إنجاز تاريخي يضاف لما حقّقه الأجداد إبان الثورة: أصاغـــــر الترجـــي يهــــدون قالمــــة أول لقــب وطنـــــي

تُوّج سهرة أول أمس، فريق ترجي قالمة لفئة أقل من 15 سنة بلقب البطولة الوطنية لكرة القدم لموسم (2024 / 2025)، وذلك عقب فوزه على جمعية الشلف في نهاية دورة «البلاي أوف» في نسختها الثانية، ليكتب بذلك أصاغر «السرب الأسود» صفحة جديدة في سجل هذا النادي، وذلك بإهدائه أول لقب «وطني» في تاريخه، يضاف إلى اللقب الإقليمي الذي كان قد أحرزه الترجي إبان ثورة التحرير، لما نال كأس شمال إفريقيا.
الانجاز التاريخي لترجي قالمة بفضل صنف الأصاغر كان ملعب الحسين ريموش بمدينة قاوس (ولاية جيجل) مسرحا له، أين ارتأت الفاف تنظيم نهائيات الطبعة الثانية من البطولة الوطنية للأصناف الشبانية، في مقابلة مثيرة، جرت بحضور ممثلين عن المكتب الفيدرالي، وكذا الطواقم الفنية للمنتخبات الوطنية للشبان، خاصة كريم زياني وأمين غيموز، وقد سارت على وقع «سوسبانس» كبير، تلاعب بمشاعر أنصار الفريقين، لأن باكلي كان قد منح الأسبقية في النتيجة لصالح «الشلفاوة» في منتصف المرحلة الأولى، لتكون انتفاضة الترجي مع بداية الشوط الثاني، سيما بعد التغيير التكتيكي الذي قام به ثنائي التدريب بن بوحجة ومرابطي، وذلك بإقحام «الجوكير» همامي، الذي قلب «فيزيومية» اللعب، بدليل أنه بصم على هدف ترجيح الكفة لفريقه، بعدما كان زميله بن تومي قد عدل النتيجة.
«السوسبانس» بلغ الذروة في اللحظات الأخيرة، لأن عناصر ترجي قالمة كانت تنتظر صافرة النهاية للشروع في الاحتفالات، لكن هذه الحسابات سقطت في الماء، على اعتبار أن جمعية الشلف عدلت النتيجة في آخر أنفاس المقابلة، بواسطة عبو، مما استوجب الاحتكام إلى ركلات الترجيح لتحديد هوية البطل، وقد تواصلت الإثارة، لأن كل فريق ضيع ضربة في السلسلة الأولى، ومصير اللقب ظل معلقا إلى غاية الضربة الثامنة، لما تألق حارس ترجي قالمة روابحية في صد الركلة التي نفذها لاعب الجمعية مجاهد، فكان تسجيل بهلول لآخر ضربة من جانب الترجي، كافيا لترسيم تتويج الفريق القالمي بلقب البطولة الوطنية.هذا الانجاز مكن ترجي قالمة من خلافة نادي بارادو على منصة التتويج، لأن «الباك» كان بطل الطبعة الأولى للبطولة الوطنية للأصناف الشبانية في فئة أقل من 15 سنة، ولو أنه وزنه كان ثقيلا في سجل «السرب الأسود»، لأنه الأول في تاريخ النادي منذ تأسيسه قبل نحو قرن من الزمن، رغم أن الفريق يبقى بأمجاد تمتد في أعماق تاريخ الكرة الجزائرية، سواء إبان الحقبة الاستعمارية أو بعد الاستقلال، لكن رحلة البحث عن الألقاب ظلت متواصلة، وانحصرت في اللقب الذي كان ببصمة جيل «الثورة» ذات 29 ماي 1955، لما عاد ترجي قالمة بكأس شمال إفريقيا من الدار البيضاء، وأهدى الكرة الجزائرية أول لقب إقليمي في تاريخها، وما كان على أبناء الولاية 24 سوى انتظار 70 سنة لمعايشة لحظة تدعيم خزينة النادي بلقب ثان، هو الأول من نوعه على الصعيد الوطني، وكان من تحقيق فريق الأصاغر.
