الثلاثاء 13 ماي 2025 الموافق لـ 15 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

نصــوص

 

خيرة بلقصير


1
قالت صنوبرة الفكرة،
لست سعيدة؛ أملك ما أملك من وِقار الدهشة، لكني لست سعيدة،
أنا ألف عام وعام من الحنين،
والخيبة،
لا أحد عانق شوكي ليأخذَ مني الوضوح
والفطنة،
أنا كل هذا النُّفور من حولي
أنا فكرة ماردة
ومجازًا شائكًا، كأسلاك المعتقل
وفخ ناعم يؤجِّج السؤال والنقمة من الداخل
أنا لست سعيدة، أملك ثريا العشق وأملك إزميل الموت
وقصاص الشوك
ولا أبالي بالوقت،
هل رأيتم كل هذا الثَّراء المُفخخ
وهذا الزَّخم من القلق،
وهذه الدماثة في النًّضال من أجل الآخر بلا طائل،
لستُ سعيدة وهذا يكفي لاستباحة دم الوردة البعيدة،
ولأطعم إنسانيتي لجِراء المبدأ
وعواء العزلة،
فللعدم ثمنه الباهظ أيضًا
2
لازلتُ أرتجف مثل قميص علق بعمود الكهرباء العمومي..
خبّلت وشائجَه الريحُ..
عفَّرته بالنُّبل المنسيّ على العتبات..
مزّقته عطور وحراب..
نشب تارة بالحبل إذ لا حبل لي إلاَّك ..
دفق المشيمة المتهالكة..
تارة تقدُّه يدٌ في الخفاء..
عنوة تسَّاقط منه أزرار الأغنيات..
القماش الذي يمتشقُ جسدي المذاب لجين عذابات..
برهة تكوّرها المشيئة
طفق يصطلي بالعري البشري
هنَّات عشق وهنَّات..
؟..!من نسيني على الحبل إذ لا حبل يشنقني سواك
3
كساق البامبو المتعجرفة،
ضاقت بي سُبل الفكرة
تقهقرتُ في بعضي وماء المجاز،
أبدُو كاللعثمة في لسان يتضوع للصراخ،
أبدُو منهكة كنصّ يستعصي على القول،
كساق البامبُو الحزين
أجلبُ حظا ناقصًا
وشاحبًا،
هذا الألم يمنحُ براعة الالتواء
حول العدم
كساق البامبو اللَّولبية
أمنحُ للحياة أعذاري المتبقية
وأقنع وجودي بالبقاء
المُربك للزوايا،
والعتمة
ليعتدل طعمُ التَّوابل في القرار المرّ المتين
وتُسكب من حولي الحقيقة
باهظة بالنّزف
كذيل طاووس
4
سيدةُ السّوسنة
قُبلة الضَّجر العتيق على جبهة الوقت
سيدةُ المواسم البعيدة
قمحُ اللُّغات
وإزميل شارع النّوى العَتِيق
سيدةُ أرض البدَايات
ونرجسة العِتق من نَار البرد والسَّلام
سيدةُ الخَبَل في كِتاب
جِلدُ الأبدية النَّفيس
سيدةٌ تمحُو الكَلام بالكَلام
تَردُدُ النَّبرة بالنَّبرة
جرحُ الإخييلية وكبرياءُ ولَّادة زيدُون
نفسُ الضَّاد في اللُّغة حين يصطفُ السِّنديان
وتحنو الأراجيحُ وترتجفُ هاءُ هُدهُد..
يأتي بالخبر اليقين..
سيدةُ المنَاجل تقصِمُ بطشَ النَّهار..
وتعدِّل مزاجَ اللَّيل المُتلَّمِع..
حيُّها اليقظَانُ وزُمرة عُشب مسقُوف سُنْدُسُهُ..
تَهزُّ نُحاس بُوقٍ..
فِيزيَاء العَينين حين تَخسفَان بالَجاذبية
ويطفِقُ الوَجدُ عار يَخسفُ بالسّمع رُومَه
وتعيدُ مجدُ التُّفاحة فرادسَها الأولَى
سيدةٌ تغمض فاهَها..
وترسلُ التَّبسم هَسِيس الكاهِنَات..
يا بيتَها البعيد يَصطَادُ سَقفَهُ من السَّماء..
خَشْخَشة أضوائِها في العُزلة..
مِفتَاح صُول الحَزين..
بَيارِق خُبز تَقصِفُ طِين المَتَاهَة..
سيدةُ السُّكون المُربك..
حَشرجَة الصَّنوبر في القيظ..
ونَبَّالةٌ سِهامُها في الفقد
خَلٌّ يُعير انتبّاهَهُ الحَامِض،
الخَيَال المُعشَّقُ
سيدةُ العَدَم ورُتُوقِ الخزَامى
سيدةُ الصَّهِيل
وجُمُوحٌ مفتُون بالهَاوِيَة.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com