بالإقليم الغربي بقالمة: حيـــاة شبه متوقفـــة بسبب انعــدام المسالك بعدة مشات

مازال سكان المشاتي النائية الواقعة عبر الإقليم الغربي لولاية قالمة، ينتظرون تحقيق الوعود التي تلقوها مرات عديدة، للقضاء على مشكل العزلة الذي حول حياتهم إلى جحيم حقيقي و حال دون تحقيق حلم الإعمار و تنمية تلك المناطق التي أطبق عليها الحرمان، بسبب انعدام الطرقات المعبدة التي تعد عصب الاقتصاد الريفي.
و تعد مشاتي مجاز لبيض، الملعب و حجر بوريون ببلدية الركنية، و مشاتي النشم، لغرابة، الوارثية و سعدان، الأكثر تضررا من مشكل العزلة الذي حول حياة السكان إلى جحيم حقيقي في الصيف و الشتاء و حال دون تحقيق أهداف التنمية الريفية و إعادة إعمار المناطق التي هجرها السكان بسبب العزلة و تردي الأوضاع منتصف التسعينات.  
و قد انهار المسلك الريفي المؤدي إلى مشتى الملعب ببلدية الركنية بسبب عيوب في الإنجاز و عادت العزلة من الجديد إلى الملعب و تبخر حلم سكان مشتى لمجاز لبيض الذين لم يتوقفوا عن الاتصال بمختلف الجهات المشرفة على شؤون التنمية الريفية، أملا في افتكاك مشروع يعيد الأمل لبقايا السكان الصامدين فوق الأرض منذ عقود طويلة، لكنهم لم يعودوا قادرين على تحمل المزيد، آملين في تدخل والي الولاية و رئيسة دائرة حمام دباغ لفتح مسلك ريفي انطلاقا من مشتى الملعب و تعبيد الطريق المتفرع عن الطريق البلدي غار جماعة.
و قد تعقدت أوضاع مشتى لغرابة ببلدية بوحمدان، بعد انهيار المسالك الترابية و انقطاع حركة السير في عز النشاط الفلاحي و انطلاق موسم جني المحاصيل الزراعية و قال سكان المشتى بأنه أصبح من الصعب جلب المؤن الغذائية و نقل المرضى و جمع محاصيل القمح و الكلأ.
و تحتاج مشتى لغرابة لمسلكين، الأول بطول لا يتجاوز الكيلومتر و الثاني بطول 500 متر لإنهاء الأزمة التي عمرت لعقود طويلة.
و ببلدية بوحمدان أيضا، توقف مشروع لفك العزلة عن مشاتي النشم، و غادرت شركة الإنجاز موقعها منذ عدة أشهر، بعد فتح المسار الترابي الممتد على طول 7 كلم تقريبا و كلما سقطت الأمطار تنقطع حركة السير باتجاه النشم، التي يعيش سكانها على الزراعات المعاشية و تربية المواشي.
و لم يتوقف سكان مشته الوارثية معقل ثورة التحرير، عن المطالبة بفتح مسلك لإنهاء المعاناة بهذه المشتى التاريخية التي دفعت خيرة أبنائها شهداء للوطن، في مجزرة مروعة مازالت آثارها المدمرة في وجدان السكان إلى اليوم.
و يتساءل سكان الإقليم الغربي بقالمة، عن الأسباب التي تحول دون شق ما تبقى من الطرقات الريفية و تعبيدها كل هذه السنوات، مؤكدين للنصر على أن جهود التنمية الريفية و تحقيق حلم العودة للنازحين، لن يتحقق حتى تستقيم طرقات المعاناة و تعود إليها الحياة من جديد.                       فريد.غ