ضربت مصالح الأمن في المدة الأخيرة بقوة مستهدفة عصابات الأحياء والمجرمين والمنحرفين، وشبكات تجارة وتهريب وترويج المخدرات، والسائقين المتهورين الذين يقومون بمناورات خطيرة في الطرق العمومية التي تشكل خطرا حقيقيا على حياة المواطنين .
فقد سجلت العديد من ولايات الوطن في الأيام الأخيرة عمليات نوعية لمصالح الأمن المختلفة في مجال مكافحة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والترويج لها، بشكل أراح المواطنين كثيرا.
وبالأمس فقط، أعلنت مصالح الأمن الوطني عن ضبط أزيد من قنطارين و12 كلغ من الكيف المعالج، و4.580 ملغ من الكوكايين مصدرها المغرب، حيث مكنت العلمية الأولى في هذا الإطار من توقيف 3 من عناصر الشبكة الإجرامية وإحباط مخططها لتمرير شحنة من المخدرات قادمة من المغرب، فيما أسفرت العملية الثانية عن توقيف 6 أشخاص ينتمون إلى شبكة إجرامية منظمة.
وخلال الثلاثي الثاني من سنة 2025 الجارية تمكنت مصالح الأمن الوطني لوحدها من حجز أزيد من 02 طن من القنب الهندي، وأكثر من 5ملايين قرص مهلوس، ولا يمر يوم واحد دون أن تصدر مصالح الأمن في مختلف الولايات بيانات عن عمليات من هذا النوع تتعلق بحجز وضبط المخدرات بمختلف أنواعها و إلقاء القبض على مجرمين متورطين في هذه العمليات.
كما شهدت وتيرة محاربة الجريمة المنظمة أيضا هي الأخرى وتيرة متزايدة في الأسابيع الأخيرة، حيث أطاحت قوات الأمن بعصابات أحياء عديدة و ألقت القبض على عدد معتبر من المجرمين المتورطين، آخرهم أمس بالجزائر العاصمة بعد أن أظهرت صور فيديو قبل أيام تعدي شخص بالضرب على شيخ مسن بساحة الشهداء، والقبض قبل أيام كذلك على عصابة أحياء بمدينة وهران أيضا وأخرى بمدينة زرالدة بالعاصمة.
وقد شملت هذه العلميات جميع ولايات القطر الوطني، حيث تواصل مصالح الأمن الوطني حملات مداهمة لأوكار الجريمة والفساد بالتعاون و التنسيق مع أسلاك الأمن الأخرى من أجل فرض القانون و توفير السكينة والطمأنينة للمواطنين، خاصة بعد تزايد حالات الاعتداءات و عمليات السرقة وترويج المخدرات.
وبعد حادث سقوط حافلة نقل المسافرين المأساوي بوادي الحراش قبل أكثر من عشرة أيام والذي خلف 18 وفاة كثفت مصالح الأمن على مستوى الطرقات من عمليات تفتيش ومراقبة مركبات نقل المسافرين، ما مكن من توقيف العديد من الحافلات التي لا تتوفر فيها شروط السير، وفي إطار نفس العمليات تم أيضا توقيف عدد من السواق المتهورين الذين سجلتهم كاميرات مواطنين وهم يقومون بمناورات مرورية خطيرة في الطرق العمومية، قد تشكل خطرا على حياة المارة وأصحاب المركبات وقد تتسبب في حوادث مرور مميتة، وقد لعبت منصة “طريقي” الخاصة بالدرك الوطني دورا مهما في مثل هذه العمليات، إذ أنها وضعت خصيصا للتبليغ عن مثل هذه التجاوزات في الطرق الوطنية.
و في نفس الإطار أطلقت مصالح الأمن حملات تحسيسية وتوعوية موجهة لأصحاب السيارات بالدرجة الأولى ولكافة المواطنين عموما، للحد من حوادث المرور التي سجلت ارتفاعا ملحوظا في خلال موسم الصيف الحالي بالنظر لكون حركة التنقل تزداد كثيرا في موسم الاصطياف.
ولابد من الاشارة هنا إلى أن وعي المواطن بدأ يلعب دورا مهما في محاربة الجريمة بكافة أشكالها، وهو ما بينته حادثة التعدي على الرجل المسن بأم البواقي قبل أسبوعين، حيث أظهر الفيديو الذي صورته فتاة كانت قريبة من مسرح الجريمة، كمية التعاطف الذي أبانه الجزائريون من كل أرجاء الوطن مع الضحية ومطالبتهم بالقصاص فورا من الجناة، وبالمقابل أبان الفيديو أيضا حجم السخط والاستنكار الذي أصاب المواطنين نتيجة بعض الأفعال الدخيلة على المجتمع الجزائري مثل العنف .
و قد ساعدت مثل هذه الفيديوهات مصالح الأمن في القبض على الجناة في وقت قياسي كما حصل في حادثة أم البواقي، وكذا حادثة التعدي على شيخ مسن في ساحة الشهداء بالجزائر العاصمة من قبل شاب منحرف والذي قبضت عليه مصالح الأمن أيضا في ظرف قياسي وأودع الحبس.
فشبكات التواصل الاجتماعي أصبحت تلعب دورا ايجابيا واضحا في هذا المجال وتساعد المصالح المختصة في تحديد هوية المجرمين والمنحرفين وعصابات الأحياء والقبض عليهم في اقصر وقت ممكن، وهذا بفضل الوعي الذي أصبح يتحلى به مواطنون في مجال التبليغ عن الجريمة حيثما وقعت.
إلياس -ب
