غيّب الموت، ليلة أمس الأول، الطبيب الدكتور عبد الكريم جراد، عن عمر يناهز 66 سنة، بسبب تأثره بمضاعفات فيروس كورونا.
و يعتبر الدكتور جراد من أبرز الوجوه الطبية بمدينة العلمة و ولاية سطيف، و كان يشغل أيضا منصب رئيس الجمعية الجزائرية للتغذية المغاربية، و معروف عنه الشغف الكبير في تنظيم الملتقيات و الندوات لصالح طلبة تخصص الطب بجامعة فرحات عباس بسطيف.
و كان الدكتور جراد من أهم أعمدة مستشفى صروب الخثير، قبل أن يقرر في السنوات الماضية فتح عيادته الخاصة على مستوى حي ثابت بوزيد، ما جعله قريبا أكثـر من المواطنين، وعرف باسم «طبيب الفقراء»، لأنه كان يرفض أخذ مقابل مادي عن الفحوصات الطبية.
و بعد انتشار فيروس كورونا كان الدكتور جراد في الصفوف الأمامية، ممن سخروا أنفسهم لخدمة المرضى و المصابين، و كان لا يتوقف يوما في تقديم النصائح و التوجيهات و حتى الدعم النفسي، ما جعله محبوبا من قبل الجميع، لاسيما و أنه دائما ما يستعمل اللغة البسيطة التي يستوعبها الجميع.، كما جعل من صفحته على فايسبوك بوابة للغذاء الصحي عبر تقديم وصفات وتبسيط المفاهيم والدعوة إلى العودة إلى المائدة التقليدية التي كان يقول أنها الأفضل من الناحية الصحية.
و قال عدد من أصدقاء المرحوم جراد إنه كان من المولعين بالعلوم الطبية، بدليل لم يكن يتوقف عن المشاركة في التظاهرات العلمية و تنظيم الملتقيات الطبية، و اهتم بشكل خاص في الآونة الأخيرة بما يعرف «الطب البديل».
و نشر ابن الفقيد وهو مختص في طب العيون تدوينة في صفحته الخاصة، قال فيها إن والده قد أهداه مؤخرا عيادته الخاصة للاشتغال فيها، و أوصاه بالإحسان إلى جميع المرضى، قبل أن يصاب بالفيروس اللعين و يتم نقله إلى المستشفى الجامعي سعادنة عبد النور بسطيف، و هناك بقي في العناية المركزة لأكثر من أسبوعين، قبل أن تصعد روحه إلى بارئها في الساعات القليلة الماضية.
وكان الدكتور جراد من بين الأطباء الذين شاركوا «النصر» عمليات التوعية منذ بدء أزمة كورونا من خلال حوار مطول حول التغذية الصحية وتصريحات في مختلف المواضيع قدم من خلالها مفاهيم مبسطة عن طرق رفع المناعة ودور التغذية الصحية في مواجهة الفيروسات. أحمد خليل
