فريدة بوقنة
لم يَعُدْ للمُشرَّد في قلقِ الغدِ ذاكرةّ تُؤْنِسُهْ.
يَسأل الله عن رُزَمِ الأمنياتِ
التي عَلِقَتْ في روابي الدعاءِ،
تُغالِب هوْل الرُّسوبِ،
وتوقظُ عُذرا إذا ما دنا توجِسُهْ.
يَسأل العشق عنْ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ
قَلَّبَ الجمر في صدر والهةٍ وُئِدَتْ تحت أنّاتِ غصّتها.
يَتململ،
يَركض،
يَجثو،
يكرّ، يفرّ، كخيْلٍ تهجّى مقاصِدهُ، والجوى فارِسُهْ.
يَسأل الزُّهد عن ناسِكٍ شقّ ثوب نوافِلهِ عند مُفترق الزّور،
يتلو طواسين حلّاجهِ للفراغِ،
يُكدّس زادَ القيامةِ في خابياتِ يقينٍ غدا مُفلِسُهْ.
يَسأل البحر عنْ زبَدٍ يتسكّعُ
عند ضفاف القصيدة، يشرب نخْب هزائمه:
-»كيف أجعلُني شاعرا يتموّج في عُنفوانِ البلاغةِ؟»
-»لا شِعْر يُرغى»، يكاشِفه وهْمهُ،
هِبْ له من عُبابِ السُّدى موجةً تَكْنُسُهْ».»
يَسأل العتبات عنِ العابرين
الذين تهاوتْ ملامحهم،
فاستحالوا ظِلالا تَخيط لِعُرْيِ السًّؤالِ جوابا،،، ولا يلبسُهْ.