الاثنين 22 سبتمبر 2025 الموافق لـ 29 ربيع الأول 1447
Accueil Top Pub

مختصون يقترحون بدائل للمجة غير الصحية: التنويــع في الوجبـــة المدرسيـــة يحـسن أداء التلميــذ

يستعد التلاميذ للعودة إلى المدارس خلال أيام قليلة، و أمام استئناف الروتين اليومي السريع يؤكد مختصون في الصحة والتغذية، على أهمية الانتباه جيدا للنظام الغذائي للصغار، خصوصا و أن التنويع في الوجبات يلعب دورا في تحسين أدائهم، مع التحذير من مخاطر اللمجة غير الصحية الشائعة، و التي تعتمد في الغالب على مكونات مشبعة بأملاح ودهون وسكريات تجعل الطفل عرضة للسمنة وبعض الأمراض المزمنة.

وتنعكس اللمجة غير الصحية بحسب المختصين، على القدرات الفكرية والتحصيل الدراسي للطفل، لذا يجب أن تكون متوازنة ومتنوعة لكونها ليست مجرد لحظة غذائية عابرة، وإنما رافد أساسي لصحة التلميذ الجسدية والنفسية والعقلية.

* المختص في الصحة العمومية أمحمد كواش
لا بد من مراقبة الوجبات المدرسية بشكل أكبر

في هذا السياق، أوضح الطبيب المختص في الصحة العمومية الدكتور أمحمد كواش، أن الوجبة المدرسية لها أهمية كبيرة في التحصيل الدراسي للتلاميذ، ذلك لأن العقل السليم في الجسم السليم.
وأضاف المتحدث، أن الأطفال في مراحل نموهم يحتاجون بشكل أكبر إلى تغذية متوازنة، لأنها تمثل مرحلة تأسيسية لبناء أجسامهم وعقولهم وبالتالي فهي ركيزة في حياة التلميذ لا تقل أهمية عن الدروس التي يتلقاها داخل القسم.
وأشار، إلى أن الحكومات ووزارات التربية في مختلف أنحاء العالم تولي أهمية خاصة لمسألة الوجبات المدرسية، إذ تحرص على أن تكون متنوعة، ومتوازنة، وغنية بالعناصر الغذائية الضرورية، وشهية ومقدمة بطريقة تجذب التلميذ وتفتح شهيته للأكل، لأن جانب العرض لا يقل أهمية عن نوعية الأكل نفسه.
وبين كواش، أن الطفل في هذه المرحلة العمرية يحتاج لتناول غذاء متنوع وواسع يشمل البروتينات النباتية والحيوانية، والفيتامينات والأحماض الأمينية، والنشويات، والسكريات الطبيعية،والأملاح المعدنية. ولفت، إلى أن وجود السكريات الطبيعية في العصائر الطازجة والفواكه يعد خيارا صحيا أفضل بكثير من اللجوء إلى السكريات الصناعية أو الأطعمة الجاهزة، لأن الأخيرة تسبب مشاكل صحية على المدى الطويل.
وأضاف الخبير في الصحة العمومية، أن الطفل الذي يتغذى جيدا سيحصل على مناعة قوية تقيه من الأمراض ما يقلل من نسبة غيابه عن المدرسة، ويجعله أكثر قدرة على التركيز داخل القسم، واستيعاب الدروس بفاعلية أكبر، ذلك لأن الوجبة السليمة لا تغذي الجسم فقط بل تبني العقل أيضا.
وفي سياق آخر، أوضح المتحدث أن الجزائر تعمل حاليا على تطوير الوجبات المدرسية من خلال وضع آليات للتنسيق بين وزارة التربية الوطنية، وجمعيات أولياء التلاميذ، والإدارة التربوية، وحتى الهيئات الطبية، ومفتشية المطاعم المدرسية، وذلك من أجل ضمان وجبات صحية ومتوازنة للتلاميذ.
وأكد، أن هذا التنسيق لا يقتصر على نوعية الطعام فقط، بل يشمل كذلك الجوانب المتعلقة بالنظافة، العرض، والتنويع حسب السن وحالة التلاميذ بما في ذلك الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو السيلياك «حساسية الغلوتين»، حيث يتم إعداد وجبات وحميات خاصة تراعي وضعياتهم الصحية.
وحذر كواش، من أن الكثير من اللمجات التي يحضرها الأطفال من منازلهم أو يشتريها الأولياء من المحلات التجارية، غالبا ما تكون غير صحية، لأنها تعتمد على الأطعمة السريعة مثل الشيبس والسكريات المصنعة والحلويات.
هذه الخيارات حسبه، لا توفر أي فائدة غذائية حقيقية، بل على العكس قد تشكل خطرا على صحة الأطفال، خاصة أنهم في مرحلة حساسة من النمو.
كما شدد كواش على ضرورة أن تكون المدارس فضاءات محمية غذائيا تشبه الفنادق المغلقة، حيث يمنع إدخال الأكل من الخارج على الأقل في الطور الابتدائي، ذلك لأن الأطفال في هذه المرحلة لا يملكون الوعي الكافي لانتقاء ما هو صحي وما هو ضار، مما يجعلهم عرضة للتسممات الغذائية أو لمشاكل صحية على المدى الطويل.
وأضاف، أن أضرار الوجبات السريعة والجاهزة لا تقتصر على التسبب في السمنة والبدانة فحسب، بل تحتوي أيضا على مواد قد تكون مسرطنة وهي تمنح الطفل طاقة مؤقتة سرعان ما تتحول إلى شعور بالتعب والإرهاق، مما يؤثر سلبا على نشاطه الذهني والجسدي. وأكد، أن الاعتماد على هذه الوجبات لا يسمح للطفل بأن ينمو جسديا بطريقة سليمة وآمنة. أما عن أفضل البدائل الغذائية التي يمكن تقديمها للتلاميذ، فقد أشار كواش إلى أن الفطائر المحضرة في البيت، الزبادي بمختلف أنواعها، والفواكه الطبيعية، تبقى من الخيارات الصحية والآمنة التي تمنح الطفل الطاقة اللازمة وتساهم في بناء جسمه بشكل متوازن.
وأكد كواش، أن الاستثمار في الوجبة المدرسية ليس ترفا أو إضافة ثانوية، بل هو استثمار مباشر في صحة التلميذ ومستقبله الدراسي، لأن الطفل الذي يتمتع بجسم سليم وعقل متيقظ سيكون حتما أكثر استعدادا للتعلم، وأكثر قدرة على الإبداع والمشاركة الفعالة في بناء المجتمع.
* أخصائي التغذية محمد عبد القادر لزرق
الوجبة يجب أن تكون متوازنة ومفيدة

