الأحد 27 جويلية 2025 الموافق لـ 1 صفر 1447
Accueil Top Pub

الدكتور قرماط أحمد أمين مدير مركز قسنطينة للتكوين المتواصل: نسعى لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الناجحين في البكالوريا


• شهاداتنا معادلة ومعترف بها وتخوّل مواصلة الدراسة في الماستر والدكتوراه
• جامعة التكوين المتواصل تسير نحو التوسع النوعي في جميع التخصصات

أكد الدكتور قرماط أحمد أمين، مدير مركز قسنطينة للتكوين المتواصل، سعي المركز لاستقطاب أكبر عدد ممكن من حاملي شهادة البكالوريا دورة جوان 2025 للتسجيل في جامعة التكوين المتواصل، معتبرا أن هذه الفئة تمثل ركيزة أساسية في استراتيجية تطوير الجامعة وتوسيع انتشارها.

حاوره: رضا حلاس

وأوضح، في حوار خص به النّصر، أن التجربة الإيجابية التي عرفها المركز خلال الموسم الجامعي الفارط، باستقبال 203 طلاب من الناجحين الجدد في مختلف التخصصات، شكلت حافزا قويا لمواصلة هذا النهج، بدعم من الإدارة المركزية.
وتجسيدا لهذا التوجه، تم إدراج جامعة التكوين المتواصل ضمن دليل التوجيه لحاملي شهادة البكالوريا لسنة 2025، في جميع التخصصات المتاحة وجميع مراكزها، في الفترة من 22 إلى 26 جويلية. مما يتيح للطلبة الجدد فرصة الاطلاع على التخصصات المتوفرة على مستوى الجامعة وفروعها، واختيار المسار الذي يتماشى مع طموحاتهم المستقبلية. ويسعى المركز، من خلال حملات تعريفية و تأطير أكاديمي مرن، إلى تعزيز جاذبية الجامعة كمؤسسة رائدة في التعليم التطبيقي والمهني، تجمع بين التكوين النظري والانفتاح على متطلبات سوق العمل.
️ هل يمكنكم تقديم لمحة تاريخية عن نشأة مركز جامعة التكوين المتواصل بقسنطينة؟
يعد مركز جامعة التكوين المتواصل بقسنطينة من بين أعرق المراكز على المستوى الوطني، حيث تأسس بموجب المرسوم التنفيذي رقم 90-150 الذي نص على استحداث شبكة وطنية من مراكز التكوين المتواصل عبر مختلف ولايات الوطن، ليشكل بذلك نواة فعلية للتعليم عن بعد في الجزائر. وتعود جذور هذا النمط من التكوين إلى قسم تابع لجامعة الجزائر كان يقدم دروسا مسائية لفائدة العمال، قبل أن يتم تطويره وتنظيمه بإنشاء جامعة التكوين المتواصل كمؤسسة تعليمية مستقلة بموجب القرار رقم 90-149، تضم 20 مركزا جهويا من بينها مركز قسنطينة، الذي يعتبر اليوم من أبرز المراكز من حيث الديناميكية والتوسع الأكاديمي.
️ وماذا عن التسمية الجديدة التي أطلقت على الجامعة مؤخرا ؟
نعم، في خطوة رمزية تعكس الوفاء لذاكرة الشهداء، تم إطلاق اسم الشهيد ديدوش مراد على جامعة التكوين المتواصل ابتداء من سنة 2025، وذلك بموجب القرار رقم 22/25 الصادر عن وزارة المجاهدين، في تكريم مستحق لأحد أبرز رموز ثورة التحرير الوطني.
️ ما هي التخصصات التي يوفرها مركز جامعة التكوين المتواصل بقسنطينة؟
يضم مركز قسنطينة للتكوين المتواصل عروضا تكوينية معتمدة تشمل أربعة ميادين أكاديمية أساسية، تمثل دعائم التكوين في الطور الأول (الليسانس)، وهي ميدان الحقوق والعلوم السياسية، ميدان العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، ميدان العلوم الإنسانية والاجتماعية، وميدان الآداب واللغات الأجنبية. ويحتوي كل ميدان من هذه الميادين على شعب متخصصة تتيح للطلبة مسارات أكاديمية واضحة ومتكاملة. ففي ميدان الحقوق، يدرس الطالب الجذع المشترك خلال السنتين الأولى والثانية، ثم يتخصص في السنة الثالثة بين فرعي القانون العام والقانون الخاص. أما شعبة علوم الإعلام والاتصال، فتسير وفق النمط ذاته، حيث يتلقى الطالب تكوينا مشتركا خلال العامين الأولين، ثم يتخصص في السنة الثالثة إما في الإعلام أو الاتصال. وفي ميدان العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، نوفر شعبة المحاسبة والمالية، التي تدرس بشكل موحد من السنة الأولى إلى الثالثة دون تفرع، وهو ما ينطبق أيضا على تخصص اللغة الإنجليزية التقنية، الذي يدرس على مدى ثلاث سنوات كاملة داخل المركز. وأؤكد أن هذه العروض التكوينية قد تمت المصادقة عليها رسميا سنة 2020، بما يضمن انسجامها مع معايير الجودة الأكاديمية، و ملاءمتها لمتطلبات سوق الشغل، في إطار رؤية الجامعة لتعزيز التكوين التطبيقي وتوسيع قاعدة المستفيدين من التعليم العالي عن بعد.
