أشاد وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، أمس، بالتقدم الملموس في تنفيذ القانون الأساسي لموظفي قطاع التربية، مشيدا بسرعة تفعيل أحكامه على مستوى الولايات، ما مكن آلاف الموظفين من الاستفادة من مكتسبات قانونية واجتماعية هامة، تجسيدًا لالتزام رئيس الجمهورية بتحسين أوضاع العاملين في القطاع التربوي.
وفي كلمة ألقاها خلال إشرافه على افتتاح الندوة الوطنية لمديري التربية، والمخصصة لإجراء تقييم شامل يسمح بوضع استراتيجية وطنية تمكن من تدارك النقائص وتوفير أفضل الظروف للدخول المدرسي المقبل، أوضح السيد سعداوي أن مديريات التربية أظهرت «جاهزية تنظيمية محترمة» مكنتها من ترجمة التوجيهات المتعلقة بتطبيق ما جاءت به أحكام القانون الأساسي والنظام التعويضي لأسلاك التربية الوطنية، إلى إجراءات عملية، ضمن متابعة دقيقة وتنسيق محكم مع الإدارة المركزية، مؤكدا أن الوزارة بصدد استكمال تنفيذ بقية أحكام القانون الأساسي، خصوصًا ما يتعلق بموظفي المصالح الاقتصادية والأسلاك التي لم تُسَوَّ وضعياتها بعد، مع الالتزام بتسريع الوتيرة.
كما ثمن الوزير ‘’ تحكم الأسرة التربوية في مجريات الموسم الدراسي» رغم ما شابه – كما قال - «من اضطرابات ظرفية»، مشيدا في ذات الوقت بالجهود المبذولة على مستوى الولايات من قبل مديري التربية، والطواقم التربوية والإدارية، التي ضمنت استمرارية التمدرس وعدم تأثر الامتحانات الرسمية والاختبارات الفصلية.
وفي سياق ذي صلة، أشاد بالانخراط الإيجابي للشركاء الاجتماعيين، واستجابتهم لدعوات الوزارة إلى الحوار وتغليب مصلحة التلميذ، وهو ما ساعد في إنهاء الموسم الدراسي في ظروف عادية ومريحة.
وتوقّف وزير التربية عند النتائج المتميزة المحققة في عدد من الولايات في امتحان شهادة التعليم المتوسط، والتي تصدرتها ترتيبيا على التوالي ولايات: تيزي وزو، بجاية، جيجل، سطيف، الجزائر وسط، باتنة، البويرة، قالمة، عين الدفلى، سوق أهراس، التي قدّمت أداء محترما يجعل منها نماذج يحتذى بها على مستوى التنظيم البيداغوجي والهيكلي.
وقال في هذا الصدد: «نجد في كل ولاية مؤسسة أو أكثر تُشكّل نموذجا ناجحا ينبغي تعميمه على باقي المؤسسات داخل الولاية أو في ولايات أخرى»، مشيدا بنتائج مدارس أشبال الأمة، التي حققت نسب نجاح كاملة، داعيا إلى الاستفادة من تجربتها في تنظيم التمدرس وضبط الأداء البيداغوجي.
ومن النماذج الأخرى التي ذكرها: متوسطة بلعمري بولاية سيدي بلعباس، ومؤسسات في برج بوعريريج، تيزي وزو، سطيف، عين الدفلى، تيبازة، جيجل ووهران.
في المقابل، عبّر الوزير عن قلقه إزاء الأداء الضعيف لبعض الولايات في نتائج الامتحانات، مؤكدا أنها ستكون محل تقييم معمق خلال الندوة، بإشراف مباشر من المفتشية العامة والمديرية العامة للتعليم.
وقال في هذا الإطار: «سنشتغل معًا على حل الإشكالات الموجودة، لنُتيح لأبنائنا في هذه الولايات، خصوصًا الولايات الجنوبية الجديدة، ظروف تمدرس تُمكنهم من تحقيق نتائج أفضل».
وفي سياق حديثه عن التحديات المرتبطة بالدخول المدرسي المقبل، شدّد وزير التربية على أن ملف الهياكل المدرسية والاكتظاظ سيكون على طاولة البحث ضمن أشغال الندوة، التي تدوم يومين، مشيرا إلى أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية لتوفير الدعم اللازم لهذا الجانب، بما يضمن دخولا مدرسيا مريحا ومنظّما.
وفي إطار التحوّل الرقمي الذي تبنته الحكومة، كشف الوزير أن الندوة ستشهد ورشة خاصة حول الرقمنة، لاستعراض ما تم إنجازه على هذا الصعيد، انطلاقًا من مخرجات الندوة الوطنية للتحول الرقمي السابقة.
عبد الحكيم أسابع
