شعر: رشيد فيلالي
الليلُ كاهن أعمَى
يحمل فانوسَ الأسرار
ويطير على بساط المسك
المقطوف من جمرة الخلود..
كان النسيمُ في خفة
يرفَأُ ثوب الأنس
يعبُر ثقوبَ الهواء
وقد نسي ظله ..
وكنتُ أغفو على شرفة الروح
حين تسلل الضوءُ إلى قلبي الذي..
يقيمُ في صدري على هيئة وشم !
الحروفُ تنثال بين أصابعي
فيبكي السؤالُ
ألفَ دمعة ودمعة..
هكذا أرسُم خرائبَ الوقت
كما تشتهي السماء..
وفي منتصف الحزن
أسمع الغروبَ يناديني
وهو يطوف بشمعة الله
يعانق اللا مكان !
أقبلْ !
فأرى الشمسَ بلونها الناري
معلقةً بين قلبين..
خجلى تذوب من فرط الحسن
على حوافي المرايا
مثل شهقة البدايات يلين لها الحجرْ..
ما أطولها دروب العمر
نمشيها حتى آخر الوجع..
وعند كل منعطف
أصلي صلاةَ الريح
كمن يطارد وهما
أرحم من اليقين !
أرى قمرا يسبَح في بساتينَ الفضة
والبراءة تمسك يد الماء
وفي رحم الحكاية
شهداء يولدون من ضلوع الزنابق
يعشقُون الموت بنكهة الفانيلا!
فيما الطين المبتل باللعنة
مسجى في تابوت من ذهب..
مساءَ الشر أيها العالم!
هل استعدت طعمَ البكاء الأول
وصار الرفضُ عندك ترفًا
وأنت الذي...
يحدق في لصوص السكر والورد
تنصت لقهقهات الأطفال
حين غنوا أكثـر من اللازم
ورقصوا أكثـر من اللازم
ثم شرَبوا من نهر الخيبات؟!
في أقصى اليأس
أرسم زهرة على جبين الوطن
أمضي في طريقي
حافي البال..
أحضنُ زخاتَ المطر!