أكدت، أمس الأربعاء وزيرة التكوين والتعليم المهنيين نسيمة أرحاب من قسنطينة، على ضرورة إنشاء تخصصات مهنية تتطابق مع متطلبات سوق العمل واحتياجات المؤسسات الاقتصادية بشكل دقيق، بما يسهل استفادة المتخرجين من مناصب شغل مع رفع قدرات المتكونين ليكونوا قادرين حتى على إنشاء مؤسسات مصغرة بعد التخرج.
وعاينت وزيرة التكوين المهني نسيمة أرحاب بمعية والي قسنطينة والسلطات الولائية، فعاليات أولمبياد المهن بالشرق والذي تحتضنه الولاية منذ الأحد الماضي، حيث وقفت على ظروف إجراء المسابقات بمركز عبد المجيد زيتون بالمقاطعة الإدارية علي منجلي أين وجهت تعليمات بضرورة وضع المتربصين ضمن بيئة العمل الأصلية حتى يكتسبوا مهارات وكفاءات دقيقة، فيما أكد الوالي بأن أبواب مختلف المؤسسات الولائية مفتوحة لاسيما للمتربصين الحرفيين، كما شجعت عضوة الحكومة المتربصين المتسابقين وأثنت على اجتهادهم خلال مختلف مراحل التكوين.
ووقفت السيد أرحاب، على سير دورة تكوينية لفائدة أساتذة القطاع حول المقاربة بالكفاءات بمعهد عبد المجيد زيتون بعلي منجلي، حيث قالت في كلمتها أنها تأتي في إطار تعميم هذه المنهجية الجديدة لضمان طرق حديثة في التلقين وتحسين الأداء المهني، وأوضحت أن المشروع سيمتد على عدة أشهر لتقييم مدى التمكن من المقاربة وتحديد النقائص، على أن تنطلق دورات أخرى، كما قامت بزيارة معرض البناء والخرسانة والعناية بالحدائق بالمعهد، إضافة إلى معرض فن الطبخ والفندقة والاستقبال المنظم بفندق الحسين، أين وقفت على كيفية تدريب المتربصين في مجالي الإطعام والفندقة.
وأكدت الوزيرة، في تصريح لوسائل الإعلام بعد زيارتها للمسابقات بساحة أول نوفمبر ببلدية قسنطينة، أن الهدف الأساسي من هذه الأولمبياد المهنية، يتمثل في إبراز قدرات الشباب وإمكانياتهم وتثمينها والعمل على تطويرها، مع بناء شراكات مع المتعاملين الاقتصاديين لمعرفة أساسيات احتياجات السوق قصد التوفيق بين التكوين ومطالب عالم الشغل، كما دعت إلى خلق شبكة بين المتكونين والمهنيين لتبادل التجارب، مشيرة إلى أن لقاءاتها مع المكونين والمتربصين تهدف إلى وضع أسس جديدة للتلقين تعتمد على المقاربة بالكفاءات، مع إعادة النظر في كيفية تقييم المتربصين، بالتركيز على مدى التمكن من الكفاءات بدل الاقتصار على التحصيل المعلوماتي.
وأبرزت عضوة الحكومة، أن هذه الزيارة كانت فرصة للاستماع إلى المتربصين والمكونين والمتعاملين الاقتصاديين، وإدماج مقاربة الكفاءات ضمن استراتيجية القطاع من خلال إنشاء تخصصات دقيقة تلبي الحاجيات الاقتصادية لسوق الشغل والمؤسسات الاقتصادية بما يسهم في تحفيز الشباب وتأهيلهم لدخول سوق العمل إما بالتوظيف أو بخلق مشاريع أو بإنشاء حتى مؤسسات ناشئة، كما صرحت أن أولمبياد المهن يمثل فضاء لترسيخ قيم الكفاءة والعمل والإبداع، وفرصة عملية لاكتشاف مهارات الشباب وإبراز مهاراتهم وتعزيز الثقة في مؤسسات التكوين المهني، كما أوضحت أن هذه المنافسات تعد محطة أساسية لاختيار ممثلين عن الجزائر في المواعيد القارية والدولية المقبلة، على غرار أولمبياد المهارات الإفريقية والأولمبياد العالمي للمهارات بمدينة شنغهاي.
وقد انطلقت المنافسات الجهوية لأولمبياد المهن عبر خمس ولايات هي الجزائر، بشار، تلمسان، قسنطينة وغرداية، بمشاركة عشرات الشباب من مختلف التخصصات التقنية والمهنية، تحضيرا للنهائيات الوطنية المزمع تنظيمها يوم 17 نوفمبر المقبل بمدينة وهران، حيث جاءت هذه المرحلة استكمالا للتصفيات الولائية التي عرفت مشاركة أكثر من 5700 مترشح ومترشحة، من بينهم أزيد من 1100 شابة، حيث سجلت الجزائر العاصمة 314 مشاركا، بشار 166، غرداية 136، وتلمسان 286.
وعلى مستوى ولاية قسنطينة فقد شهد الأولمبياد، مشاركة 294 متنافسا قدموا من مختلف ولايات الشمال الشرقي للوطن، حيث سيتنافسون حول 42 تخصصا مهنيا بإشراف لجنة تحكيم تتكون من 60 متعاملا اقتصاديا و72 أستاذا من القطاع، ومن بين التخصصات التي تنافس حولها المشاركون، إدارة أنظمة شبكات الإعلام الآلي، أشغال البناء بالخرسانة، الاستقبال الفندقي، الإلكترونيك، الإنشاءات المعدنية، التبريد والتكييف، الترصيص والتدفئة، التمديدات الكهربائية، الخراطة بالتحكم الرقمي، الضبط الصناعي، الطلاء والزخرفة، الميكانيك الصناعية، الهندسة الكهربائية، تطوير تطبيقات الهواتف، تكنولوجيا الموضة، تكنولوجيا المياه، تمديد شبكات المعلومات، تهيئة الحدائق، حلول برمجيات المؤسسات، مخطط معلوماتي، الميكاترونيك، الفرز بالتحكم الرقمي، الصناعة والرسم الصناعي، هياكل المركبات وغيرها من التخصصات. لقمان/ق