الاثنين 22 سبتمبر 2025 الموافق لـ 29 ربيع الأول 1447
Accueil Top Pub

تنوع في الطبوع واختلاف في الأداء والتقاليد: ملتقى الطريقة العيساوية يجمع الشرق على صوت واحد بقسنطينة


عاشت دار الثقافة مالك حداد ليلة الخميس إلى الجمعة، على وقع أجواء روحانية وفنية جميلة صنعتها أصوات نشطت ملتقى الطريقة العيساوية الذي نظمته مديرية الثقافة والفنون لولاية قسنطينة، بالتنسيق مع جمعية مريد الطريقة العيساوية والإبداعات الشبانية، وذلك في إطار برنامج وطني للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.

جمع الملتقى العيساوي ثلاث جمعيات من ولايات قسنطينة، قالمة، وسوق أهراس، في تظاهرة موسيقية تراثية لترسخ قيم التسامح الديني وإبراز التنوع الثقافي الصوفي الجزائري، بحضور جماهيري غفير غصّت به قاعة العروض. وتوافدت عائلات على دار الثقافة، للاستمتاع بوصلات المدائح والسماع الصوفي على الطريقة العيساوية، حيث تميزت الفرق بأداء فني رفيع استُخدمت فيه مختلف الآلات كالبندير، والقلال، والطبلة.
وقال فريد زعيتر، مدير الثقافة والفنون لولاية قسنطينة، إن الملتقى يندرج ضمن الديناميكية الثقافية التي تعرفها الولاية، بدعم من وزارة الثقافة والفنون، والتي تسعى إلى تشجيع الجمعيات النشطة في مجال التراث والفنون الأصيلة. وأضاف :» سمحت لنا المناسبة بجمع جمعيات من ولايات مجاورة لإبراز تنوع الطابع العيساوي، وفتح فضاء للتبادل الفني والتقارب بين الشباب، في إطار احتفالات دينية تعزز الهوية الثقافية الوطنية. «
وشهدت السهرة تقديم وصلات متميزة من أداء الجمعيات الثلاث، حيث مزجت بين المدائح النبوية، والذكر، والسماع الصوفي، والموشحات واعتبر المشاركون، أن اللقاء يمثل فسحة للتعريف بالخصوصيات المحلية لكل ولاية في طريقة ممارسة هذا الفن الروحاني العريق.
وعبر الفنان أحمد بن خلاف، رئيس جمعية مريد الطريقة العيساوية، عن فخره بتنظيم الحدث قائلاً :» الملتقى كان حلمًا تحقق بصورة راقية عشنا لحظات روحانية خالصة، وشاهدنا كيف اندمج الجمهور مع مختلف الوصلات التي حملت الطابع القسنطيني الأصيل، بطرازه الفريد المليء بالمديح والذكر. كما نرحب بالأشقاء من قالمة وسوق أهراس الذين أمتعونا بتجاربهم المختلفة.» من جانبه، تحدث عبد الكريم غليس، رئيس جمعية عبد القادر بن خالد زعلان، من ولاية سوق أهراس، عن تميز المشاركة معلقا:» تعتمد الطريقة العيساوية في سوق أهراس بشكل كبير على المالوف، وهذا ما يجعلها مختلفة عن الطابع القسنطيني، الذي يميل أكثر إلى المدائح. هذا الاختلاف ليس فُرقة، بل ثراء يجب أن نحافظ عليه، وهو ما لمسناه من تفاعل الجمهور الذي أدهشني بالفعل.»
أما عمر بن حملة، رئيس جمعية الأصالة من ولاية قالمة، فقد عبّر عن سعادته الغامرة باللقاء الفني مضيفًا :» نعمل وفق نظام النوبة في أداء الوصلات وهي طريقة تختلف عن المنهج القسنطيني، لكن ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا، وهو حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحب الفن الأصيل.»
تكريم حفظة القرآن... لمسة وفاء في ختام الملتقى
ولم يقتصر برنامج السهرة على العروض الفنية فقط، بل شمل لحظات تكريم مؤثرة تم فيها الاحتفاء بمجموعة من الأطفال حفظة القرآن الكريم، إضافة إلى تكريم عدد من الوجوه الثقافية والفنية التي ساهمت في إنجاح التظاهرة، في مشهد يكرّس التقدير للموروث الثقافي والديني.
وقد نجح هذا الحدث حسب مشاركين فيه، في إعادة الاعتبار للطريقة العيساوية كإحدى أبرز مظاهر التراث الصوفي الجزائري، الذي لا يزال يحظى بشعبية واسعة، خاصة في المناسبات الدينية الكبرى كالمولد النبوي الشريف.
كما مثّل الملتقى فرصة للجيل الجديد للتعرف على فنون الذكر والسماع وللجمعيات وللتبادل والتلاقح الثقافي فيما بينها. وجسدت هذه السهرة حقيقة أن الفن الصوفي ليس فقط إرثًا روحانيًا، بل رسالة ثقافية حية قادرة على جمع الناس، وبث الطمأنينة في النفوس، وتثمين مكوّنات الهوية الوطنية من خلال عروض فنية ذات طابع وجداني خالص.
عبدالغاني بوالودنين

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com