️ هل شهد الموسم الجامعي الحالي إدراج تخصصات جديدة ؟
تعمل الجامعة على تعزيز التدرج الأكاديمي للطلبة من خلال فتح عروض تكوين متنوعة في طور الماستر، وتواكب تطلعات الطلبة وتنسجم مع التحولات الحاصلة في سوق العمل. ففي الموسم الجامعي 2024/2025، شهد المركز توسعا ملحوظا في عدد التخصصات المفتوحة، خاصة في ميدان الحقوق، حيث تم إدراج ماستر في قانون الأعمال، وهو تخصص يعد من أقدم التكوينات ضمن النظام الكلاسيكي، إلى جانب ماستر في القانون الجنائي، وآخر في القانون الإداري، بالإضافة إلى ماستر قانون العمل والضمان الاجتماعي. وتميز منتصف الموسم بإضافة تخصص جديد هو "الشفافية ومكافحة الفساد"، في استجابة واضحة للرهانات الراهنة المرتبطة بالحوكمة والنزاهة في المؤسسات.
أما في ميدان علوم الإعلام والاتصال، فقد تم فتح عرض تكوين في ماستر "الاتصال والعلاقات العامة"، في الموسم الفارط، إلى جانب إدراج اختصاص جديد الموسم القادم بعنوان "الصحافة المكتوبة والمطبوعة"، ما يعكس توجه المركز نحو تدعيم التخصصات الإعلامية ذات البعد المهني. وفي المقابل، شهد تخصص اللغة الإنجليزية التقنية فتح عرض جديد في طور الماستر بعنوان "الإنجليزية التقنية التعليمية"، وهو تخصص بيداغوجي يهدف إلى تلبية احتياجات سوق التعليم والتكوين.
كما عرفت خريطة التكوين في الليسانس استحداث تخصص جديد هذا العام، وهو "علم النفس المدرسي"، ضمن ميدان العلوم الإنسانية والاجتماعية، ما يعكس حرص المركز على مرافقة التغيرات الاجتماعية وتوفير تكوين نوعي في مجالات ذات أثر مباشر على المنظومة التربوية. أما في ميدان العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، فيتواصل تقديم تخصصات الماستر الثلاثة، التسيير العمومي، المحاسبة، وإدارة المنظمات، التي تعد من بين التكوينات الأكثر طلبا نظرا لصلتها الوثيقة بالواقع المؤسساتي والاقتصادي.
️ كيف اندمجت جامعة التكوين المتواصل في منظومة التعليم العالي الوطني، وما مدى اعتراف الدولة بشهاداتها ومخرجاتها الأكاديمية؟
شهدت جامعة التكوين المتواصل خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية من حيث جودة التكوين ومكانتها داخل منظومة التعليم العالي الوطني، وتمكنت من تجاوز الصورة التقليدية التي ظلت مرتبطة بها لعقود. وبموجب قرارات سيادية صادرة عن رئيس الجمهورية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، أصبحت الجامعة مدمجة بصفة كاملة ضمن نسيج الجامعات الوطنية، وتخضع اليوم لنفس القوانين والتنظيمات البيداغوجية المعمول بها في الجامعات العادية.
وقد تم تأهيل مؤسستنا رسميا لإصدار شهادات معترف بها، بدءا من الليسانس ووصولا إلى الماستر، وذلك وفقا للقانون التوجيهي 99/05 وقرارات التكوين رقم 711، 712، 713، 714 و715، إلى جانب مختلف التعديلات التي طبقت على نظام التعليم العالي، وهو ما يجعل الجامعة مؤسسة تعليمية عمومية متكاملة من حيث التنظيم والمخرجات الأكاديمية.
هذا المسار التصاعدي الذي تعرفه الجامعة هو دليل واضح على تطورها، حيث أصبحت الشهادات الجامعية الصادرة عنها، سواء في الليسانس أو الماستر، تحظى بالاعتراف الكامل، وتخول لحامليها مواصلة الدراسة في طور الماستر أو الترشح لمسابقات الدكتوراه على غرار باقي طلبة الجامعات. وقد توج هذا المسار بالنجاح النوعي المسجل في الموسم الجامعي الفارط، حيث تمكن 9 طلبة من خريجي الجامعة من النجاح في مسابقة الدكتوراه الأخيرة، من بينهم طالب من مركز قسنطينة، تمكن من النجاح بجامعة البليدة، وهو ما يعكس المستوى الأكاديمي المرموق للتكوين ومدى فعاليته في إعداد كفاءات علمية قادرة على خوض غمار البحث الجامعي والتخصص العالي.
ما الذي يميز جامعة التكوين المتواصل عن باقي مؤسسات التعليم العالي؟
