أكد محمد علال محافظ مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، في تصريح للنصر، على إبقاء برمجة فيلم « إيقاعات حلم فتاة « للمخرجة المصرية مروة الشرقاوي، ضمن فعاليات التظاهرة السينمائية، حيث سيبرمج العمل اليوم كما كان مقررا، رغم ما قيل حول إمكانية سحبه من المنافسة، بسبب الضجة التي أثيرت حول الدعوة وظروف استقبال المعنية.
وأكد علال، بأن المهرجان تعامل باحترافية مع الضيفة المصرية على غرار باقي الضيوف، مشيرا إلى إشادة 150 ضيفا أجنبيا بحفاوة الاستقبال في مقدمتهم الممثل المصري خالد النبوي، الذي طلب تمديد إقامته بالجزائر نظرا لإعجابه بالأجواء، إلى جانب عدد من الضيوف الآخرين.
وأوضح المحافظ، بأن قضية المخرجة المصرية مروة الشرقاوي زادت من شعبية وصدى المهرجان على الصعيد الدولي، حيث أصبح حديث وسائل الإعلام المصرية، مؤكدا في السياق بأن المخرجة جاءت إلى الجزائر قبل الموعد المحدد ، في حين أن جميع المراسلات والحجوزات موثقة.
وسيتم حسبه الكشف عن جميع التفاصيل مع نهاية الفعالية، كما تم إطلاع السفارة المصرية بالحقائق حول مجريات الموضوع بالوثائق التي سلمت للسفير كونه أحد الضيوف حيث شارك في حفل الافتتاح.
وعرف المهرجان أمس، برمجة ورشتين مهمتين الأولى خصت آفاق صناعة السينما، شارك فيها منتجون ومخرجون من عدة دول من حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث ناقشوا تجارب الإنتاج السينمائي في بلدانهم، وكذا القوانين المؤطرة، بالإضافة إلى التمويل المالي والصناديق مخصصة للإنتاج والتشريعات.
وكانت هناك عدة تدخلات في الموضوع، حيث تم التركيز على قضية الانتاجات المشتركة للأفلام والأعمال السينمائية بين البلدان، والتي تخضع لاتفاقيات موقعة بين البلدين، على غرار ما أنتج من أعمال بين الجزائر و دول أخرى منها فرنسا، إيطاليا، الهند، مصر، تونس وغيرها. وفصل كل من الناقد الجزائري أحمد بجاوي، وكذا سليم أقار، في التشريعات الجديدة التي أقرتها الجزائر من أجل النهوض بقطاع السينما وكذا الأعمال المشتركة التي أنجزت والمرتقب انجازها مع عدة دول.
وفي جانب التكوين انطلقت أمس، ورشة عنابة مواهب2025 ، على مستوى مكتبة المطالعة العمومية، وهي مبادرة تهدف حسب إدارة المهرجان لاكتشاف ودعم وتطوير المواهب السينمائية الشابة في الجزائر. وحسب ما اطلعت عليه النصر، تم تنظيم 3 ورشات تتعلق بالإنتاج، و الإخراج، وكتابة السيناريو.
وعلى صعيد العروض خارج المنافسة، تم عرض الفيلم الفلسطيني «وين صرنا» للمخرجة التونسية درة زروق، بالمسرح الجهوي عزالذين مجوبي، من أصل 9 أفلام تتحدث عن القضية الفلسطينية.
يوثق الفيلم معاناة أسرة فلسطينية لجأت إلى مصر هربًا من الحرب في قطاع غزة، حيث دارت الأحداث حول أسرة نازحة مكونة من مجموعة من النساء وأبرزهن امرأة اسمها نادين، تترك غزة مجبرة مع أسرتها وأشقائها وبناتها وتذهب إلى مصر ،لتقطن في بناية فارهة وشقة في مستوى أعلى من المتوسط، تعيش الأسرة لتروي بطريقة الفلاش باك كيف تعرضت المنازل للقصف وكيف تحولت الحياة الهادئة بين ليلة وضحاها إلى جحيم .
تدرس واحدة من بطلات الفيلم الطب، وقد أرغمتها الظروف على ترك الجامعة كما تركت فتيات صغيرات الرياض، وحرمت الأم من الموسيقى. تروي القصة معاناة أسرة هاربة من الجحيم تعيش على الذكريات وأمل الرجوع. في نهاية الفيلم ينتقل الأب من مخيمات بمنطقة تل الهوى وسط مشاهد المعاناة و الدمار ليلتحق بأسرته في مصر، متحسرا على معاناة أهله وشعبه.
وحسب النقاد، فإن الفيلم الذي أنتج العام الماضي، لم يرق إلى المستوى المطلوب في نقل المعاناة الحقيقي للشعب في غزة، وجاء لتصوير بحث عائلة فلسطينية عن حياة فارهة هروبا من الجحيم.
ح.دريدح