الثلاثاء 22 جويلية 2025 الموافق لـ 26 محرم 1447
Accueil Top Pub

تعمل على جمعها وتدعو الباحثين لدراستها: المكتبة الوطنية تبعث الحياة في المخطوطات النادرة

تعمل المكتبة الوطنية الجزائرية على البحث والتحقيق حول موضوع صناعة المخطوط في الجزائر، من خلال مخطوطات نادرة، كشفت عن سر هذه السوق، والمواد المستخدمة في نسخ المخطوطات، وميزات الزخرفة الجزائرية.

وتخبئ المخطوطات جزءا مهما من تاريخ الشعوب، فهي شاهد يُحدث النساخون فيها عن ماضيهم، العلوم التي برعوا فيها، وحال المجتمع خلال تلك العصور سواء ما تعلق بالجانب الثقافي، الديني، وحتى تنقلاتهم بين الدول. كما تكشف أيضا عن الحركة الاقتصادية والمعاملات التجارية، ومن المخطوط ينتقل الباحثون إلى النبش عن الإمكانيات الطبيعية لبلد ما واكتفائها بالخيرات التي تزخر بها مثل جلود الحيوانات، الأشجار النافعة وغيرها، فالمخطوط موروث مهم وفقا، لرئيس مصلحة المخطوطات والمؤلفات النادرة بالمكتبة الوطنية الجزائرية، فطومة بن يحيى، دعت الباحثين إلى الاهتمام بدراسة باقي عناصره أيضا.
دلائل عن سوق المخطوط في الجزائر
وكشفت رئيس مصلحة المخطوطات والمؤلفات النادرة بالمكتبة الوطنية الجزائرية، أن هذه الأخيرة تبحث منذ حوالي عشر سنوات في موضوع صناعة المخطوط في الجزائر من خلال شراء مخطوطات أو التي تقع بين أيديهم هبة من عائلات مالكة لها، تضيف أن المصادر التاريخية لم تُحدث عن هذا الموضوع ما عدا بعض الكتب التي جاءت فيها معلومات مختصرة كمدن انتشار هذه الصناعة، وذكرت تلمسان، الأغواط، الجزائر العاصمة، في حين تغيب تفاصيل عن التقنيات المعتمدة، وصف للأسواق، مصدر المواد المستخدمة على غرار الورق، ونوعية التجليد الذي أحالهم أيضا للتساؤل حول ما إذا كانت توجد قديما صناعة للجلود في الجزائر. وأفادت فطومة بن يحيى، أنهم يستهدفون جمع المخطوطات الجزائرية للتحقيق في هذا الموضوع خصوصا المدون عليها مكان نسخها، وقد توصلوا، وفقا لها، إلى دلائل جُمعت من ست ولايات جزائرية وبالأخص من الجنوب الجزائري، ولفتت إلى أن معاينة هذه المخطوطات وفهرستها أفضت إلى أن نسبة كبيرة منها نُسخت في ولاية "جانت" وقد أكد لهم أفراد المنطقة أنها تشتهر أيضا بعائلات امتهنت تجليد المخطوطات، وصناعة الحبر. وأردفت المتحدثة أنهم استخدموا "الميكروسكوب" الالكتروني للتعرف على الزخارف المنتشرة هناك، المواد المستخدمة كالأشجار التي يستخرج منها الحبر وعقبت أنها موجودة إلى اليوم في "جانت"، وكذا أصول النساخ الذين ينحدرون من الولاية ذاتها، تضيف بن يحي، أن المادة الوحيدة التي كانت تستوردها الجزائر هي الورق، وفقا للعلامة المائية الموجودة في عينة البحث التي استعانوا بها كدليل، وأعقبت قائلة "إن ربط الأحداث التاريخية جعلنا نتوصل إلى وجود فندق في ولاية تلمسان باسم مدينة "جنوة" مكان نزول تجار إيطاليا، وهي الدولة التي كان يُستورد منها الورق ثم يوزع في الجزائر أو يشتريه تجار التجزئة"، مضيفة أن في منطقة عين صالح توصلوا إلى أن أصل الورق إما من الدولة ذاتها أو هولندا. ويحمل المخطوط في الجزائر خصائص المنطقة التي نُسخ فيها ويبرز ذلك في الزخارف، وفقا لها، فالمخطوط الصحراوي مثلا يحتوي على أشكال هندسية، واستخدام اللون الأصفر الذي يميل إلى الزعفراني، أما عن المواد فأغلبها من الطبيعة أو المستخرجة من المناجم القديمة، تضيف أن المخطوطات التي عثروا عليها نُسخت بخطوط غير معروفة مثل الخط السوداني، بينما يتميز مخطوط بلاد القبائل بلون الحبر الذي يختلف عن حبر العاصمة والصحراء.
وترى رئيس مصلحة المخطوطات والمؤلفات النادرة بالمكتبة الوطنية الجزائرية، أن تسليط الضوء على هذا الموضوع يفيد في تعرف الباحثين على الجانب المادي للمخطوط خصوصا وأن هناك نسخ جزائرية تستحق الدراسة وتدل على طرق التجارة ومعاملاتها في بلدنا.
من الصناعة إلى الرقمنة
تقول بن يحيى، إن عملية رقمنة المخطوط سمحت لهم بالانتقال إلى أماكن مختلفة عبر التراب الوطني يصعب أن يأتي موروثها المكتوب إلى العاصمة، وذكرت بعضا منها مثل خزانة من "بني يني" تحتوي على مخطوطات قصيدة شعرية بالأمازيغية استخدم فيها حبر بني اللون، وكذا خزانة لعالم جزائري من ولاد جلال منسوخة بخط اليد تحيل إلى صناعة المخطوط في ولاية بسكرة. وأشارت المتحدثة إلى أنهم يعملون بالتعاون مع مديرية الثقافة حول هذا الموضوع، وتتحمل المكتبة مسؤولية توعية أصحاب الخزائن بأهمية رقمنة هذا التراث والحفاظ عليه من التلف، وفي هذا السياق تحدثت عن احتراق خزانة في عين بودة بولاية أدرار تحتوي على 1863 مخطوط وفُقدت معها معلومات علمية وتاريخية مهمة عن صناعة المخطوط في الجزائر. كما عرجت إلى مخطوط نادر أيضا موجود في متحف "سيرتا" بقسنطينة وهو المجلد الثامن من "تسخير البيهقي" في تفسير القرآن نسخ عام 675 هجري، 1277م على ورق إسلامي قديم لا يشبه المتداول، اشتراه الشيخ عبد الكريم بن بدر الدين الفكون من مكة المشرفة، تضيف أنه يحتوي على تملكات عديدة لحكام، أمراء، وعلماء.
وكلها معلومات مهمة وفقا لها، موجودة في مخطوط واحد لهذا يحرصون على تثمينها وتنبيه العائلات إلى ندرتها حتى تحافظ عليها أو تتواصل مع وزارة الثقافة لتصنيفها ضمن التراث الوطني أو العالمي.
إيناس كبير

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com