أكد أمس، مشاركون خلال فعاليات افتتاح الطبعة الخامسة عشر من المهرجان الوطني للمسرح الجامعي، بالمسرح الجهوي محمد الطاهر فرقاني، بقسنطينة أن المسرح الجامعي صار ضرورة ثقافية وتربوية ملحة، توازي في أهميتها المقررات الأكاديمية التي يتلقاها الطالب في مدرجات الجامعة، مشيرين في ذات السياق إلى أن هذه التظاهرة الثقافية والفنية هدفها صقل المواهب الطلابية وتفعيل الحركية المسرحية داخل الوسط الجامعي.
وانطلقت الطبعة الخامسة عشر من المهرجان الوطني للمسرح الجامعي، المهرجان، الممتدة من 18 إلى 26 من الشهر الجاري، بتجمع احتفالي أمام مدخل المسرح الجهوي بقسنطينة، أين إلتقى المشاركون والضيوف في أجواء بهيجة مبرزين التنوع الثقافي الجزائري والعربي المتجلى في الأزياء التقليدية التي تعكس خصوصية المناطق والبلدان المنتمين إليها.
وأكد على هامش الفعالية، نائب مدير التنشيط في الوسط الجامعي ومحافظ المهرجان الوطني للمسرح الجامعي عز الدين ربيقة، أن مدينة قسنطينة تحتضن فعاليات الطبعة الخامسة عشر من هذا الحدث الثقافي البارز، الذي أصبح تقليدا سنويا جامعا لمحبي أبي الفنون في الأوساط الجامعية، مؤكدا أن دورة هذه السنة تميزت بمشاركة دول عربية شقيقة، أبرزها سلطنة عمان، ليبيا، وتونس، إلى جانب مؤسسات جامعية تمثل مختلف ولايات الوطن، ما أضفى على المهرجان طابعا دوليا يعكس انفتاحه وتطوره المستمر.
وفي ذات السياق، أشار ربيقة إلى أن لجنة التنظيم اختارت البروفيسور والناقد الأكاديمي الراحل أحمد حمومي من ولاية وهران، أحد قامات المسرح الجامعي والوطني، ليكون شخصية الدورة، تقديرا لمسيرته الحافلة وإسهاماته البارزة في التكوين المسرحي الأكاديمي والنقد الفني
وبخصوص الأعمال المشاركة، كشف محافظ المهرجان أن اللجنة تلقت 21 عرضا مسرحيا، تم انتقاء 12 عملا منها للمشاركة في المنافسة الرسمية، وذلك وفق معايير فنية دقيقة تراعي الجودة والإبداع، وهو ما يعكس، بحسبه، ارتفاع مستوى الإنتاج المسرحي داخل الوسط الجامعي، حيث سيتم حسبه تقديم عرضين مسرحيين في اليوم، تتنافس من خلالها الفرق المشاركة على ثماني جوائز رئيسية، من بينها جائزة أحسن عرض متكامل، وجائزة التوظيف الموسيقي، وجائزة أحسن أداء رجالي، وجائزة أحسن أداء نسائي.
وأشار ربيقة إلى أن الدورة ستشهد تكريم عدد من الوجوه الفنية التي أثرت الساحة المسرحية الجزائرية، وعلى رأسهم الفنان عبد الله حملاوي، الذي يعتبر من أعمدة المسرح الوطني، لما قدمه من إضافات نوعية وإسهامات فنية مشهودة.
وأكد محافظ المهرجان، على أن الهدف الأسمى للتظاهرة هو صقل المواهب الطلابية، وتهذيب الذوق الفني، وتهيئة مناخ إبداعي محفز للطلبة، بما يتيح لهم فرصة اكتشاف ذواتهم وتفجير طاقاتهم، وكذا تسطير جملة من التوصيات، من أجل ترقية المسرح الجامعي، ومنحه إطارا قانونيا مناسبا يكفل إستمراريته وفاعليته داخل الحرم الجامعي.
وعن جديد هذه الطبعة، قال المحافظ بأنه تم تنظيم ورشات أكاديمية في مجالات فنية متعددة، أهمها الإخراج المسرحي، التمثيل، وتقنيات الأداء، إضافة إلى ورشة كبرى مخصصة لموضوع ترقية المسرح الجامعي، بمشاركة أساتذة وخبراء وفنانين محترفين، لفتح نقاش معمق حول سبل تطوير الممارسة المسرحية داخل الوسط الجامعي، وتحويله إلى فضاء إنتاجي دائم ومهيكل، واعتبرها خطوة ترمي إلى تعزيز التكوين العملي والتفاعل المعرفي بين الطلبة والمختصين،
من جهته، أعرب مدير جامعة قسنطينة 3 "صالح بوبنيدر"، البروفيسور شعبان بعيطيش، عن فخر الجامعة باحتضان هذا الحدث الثقافي البارز، مؤكدا أن المسرح الجامعي لا يعد نشاطا هامشيا أو ترفيهيا ثانويا، بل هو ضرورة ثقافية وتربوية ملحة، توازي في أهميتها المقررات الأكاديمية التي يتلقاها الطالب في مدرجات الجامعة، موضحا أن المسرح يعيد للجامعة بعدها الإنساني والثقافي، إذ يتيح للطالب فرصة لاكتشاف ذاته، ومواجهة مخاوفه، والتعبير عن مكنوناته بكل جرأة وثقة.
وتابع المتحدث قائلا، بأنه من خلال المسرح، يتعلم الطالب كيف يحول الألم إلى أمل، والواقع إلى رؤى، والفكرة إلى حركة نابضة فوق الخشبة، مشددا على أن الجامعة الجزائرية بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة الاعتبار للمسرح الجامعي، كمكون أساسي في تكوين الطالب، لا كمجرد نشاط موازي، وأردف "نحن بحاجة إلى مسرح جامعي يطرح الأسئلة، يوقظ الوعي الإنساني، يقوي الجبهة الداخلية، ويكون منبرا للحرية والحوار والجرأة الفكرية".
لينة.د
