطة الكروية القارية، وذلك بعد نجاح منتخبات  «مجهرية» في تجاوز دور المجموعات، على غرار جزر القمر وغامبيا في أول ظهور لهما في «الكان»، إضافة إلى مالاوي وغينيا الاستوائية، مقابل خروج منتخبات أخرى من «عمالقة القارة»، مبكرا، في صورة حامل اللقب، المنتخب الوطني وكذا منتخب غانا «المونديالي» في واحدة من بين المفاجآت المدوية.
هذه المخلفات جاءت في طبعة استثنائية، طغت عليها صعوبات تنظيمية كبيرة، منها إشكالية الملاعب، وخاصة عدم صلاحية أرضية ملعب مدينة دوالا، بصرف النظر عن «المسرحية» التي كان بطلها الحكم الزامبي سيكاوزي في لقاء تونس ومالي، لما أوقف المقابلة قبل انقضاء وقتها الرسمي، ليكون تواضع المستوى الفني من أبرز النقاط التي وقف عليها كل المتتبعين، لأن غالبية المنتخبات لم تقدم ما كان منتظرا منها، مما انعكس بصورة مباشرة على المستوى. وودعت ثمانية منتخبات مبكرا العرس القاري، من بينها منتخبا الجزائر وغانا، في واحدة من أكبر المفاجآت، لأن النخبة الوطنية كانت قد تنقلت إلى الأراضي الكاميرونية بنية الدفاع عن تاجها القاري، بينما استعاد الغانيون خدمات المدرب الصربي رايفاتس، على أمل النجاح في تكرار الإنجاز التاريخي المحقق في مونديال 2010.
خروج الجزائر وغانا من الدور الأول، برصيد نقطة يتيمة لكل منتخب، مع عدم القدرة على تذوق طعم الانتصار، يبقى من أكبر مفاجآت هذه الطبعة، ولو أن اللافت للانتباه أن المنتخب الزيمبابوي، يعتبر الوحيد الذي تجرع مرارة الإقصاء المبكر رغم أنه كان قد نجح في تحقيق فوز، بينما تحصل منتخب سيراليون على نقطتين، بينما كان حصاد منتخبات الجزائر، غانا، السودان، إثيوبيا وغينيا بيساو نقطة وحيدة، في الوقت الذي صنع فيه منتخب موريتانيا الاستثناء، بحكم أنه الوحيد الذي تلقى 3 هزائم متتالية، ودون تسجيل ولو هدف وحيد.
الإقصاء المبكر لمنتخبي الجزائر وغانا عبّد الطريق أمام منتخبات  «مجهرية» لكتابة صفحة جديدة في تاريخها، كما هو الحال بالنسبة لمنتخب غينيا الإستوائية، الذي نال شرف وقف سلسلة المباريات المتتالية دون هزيمة للخضر، مع بلوغه الدور ثمن النهائي لثالث مرة في تاريخ مشاركاته في «الكان»، بينما كان منتخبا جزر القمر وغامبيا على موعد مع التاريخ، بالنجاح في تجاوز عقبة دور المجموعات من أول مشاركة، في الوقت الذي تمكن منتخب مالاوي من كسب الرهان، وتخطى عقبة دور المجموعات لأول مرة في تاريخه، بعدما كان قد ودع النهائيات القارية من أول الأدوار في مشاركتيه السابقتين سنتي 1984 و 2010.
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى