يقسم ابن الزاوية العيساوية الفنان القسنطيني زين الدين بوشعالة يومياته في الحجر الصحي، بين تجديد أغاني المديح التي قدمها في وقت سابق و تسجيل أخرى جديدة في إطار ألبوم غنائي سيطلقه بعد انفراج الأزمة الوبائية التي فرضها فيروس كوفيد 19، فيما يستغل البعض من وقته في قراءة القرآن و الجلوس مع بنتيه و العزف لهما على آلة العود للترفيه و القضاء على الملل .
ابن قسنطينة و أحد فنانيها الذين ذاع صيتهم في مجال طابع العيساوة، قال بأنه و قبل تفشي وباء كورونا كان يحضر لألبوم غنائي عنونه ب «تعليلة العروسة» قدمها بطابع المديح، الذي يعتبره بطاقة تعريفه له في المجال الفني، مشيرا إلى أن أغلبية أغاني الألبوم عبارة عن مديح في حق الرسول عليه الصلاة و السلام، لكن بحلة مغايرة عما قدمه سالفا، معتمدا طبع البنادر، كما ضم الألبوم بعض الأغاني كأغنية «بالله يا حمامي» وأغاني أخرى بطبع الرغوي، و قام باقتباسات من أغاني الزاوية العيساوية التي ترعرع فيها منذ عام 1980، و تعلم فيها أصول الفن القسنطيني، مؤكدا بأنه سيطلقه بعد انفراج الأزمة، كما أوضح الفنان بأنه استغل الظرف لتسجيل مقاطع صغيرة من أغاني العيساوة بطريقة جديدة و نشرها عبر فايسبوك لإمتاع جمهوره و محبي الفن القسنطيني.
زين الدين بوشعالة الذي فاق عمر مسيرته الفنية 38 سنة ، يجد في فترة الحجر الصحي الذي فرضته الجائحة الوبائية، فرصة ثمينة لابد من استغلالها كما يجب، اذ يستغلها في العبادة و قراءة القرآن بشكل يومي، سواء بشكل فردي أو مع بنتيه، و كذا في حفظ بعض الصور، و الصلاة الجماعية لما تتركه من أثر جميل في النفس و من بركة عظيمة في البيت كما أشار إلى أنه يحرص في فترة بقائه في البيت على التقرب أكثر من بنتيه و مجالستهما، حيث يحاول أحيانا الترفيه عنهما بتقديم مقطوعات موسيقية بعزفه على آلة العود و أحيانا أخرى يقدم يؤدي مدائح تتغنى بفضائل الرسول عليه الصلاة و السلام، موضحا بأنه يحاول إبعادهما عن الجو الكئيب الذي نعيشه اليوم و تقديم كل الدعم المعنوي لهما لتشجيعهما على التحلي بالصبر لمجابهة الوضع.
كما ينقل بوشعالة على لنتيه، كما قال ، تجارب سابقة عاشها و كذا قصص روتها له والدته، مستذكرا إحداها قال بأنها تناسب الوضع الحالي و يريد أن يحكيها ليأخذ منها القراء العبرة، قائلا بأن والدته في وقت ما حدثته عن أزمة صحية ألمت بها سنة 1945 عُرفت بالزكام المزمن، و حصدت حينها عددا من الأرواح، غير أنه حينها تم التحكم في الوضع رغم قلة الإمكانات و ذلك بوعي الأفراد، الذين حرصوا على الالتزام بالبيوت و الاكتفاء بطهي أكلات من شأنها أن تمح المناعة ضد المرض، كما حرصوا على استعمال الليمون و العسل و غيرها من المواد الطبيعية المفيدة، مضيفا بأنه و بالرغم من غياب وسائل نقل المعلومة و تفشي الأمية آنذاك، إلا أنهم كانوا أكثر وعيا منا، بالتزامهم الكامل بإجراءات الحجر الصحي . محدثنا قال بأنه و في هذا الظرف علينا كمسلمين التضامن مع بعضنا البعض و مساعدة كل منا للآخر، خاصة أن هناك فئة كبيرة جدا تأثرت بالظرف الراهن، و لم تجد ما يسد رمق أسرها، مشيرا إلى أن هذا الظرف يعتبر درسا خاصة للجيل الحالي من الشباب اذ يدربهم على كيفية التكيف و التعايش مع الأزمة و البحث عن حلول لتلبية حاجيات الأسرة، موضحا بأنه يحث ابنتيه على العودة للعادات القديمة كالمخللات و تجفيف اللحم أو ما يعرف بالقديد و غيرها من المواد التي كانت تحضر مسبقا تحسبا للأزمات.
ابن قسنطينة قال بأنه متتبع للأزمة الوبائية التي يعيشها الجزائريون والعالم ، و يحرص على مشاهدة قنوات التلفزيون الجزائرية نظرا لمصداقية ما تنقله من أخباره، كما يتابع مختلف البرامج ، و حرص في ختام حديثه على توجيه الشكر للأطقم الطبية التي تسهر و تبذل قصارى جهدها من أجل توفير العلاج للمرضى، كما وجه شكره لرئيس الدولة عبد المجيد تبون على المجهود الذي يقوم به من أجل سلامة المواطن و البلاد،و ثمن التفاتة وزيرة الثقافة للفنانين في هذا الظرف العصيب، معربا عن خالص شكره لرجال الأمن و الحماية المدنية و رجال النظافة على ما يقومون به.
أ بوقرن