ما يميز جامعة التكوين المتواصل عن باقي مؤسسات التعليم العالي النظامية هو طبيعة جمهورها المستهدف، إذ نتوجه أساسا لفئة الموظفين الراغبين في مواصلة مسارهم الجامعي دون التخلي عن التزاماتهم المهنية، وانطلاقا من هذه الخصوصية، اعتمدنا نظاما بيداغوجيا مرنا يرتكز على نمط "التعليم المدمج"، بنسبة 50% حضوريا و50% عن بعد، ما يمنح الطلبة إمكانية التوفيق بين العمل والدراسة في ظروف مناسبة. كما أننا ننظم الدروس في فترات مسائية، خاصة يومي الخميس والسبت، بما يتماشى مع التزامات الطلبة الموظفين، وتدرس المحاضرات عبر أرضيات رقمية تفاعلية تتيح للطلبة متابعة الدروس والمحتويات البيداغوجية إلكترونيا، في تكامل مع المحاضرات الحضورية التي تضمن التفاعل المباشر والتأطير الأكاديمي. وحرصا على ضمان الجودة في التكوين، فإن الشهادات الصادرة عن الجامعة تخضع لمعايير تأهيل دقيقة، تتماشى مع السياسة العامة لوزارة التعليم العالي في منح شهادات ذات قيمة علمية ومعترف بها. أما فيما يخص التسجيلات، فيعاد إدماج الطلبة المسجلين سابقا تلقائيا عبر النظام الرقمي "بروغرس"، ما يوفر جهدا إداريا ويسهل استمرارية التكوين دون انقطاع أو تعقيد بيروقراطي.
ما هي الإجراءات التي اتبعتموها في مركز قسنطينة لضمان سير عملية التسجيلات بسلاسة، وكيف كان الإقبال على التسجيل في الجامعة ؟
شهدت جامعة التكوين المتواصل هذا العام إقبالا معتبرا من حاملي شهادة البكالوريا ما قبل دورة 2025، حيث بلغ عدد الطلبة الجدد المسجلين على المستوى الوطني حوالي 40 ألف طالب، من بينهم أكثر من 1200 طالب على مستوى مركز قسنطينة وحده، موزعين على مختلف الأطوار والتخصصات. وقد وصلت عملية التسجيل مراحلها الأخيرة، حيث تم قبول ما نسبته 70 إلى 80 بالمئة من الطلبات المقدمة، في حين تتواصل جهود الإدارة لضمان استكمال ملفات باقي الطلبة. ونحن في المركز نعتمد مقاربة مرنة في التعامل مع الطلبة الجدد، من خلال التواصل معهم هاتفيا أو إلكترونيا في حال وجود نقص في الوثائق أو تأخر في تحميلها على المنصة الرقمية، وذلك لتفادي إقصائهم ومنحهم فرصة الالتحاق بالتكوين، في إطار سياسة الجامعة الرامية إلى توسيع قاعدة المستفيدين من التعليم العالي وتشجيع أكبر عدد ممكن من الشباب على الالتحاق بمقاعد الدراسة ضمن نظام مرن ومتكيف مع مختلف الظروف.
️ ما هي الرسالة التي توجهونها للطلبة المقبلين على الدراسة في جامعة التكوين المتواصل؟
أوجه رسالة تحفيزية لكل الطلبة المقبلين على التسجيل، وأؤكد لهم أن جامعة التكوين المتواصل تسير بخطى ثابتة نحو التوسع النوعي في جميع الميادين والتخصصات، بفضل سياسة وطنية تعتمد على الإدماج الفعلي لهذه المؤسسة في منظومة التعليم العالي، وتكريس الاعتراف الرسمي بشهاداتها على قدم المساواة مع باقي الجامعات. الشهادة المتحصل عليها من جامعة التكوين المتواصل هي شهادة معادلة ومعترف بها، وتخول لحاملها مواصلة الدراسة في الماستر والدكتوراه، تماما كما هو الحال في الجامعات النظامية، وذلك بفضل الجهود الكبيرة المبذولة من طرف مدير الجامعة البروفيسور جعفري يحي، ونوابه، ورؤساء الميادين، الذين يعملون بجد على إعداد عروض تكوين تستجيب للمعايير الوطنية المنصوص عليها في المرسوم الوزاري الخاص بدمج الجامعة في المنظومة الرسمية. هذا التحول النوعي أصبح ملموسا ميدانيا، من خلال عروض التكوين في الليسانس والماستر، وصولا إلى التحضير لفتح مسارات الدكتوراه، وهو ما يفتح للطلبة آفاقا أكاديمية ومهنية واعدة. أما على مستوى مركز قسنطينة، فقد تم تسخير كل الطاقات لإنجاح هذا المسار، حيث يشرف على التكوين طاقم من الأساتذة ذوي الرتب العلمية العليا، في دليل على الجهد المبذول لضمان تكوين عالي الجودة. وأختم بالتأكيد أن الأبواب تظل مفتوحة أمام جميع الطلبة، مع توفير مرافقة دائمة وشخصية لهم في جميع مراحل مسارهم الجامعي، من التسجيل الأولي إلى غاية التخرج وحمل الشهادة الجامعية.
ر.ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com