الثلاثاء 19 أوت 2025 الموافق لـ 24 صفر 1447
Accueil Top Pub

بوصلــــة

باتت وسائطُ التّواصل الاجتماعي توجّه خطابات نُخبٍ تتغذى على الشّائع والرّائج، في قلبٍ للأدوار، حيث أعفى "التوندونس" المُشتغلين في ورشات الأفكار من صيْد المُشكلات وما يترتّب عنه من مشقّة انتخاب الأوليّ فيما يقترحه الواقع، فثمّة من يتولى ذلك، ويتعلّق الأمر بشعبٍ افتراضيّ ، تُقدّم اهتماماته مبوّبةً للمفكّر والكاتب (مثلا) فلا يحتاج سوى إلى وضع توابله، وربّما دفعه "طلب الإعجاب"، الذي هو المحرّك الخفيّ لهذا الفضاء، إلى جموحٍ شعبوي هو مجاراة للعامّة في إلقاء انفعالاتها من دون ضبطٍ أو تقدير، وربما أسرف في الطلب فخرج تمامًا من دوره و ضاع بين الذين يطلب ودّهم، فلا ينتبه على سبيل المثال إلى أنّ استغلال مأساة للظهور، مأساة صامتة تحتاجُ فقط إلى تعريف، خصوصًا حين يتعلّق الأمر بردود فعل تُحاكي الرّائج ولا تُسائله، أو تُزاحم ضحايا في بطولةٍ لم يسعوا إليها أو تسرق "المجد" من موتى ذنبهم أنهم حصّلوا مجدا لم يطلبوه، أو تتبنّى وعظًا يستدعى وجاهةً تعوز صاحبه، كأنْ تبكي على مآلِ مهنةٍ (لتكن الصحافة) وقد أبليت البلاء الحسن في المآل ونلت وطرك.

لا شكّ أنّ المناخ الجديد الذي أشاعته تكنولوجيا الاتصال، يطرحُ مُشكلة التكيّف على المشتغلين في الأفكار والمبدعين، خصوصًا وأنه يضعهم أمام منافسة فئة جديدة من " الفاعلين" الذين لا يحتاجون إلى عُدّة وعتاد في تفاعلهم مع الواقع، وقد يكتفون بالسّخط كمحتوى وكعنوان لرسائل هي تنفيس عن حالات وليست قراءة عارفة. لكنّ ذلك لا يبرّر للمثقف الانخراط في أيّ قطيعٍ تهشّه الخوارزميّات، وذلك لا يعني حرمان المثقف من إبداء الرأي الموقف بقدر ما يتوسّل الرأي المسنود بقراءة واعيّة ورد الفعل القائم على المعرفة التي تُعيد الظواهر إلى أسبابها، كما يطرحُ الحاجة إلى "محتوى" يعبّر عن الذات والعبقريّة، ولا يمكن لهذا المحتوى أن يُبنى بالمواد الأوليّة الرائجة.
سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

بوصلــــة

باتت وسائطُ التّواصل الاجتماعي توجّه خطابات نُخبٍ تتغذى على الشّائع والرّائج، في قلبٍ للأدوار، حيث أعفى...

  • 18 أوت 2025
لصوصُ الفرح

يعبّر التقدير الاجتماعي للمتفوّقين في الامتحانات عن مظهر صحيّ، قد يكون حافزًا للنّاجحين في مواصلة...

  • 28 جويلية 2025
مائدةٌ في الجنّة

حين يتمنى طفلٌ الموتَ، لأنّه لا يجد ما يأكل بعد نفاد أوراق الأشجار وأعلاف الحيوانات، فإنّ ذلك يعني أنّ...

  • 21 جويلية 2025
لا يصدأ !

تعبّر النّخب "الحقيقيّة" عن عبقريّة أممها وتتحوّل إلى رصيدٍ رمزي ووسيطٍ في الحوار مع الشعوب...

  • 14 جويلية 2025
سحت

يحاولُ حملةُ أقلامٍ يكتبون في الصّحافة الفرنسيّة الزج بالجزائر في محاور مُستهدفة، بل ويجتهدون في...

  • 30 جوان 2025
لُقــــاح

سليم بوفنداسةتحوّل تغليفُ الباطل برداء الحقّ إلى صِناعة مضمونة الرّواج، بسبب فوضى فكريّة ناجمة عن...

  • 24 جوان 2025
حربٌ تُخفي أخرى

  سليم بوفنداسةتُخفي الحربُ الدائرة حربًا مُضمرة، قد تُسمى باسمها خارج الدوائر الرسميّة والأدبيّات السياسيّة...

  • 17 جوان 2025
بروتوكول فانون

يُعيد الخطاب النيوكولونيالي الذي تُنتجه النّخب الغربيّة، هذه الأيام، فرانز فانون إلى واجهة...

  • 09 جوان 2025
لا تلعب معهم!

تدفعُ "نوايا حسنة" بعض الأكاديميين الجزائريين للمشاركة في برامج سجاليّة في قنوات عربيّة وأجنبيّة...

  • 12 ماي 2025
حقدٌ مُزمن

تُظهر فئة من الكتّاب الفرنسيين حقدًا أسودَ على الجزائر، لخّصه الكاتب جون بول انتوفان بالقول إنّه...

  • 28 أفريل 2025
حرجُُ المُنافح

حاولت فرنسا في حملتها المتواصلة على الجزائر تجنيد كتّاب جزائريين تحت عناوين حريّة الإبداع والدفاع...

  • 21 أفريل 2025
ظُلمات

تعرفُ العلاقات الدوليّة مقدّمات أزمة أشبه ما تكون بحربٍ كونيّة جديدة تعيدُ توزيع الأدوار بين سكّان غابتنا،...

  • 14 أفريل 2025
اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com