من جهته، أوضح أخصائي التغذية محمد عبد القادر لزرق، أن الوجبة المدرسية يجب أن تكون متوازنة ومفيدة، بحيث تحتوي على جميع العناصر الضرورية لنمو الطفل، وخاصة الأملاح المعدنية التي لها دور محوري في عمل الجهاز العصبي، وتساعد التلاميذ على التركيز ومتابعة الدروس بكفاءة.
وأضاف المتحدث، أن من بين الأكلات الغذائية الصحية التي ينصح بها للأطفال الفواكه المجففة، المكسرات، والشكولاطة الداكنة، شرط أن تتجاوز نسبة الكاكاو فيها 70 بالمئة، لأنها غنية بمضادات الأكسدة والطاقة المفيدة، وتعتبر بديلا صحيا مقارنة بالحلويات الصناعية.
كما شدد لزرق، على ضرورة تجنب العصائر والمشروبات الغازية أو المصنعة، لأنها تحتوي على نسب مرتفعة من السكر، إضافة إلى المواد الملونة و المضافات الغذائية التي تؤثر سلبا على صحة الطفل.
واقترح المتحدث، استبدالها بعصائر طبيعية خالية من السكر المضاف لما لها من فوائد غذائية أكبر وخلوها من المواد الكيميائية الضارة على غرار المضافات والملونات التي صارت بحسبه، ترفق في جميع المشروبات.
كما لفت الأخصائي، إلى أن الأطفال الذين يتميزون بكونهم كثيري الحركة والنشاط خلال يومهم الدراسي، خاصة أولئك الذين يعانون من فرط الحركة، يقومون بحرق السعرات الحرارية بشكل سريع، ما يقلل من خطر إصابتهم بالسمنة عند استهلاك كميات معينة من السكريات، لكنه شدد في الوقت ذاته، على أن هذا لا يعني ترك الحرية المطلقة لهم في تناول كل أنواع السكريات، بل ينبغي توجيههم نحو السكريات الطبيعية الموجودة في الفواكه والعصائر الطازجة.
أما بخصوص «اللمجة»، فقد أوضح المتحدث، أنها يجب أن تكون صحية وخفيفة، لأن غالبية الأطفال يعتمدون عليها بين الوجبات الأساسية. واعتبر أن بعض المبادرات المجتمعية جديرة بالتشجيع، مثل تلك التي تقوم بها بعض المحلات التجارية بعرض أطباق صغيرة خاصة باللمجة، تضم خليطا من المكسرات والفواكه المجففة، وتباع بأسعار رمزية.
وأشار، إلى أن هذه المبادرات حققت إقبالا كبيرا من الأولياء لأنها توفر بديلا صحيا لأبنائهم عن الوجبات السريعة والحلويات.
مكونات يجب أن تحتوي عليها اللمجة المدرسية
من أجل تحضير وجبات مدرسية صحية للأطفال، هناك عدة مكونات يجب أن تحتوي عليها الوجبة ومنها:
- السوائل الصحي:  يجب تضمين الماء، الحليب، والعصائر الطبيعية في وجبات المدرسة، لضمان المحافظة على جسم الطفل رطبا ومحميا من الجفاف.
- الدهون الصحية: يجب عليك كأم إضافة الدهون الصحية لوجبة طفلك، مثل المكسرات، وزيت الزيتون، نظرا لدورهما المهم في المحافظة على صحة الدماغ.
- البروتينات: البروتينات من المواد الغذائية التي تساهم في بناء العضلات، وتعزيز الشعور بالشبع، وهي موجودة بكثرة في الدجاج، البيض، واللحوم.
- الحبوب الكاملة: الحبوب هي مصدر مهم للكربوهيدرات، والتي تعمل على إمداد الجسم بالطاقة، ويمكن الحصول عليها من الشوفان، الأرز البني، والخبز الأسمر.
- الخضروات والفواكه: يجب ألا تخلو وجبات المدرسة من قطع الفواكه والخضروات الملونة، حيث تجذب الألوان الزاهية نظر الأطفال للطعام، وتزود أجسامهم بالمعادن والفيتامينات.
- منتجات الألبان: منتجات الألبان معروفة باحتوائها على الكالسيوم الضروري لصحة أسنان وعظام الأطفال، لذلك يجب تقديمها لهم باستمرار، مثل الحليب، الزبادي، والجبن.
لينة دلول

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com