تربعُ ترجي قالمة على عرش البطولة الوطنية في فئة أقل من 15 سنة جاء لينفض الغبار عن أمجاد واحدة من أعرق المدارس الكروية على المستوى الوطني، لأن «السرب» كان خلال الألفية الماضية من المنشطين التقليديين لبطولة الوطني الأول، أين قضى 17 موسما منذ الاستقلال إلى غاية سنة 1992، لما خاض آخر مغامرة له مع «الكبار»، كما كانت له العديد من التجارب في القسم الثاني، امتدت على مدار 18 موسما، لكن السقوط في جوان 1999 إلى جهوي قسنطينة، كلف ترجي قالمة الغياب عن الأضواء، والتأرجح بين الجهوي وقسم ما بين الجهات طيلة 26 سنة، فكان انجاز الأصاغر بمثابة «النجمة» التي أضاءت سماء الكرة القالمية، بعد فترة طويلة، وخففت من وطأة إخفاق الأكابر في تجسيد حلم العودة إلى الرابطة الثانية، فضلا عن أن هذا اللقب جاء ليطوي صفحة النكسات التي كانت قد لازمت الفريق، بعد توقف مشواره في كأس الجزائر في صنف النهائي في 10 مناسبات في مختلف الأصناف، 3 منها للأكابر، وسبعة للفئات الشبانية، فكان تنشيط أول نهائي في تاريخ النادي كافيا لمعانقة اللقب، فانطلقت الأفراح من مدينة قاوس، وكان وصول الأبطال إلى مدينة قالمة في حدود الساعة الرابعة من فجر أمس الإثنين، وسط أجواء مميزة صنعها الأنصار الذين رافقوا التشكيلة إلى ولاية جيجل.
ص/ فرطاس

رئيس الفئات الشبانية لترجي قالمة صليح خلة للنصر
التتويج رسالة مضمونها أن الترجي خزّان يزخر بالمواهب الشابة
اعتبر رئيس الفئات الشبانية لترجي قالمة صليح خلة التتويج بلقب البطولة الوطنية، بمثابة مؤشر ميداني على النوايا الجادة في استعادة أمجاد «السرب الأسود»، وأكد بأن الاستثمار في هذه المجموعة من المواهب الشابة، كفيل بالاطمئنان على مستقبل الفريق، ولو أننا ـ كما قال ـ « نراهن على تحقيق الصعود إلى الرابطة الثانية في أسرع وقت ممكن، لأن الترجي مكانته في مستوى أعلى، لكن بعض العوامل والظروف أبقته لسنوات عديدة يعاني في قسم ما بين الجهات».
وأوضح خلة في تصريح خص به النصر، بأن لقب البطولة الوطنية كان عبارة عن حلم، لم يكن أحد يراهن عليه، لكن وعند التتويج بلقب البطولة الجهوية في فوج الامتياز كبرت الرهانات، ورفعنا ـ حسب قوله ـ «عارضة الطموحات، لأن تجربة الموسم الماضية كانت قاسية، لما خسرنا ربع النهائي في الدورة الوطنية أمام وفاق سطيف بركلات الترجيح، ولو أن تسييرنا المشوار خطوة بخطوة كان إلزاميا لتجنب فرض أي ضغط نفسي على اللاعبين، كما أن المجموعة آمنت بقدراتها مع تقدم المنافسة، فكان المستوى الذي ظهر به الفريق في المباراة النهائية أكبر دليل على جدية العمل المنجز».
وأشار محدثنا في سياق متصل، إلى أن هذه المجموعة رفعت سلاح التحدي، بحثا عن لقب البطولة الوطنية، فكان لها ما أرادت، رغم أننا ـ كما استطرد ـ « سعينا لتوفير الإمكانيات التي من شأنها أن تحفز على تجسيد الهدف، خاصة منذ دخول مرحلة البلاي أوف الوطنية، فكان لقب البطولة عبارة عن رسالة وجهها الشبان إلى العائلة الكروية الوطنية، مضمونها أن ترجي قالمة يبقى دوما خزانا يزخر بالمواهب الشابة، وما علينا سوى الاستثمار في هذا التعداد تحسبا للمواسم القادمة، لأننا كلجنة مسيرة نضع الصعود إلى الوطني الثاني في صدارة الأولويات للموسم المقبل، لكن نظرتنا لا بد أن تكون استشرافية، بأبعاد ترتكز بالأساس على الأصناف الشبانية، وما حققه الأصاغر يعد تاريخيا، لأنه أول لقب وطني يحرزه الترجي، ويضاف إلى كأس شمال إفريقيا».
ص/ فرطاس