أعاد، نجوم الفن والسينما الروح لأيام البيبان السينمائية، التي بعثت من جديد ليلة أمس الأول، في طبعتها الثانية بدار الثقافة محمد بوضياف بولاية برج بوعريريج، بحضور مميز لنخبة من الممثلين والمخرجين والمنتجين بعد توقف دام لتسع سنوات، لتضيء من جديد الأضواء في شاشات السينما بحضور لافت لصناعها ونجومها بتنظيم وتأطير من جمعية (ميمي سيس) الثقافية.
وشهد حفل الافتتاح حضورا مميزا لنجوم الفن، ما زاد من وهج هذه الطبعة، التي استقبلت نخبة من كبار الفنانين والمخرجين والمنتجين الجزائريين، أين برز اسم الممثل حسان بن زراري، الذي تم تكريمه تقديرا لمسيرته الفنية الحافلة، إلى جانب الممثلة نورة بن ناصر، والفنان والمنتج رضا حميميد والمخرج يحيى مزاحم، والممثل ربيع أجاوت، والفنان عمار ثايري والمخرجة هاجر سباطة، وغيرهم من الأسماء اللامعة في سماء الفن الجزائري، التي ستثري النقاشات وتلهم المواهب الشابة.
بعث أيام البيبان السينمائية بعد غياب لتسع سنوات
أكد حساني أيوب عبد الشكور، مدير أيام البيبان السينمائية، في تصريح للنصر، أن هذه المبادرة لم تكن مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل هي مشروع ثقافي يحمل طموح التغيير ويسعى لإعادة الاعتبار للفن السابع كوسيلة لبناء الوعي وتكريس الجمال، مشيرا إلى أن أيام البيبان السينمائية تهدف إلى إحياء النقاش حول قضايا الهوية والمجتمع والإبداع.
وأوضح أن هذه الدورة الثانية جاءت تأكيدا على الالتزام والاستمرار في العمل الذي بذلته اللجنة المنظمة، بعد توقف استمر لتسع سنوات، مبرزا سعي هذه الدورة إلى توسيع مساحة التكوين وإشراك مختصين وأكاديميين في مختلف ورشات العمل لتعزيز البعد التربوي والمهني لهذا الحدث، ومنح المشاركين فرصة حقيقية للارتقاء بمهاراتهم.
وأضاف أن الحفاظ على جائزة البلارج الذهبي ليس فقط وسيلة للتكريم، بل كرمز لتشجيع التميز وتحفيز المنافسة الشريفة بين المبدعين.
حافلة سينمائية متنقلة عبر بلديات الولاية
من جانبه كشف دريس بن شرنين ممثل مخرج ورئيس الجمعية المنظمة للتظاهرة، في حديثه للنصر، عن برنامج ثري ينتظر الجمهور، بعد الافتتاح الرسمي وتواصل الفعاليات على مدار 03 أيام إلى غاية 17 ماي، التي تشمل عروضا سينمائية متنوعة وورشات تكوينية هادفة، حيث سيتضمن البرنامج اليومي عروضا للأفلام القصيرة المشاركة في المسابقة الرسمية، تليها مناقشات ثرية مع صناعها، أما الأفلام الطويلة، فسيكون لها موعد مسائي يومي حوالي الساعة الثامنة والنصف أو التاسعة ليلا، وتتضمن عروض الأفلام الطويلة ذات الطابع الشرفي أعمالا مثل «حليم الرعد» للمخرج بن عبدالله محمد، و«إلى آخر الزمان» للمخرجة ياسمين شويخ، و«لالة زبيدة والناس» للمخرج يحيى مزاحم.
وأضاف، أن العروض لن تقتصر على دار الثقافة، بل ستمتد لتشمل بلديات أخرى ضمن برنامج الحافلة السينمائية المتنقلة، حيث سيتم عرض فيلم مساء اليوم الافتتاحي ببلدية بليمور، يليه عرض آخر يوم الجمعة 16 ماي بحديقة سيدي مبارك ببرج بوعريريج، ويختتم برنامج العروض المتنقلة يوم السبت 17 ماي ببلدية اليشير.
