تحركت مبكرا أصوات التحذير داخل الأوساط الكروية الجزائرية، مطالبة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بقيادة وليد صادي، باتخاذ كل التدابير الوقائية لضمان حماية المنتخب الوطني الأول من حملات التشويش المحتملة،
خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب.
وتأتي هذه المخاوف والتحذيرات، في أعقاب الحملة الدعائية الممنهجة والمغرضة التي استهدفت للمنتخب الوطني النسوي، في النسخة الحالية من «كان السيدات» من طرف الإعلام المغربي، وهي حملة مارست شتى أنواع الاستفزازات خارج المستطيل الأخضر، بهدف النيل من تركيز اللاعبات، وضرب استقرار البعثة الجزائرية، غير أن رفيقات القائدة غيلاتي تفطّن لهذا المخطط، ورددن بأفضل طريقة ممكنة، بعد الأداء الكبير والتأهل تاريخي إلى الدور ربع النهائي.
ومما لا شك فيه، هو أن ما تعرضت له شبليات المدرب فريد بن ستيتي، من محاولات استفزاز واضحة عبر وسائل إعلام مغربية، وبتغذية من أطراف داخل أروقة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، يُعد إنذارا مبكرا بضرورة اتخاذ تدابير فعالة، لتفادي تكرار السيناريو ذاته مع رفقاء محرز.
وبلغت الحملة الإعلامية الأخيرة ذروتها عندما أصدرت «الكاف» بيانا مثيرا للجدل، يعلن فيه فتح تحقيق ضد المنتخب الوطني النسوي، دون تقديم تفسيرات وتوضيحات، ما صنف خطوة الاتحاد القاري في خانة «الاستفزاز» على اعتبار أن ما تم الترويج له من اتهامات سقطت كلها في الماء بعد أن أظهرت صور وفيديوهات تجني «الطرف الأخر».
ولم تسلم الحكمة الجزائرية الدولية غادة مخاط، من الادعاءات، حيث زعموا خرقها للقوانين من خلال إزالة الشعار ذاته من زي التحكيم، غير أن التحقيقات أثبتت أن الشعار كان مُثبتا بشكل سيئ وسقط قبل انطلاق المباراة، وأن الحكمة أخطرت المعنيين بالأمر في الوقت المناسب، ما أسقط كل الادعاءات وكشف الخلفية الحقيقية للحملة.
وركز الإعلام المغربي الموجه والمأجور على الجزائر، وهو ما يعزز فرضية الاستهداف المنظم، ضمن مساعي لخلق بلبلة وتشويه صورة المنتخب الوطني، ومحاولة ثنيه عن مواصلة مشواره في المنافسة.
رد قوي من السيّدات فوق الميدان والتأهل أسكت الأفواه
وفي خضم هذه الظروف المشحونة، كان رد سيدات الخضر مثالا في النضج والاحترافية، حيث لم ينسقن وراء محاولات الاستفزاز ولا خلف الحملات المسعورة، بالعكس، فرفيقات لينا بوساحة قدمن أداء بطوليا، تُوّج بخطف بطاقة العبور إلى ربع نهائي المسابقة، في إنجاز تاريخي يُحسب للكرة النسوية الجزائرية، كما عبر الناخب الوطني فريد بن ستيني عن التزامه بالتركيز على الجانب الرياضي، مؤكدا أن الجوانب التنظيمية والإدارية تُدار من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وقال في ندوة صحفية سبقت لقاء نيجيريا:»نحن هنا من أجل لعب كرة القدم فقط، نتدرب، نأكل وننام في وقتنا، وثقتي كاملة في الفاف لتسيير الجوانب الأخرى، ولا مشاكل لدينا».
استعداد استباقي ضروري لـ«كان» الرجال
وتنذر كل هذه المؤشرات بما قد يُحاك ضد كتيبة بيتكوفيتش، التي تستعد لخوض منافسات كأس أمم إفريقيا 2025 بنفس الأرضية وبنفس الظروف، وربما بأساليب استفزازية أشد حدة، نظرا لحجم المنتخب وسمعته في القارة، ويدرك الجزائريون أن أي نجاح يُحققه الخضر على الأراضي المغربية، سيُعد ضربة موجعة للنظام هناك، خاصة إذا ما تكرر سيناريو التتويج بمصر 2019 بقيادة رياض محرز.
وعليه، فإن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مدعوة إلى اتخاذ كافة الضمانات المسبقة، من تأمين نفسي وتنظيمي، وتهيئة الطاقم الفني واللاعبين لأي طارئ محتمل قد يُراد منه ضرب استقرار المجموعة، وتشتيت تركيزها عن الهدف الأسمى، وهو التتويج القاري الثاني في ظرف ست سنوات.
علما وأن التحضيرات لـ«كان 2025» يجب ألا تكون فنية فقط، بل يجب أن تشمل جوانب الدعم الكامل للاعبين، وتوفير ظروف عزل تام للمجموعة عن كل حملات الضغط، التي يبدو أنها بدأت حتى قبل انطلاق البطولة.
سمير. ك