تمكن مجموعة من الشباب من تلخيص كل الأحداث التي شهدتها الجزائر خلال الفترة الأخيرة، سواء الموجة الثالثة من كوفيد 19 وظروفها و تبعاتها أو الحرائق التي التهمت الأخضر و اليابس في غابات مختلف ولايات الوطن، مخلفة ضحايا مدنيين و عسكريين و خسائر مادية كبيرة، و كذا الهبة التضامنية العظيمة لأبناء الجزائر، و كل ذلك من خلال فيديو كليب وثائقي مدته دقيقة تقريبا، بعنوان «المحنة» من إخراج الشاب علاء الدين مروشي، حقق انتشارا واسعا و تفاعلا كبيرا من آلاف رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي..
الفيديو الذي نشر إعلانه الترويجي قبل يومين بلغة الصور و الموسيقى عبر يوتيوب، قبل أن تضاف إليه كلمات بالعربية الفصحى جد مؤثرة، و يقوم بتركيبه الشاب يحنين زيان، اجتاح عددا كبيرا من حسابات و صفحات و مجموعات الجزائريين بمواقع التواصل الاجتماعي، و جاءت تعليقاتهم مليئة بعبارات التأثر و التعاطف و التضامن لبعضهم البعض إلى جانب عبارات التشجيع لمخرج الفيديو و طاقمه الفني و التقني.
العمل يبدو أنه صور على ركح مسرح و حاول مخرجه علاء الدين مروشي، أن يلخص من خلال عدة مشاهد متعاقبة، من بطولة شاب في عمر الزهور، مشاكل و انشغالات و معاناة الجزائريين و هم في قبضة جائحة كورونا، يتقاسمون أوجاع المصابين بالفيروس من ذويهم و أحبائهم و يواجهون أحيانا نقص الوسائل و الأوكسجين و الضغوط في المستشفيات، فيبدو الشاب، جد متأثر، تسكن دموع تأبى الانحدار عينيه و ملامحه الحزينة، و هو يلمح كهلا مريضا ينشد المساعدة و الدعم و طفلة ممددة تشكو الظمأ و أمها حائرة تبحث عن الماء لترويها .
و تبرز في خلفية الديكور البسيط ، الحرائق و قد اندلعت في الغابات و أحد أعوان الحماية المدنية يصرخ و طبيبة تركض، و يبرز جهاز لإطفاء النار و قارورة أوكسجين و وعاء لملء الماء و دخان و ألسنة النيران تتصاعد.. و غير بعيد عن كل ذلك، كان شاب جالسا فوق كرسي منهمكا في العزف على قيثارته.. و جاء في مقدمة الكلمات التي رافقت المشاهد و انصهرت بها
«لست أبكي لا تلمني
هذا داء في عيوني
ليس دمعا ليس جرحا
ليس حزنا اتركوني..
و حرص مخرج الفيديو أن يختمه ببصيص أمل في غد أفضل و يؤكد «مع كل ذلك سوف نصمد».
ق.م