العلاج بالفن وورشات تكوينية بصمة هذه الطبعة
ولعل ما يميز هذه الطبعة بشكل خاص هو فتح باب النقاش وعقد مائدة مستديرة حول موضوع «المداواة بالفن»، وتأثير الفنون الدرامية على الفئات الخاصة، لا سيما المصابين بمتلازمة داون والتوحد،إذ تهدف هذه المبادرة حسب أحد منظميها الممثل والمخرج سفيان عطية، إلى استعراض تجارب ناجحة في هذا المجال، منها فيلم «هيومن» للمخرج عصام تعشيت، وفيلم «تقبلني» للدكتور إلياس بوخموشة، كما سيتم تسليط الضوء على تجربة أمين زرقان في العمل مع المصابين بالتوحد، وتجربة جمعية «مفاتيح الجنة» من برج بوعريريج مع الممثل والمخرج عمار دامة، مشيرا إلى أن الهدف هو خلق احتكاك مباشر بين الجمهور البرايجي، وخاصة العائلات، وبين الفنانين وصناع السينما، وتعريفهم بهذه التجارب الفنية والعلاجية الهامة.وبالتوازي مع العروض والنقاشات، ستشهد الأيام السينمائية تنظيم ورشات تكوينية متنوعة في مجالات كتابة السيناريو، الإخراج، التصوير، والتمثيل، وتقديم المخرج يحيى مزاحم «ماستر كلاس» في الإخراج السينمائي، بالإضافة إلى ورشة عمل متخصصة في تصميم الغرافيك للترويج للأفلام، ويوم دراسي حول أهمية تصميم الغرافيك في الحملات الترويجية للأفلام.
نافذة على إبداعات الجيل الجديد من المخرجين
وعلى مدار ثلاثة أيام، ستكون التظاهرة حسب ما أكده الممثل عمر ثايري المشارك في التنظيم، فرصة لتقديم بانوراما غنية من الإنتاجات السينمائية، مسلطة الضوءعلى رؤى المخرجين الجزائريين من مختلف الأجيال، فضمن فعالياتها، يتم الاحتفاء بمسيرات فنية متميزة لمخرجين تركوا بصمتهم في المشهد السينمائي، إلى جانب تقديم أعمال واعدة لمواهب شابة.كما تتواصل فعاليات «أيام البيبان السينمائية»، كما أضاف، لتشكل ملتقى هاما لعشاق الفن السابع وصناع الأفلام، خاصة الأفلام القصيرة التي تحتل مساحة بارزة ضمن برنامج المهرجان، إذ يجمع الحدث نخبة من المخرجين الشباب والواعدين، مقدما منصة لعرض إبداعاتهم وتبادل الخبرات في أجواء سينمائية متميزة.
أفلام قصيرة تعرض قصصامتنوعة تتنافس على البلارج الذهبي
تتضمن فعاليات التظاهرة عرض مجموعة متنوعة من الأفلام القصيرة المشاركة في المسابقة الرسمية، والتي تتناول قضايا ومواضيع مختلفة، وتعكس رؤى فنية متعددة لمخرجيها،فمن بين هذه الأفلام التي لفتت الانتباه بأسمائها ومواضيعها الأولية في أول يوم من العروض فيلم (بريج) للمخرج بوكاف شوقي، (وايت نايت) للمخرج عصام تعشيت، «طفطافة والمقنين» للمخرج أمير بن صيفي، وفيلم «يمينة» للمخرج الشاب طارق سيلمي، بالإضافة إلى أفلام أخرى موزعة للعرض طيلة أيام التظاهرة، من أبرزها فيلم «حرّة» للمخرج زهاري الساسي، «زهرة الصحراء» للمخرج أسامة بن حسين، «ليلة عابد» للمخرج أنيس جعاد، «زهرة» للمخرج ذهان براهيم، «سينابس» للمخرج نورالدين زروفي، والعديد من الأعمال التي ستثري التجربة السينمائية للجمهور على غرار فيلم الطيارة الصفراء للمخرجة هاجر سباطة.
الأفلام القصيرة .. نبض السينما المستقلة
يعد التركيز على الأفلام القصيرة في «أيام البيبان السينمائية»، حسب منظميها، خطوة مهمة لدعم هذا النوع السينمائي الحيوي، الذي غالبا ما يكون نقطة انطلاق للمخرجين الشباب للتعبيرعن أفكارهم وتطوير أساليبهم الفنية قبل الانتقال إلى مشاريع أكبر، إذ توفر هذه الأفلام مساحة للتجريب والابتكار، وتعكس غالبا القضايا الراهنة والتحديات الاجتماعية بأسلوب مكثف ومعبر.وتهدف «أيام البيبان السينمائية» حسب ما أكده مدير هذه الطبعة، من خلال برنامجها المتكامل على دورها كحاضنة للإبداع السينمائي، وملتقى يجمع المواهب ويفتح آفاقا جديدة للسينما الجزائرية والشبابية على وجه الخصوص، مع العمل على تقريب الجمهور من الفنانيين، وجعله شريكا في نقاشات تثري المشهد الثقافي والفني.
ع/ بوعبدالله
