الخميس 18 سبتمبر 2025 الموافق لـ 25 ربيع الأول 1447
Accueil Top Pub

استقرار في الأسعار وتراجع الذروة: البحر في سبتمبر.. فسحة لتجديد الطاقة قبل الدخول الاجتماعي

مع انتهاء موسم الصيف وبداية شهر سبتمبر، تنخفض درجات الحرارة تدريجيا معلنة عن اقتراب الخريف، غير أنّ مشهد الشواطئ في كثير من المدن الساحلية يعكس صورة مغايرة، إذ ما تزال عائلات بأكملها تتوافد على البحر بحثا عن الاستجمام ولو لأيام معدودة، حيث لا ينتهي موسم الإصطياف عند نهاية أوت كما كان معتادا، بل يستمر إلى غاية سبتمبر ويرى أشخاص أن زيارة البحر في نهاية الصيف فرصة لتجديد الطاقة قبل العودة إلى روتين العمل والدراسة.
أجواء أكثر هدوءا و خدمات أفضل
مع اقتراب الدخول الاجتماعي تجد العديد من العائلات الجزائرية في سبتمبر وقتها المثالي للبحر، وتبرر ذلك بهدوء الأجواء مقارنة بشهري جويلية وأوت، حيث يقل الصخب ويتراجع الاكتظاظ الذي يطبع الشواطئ خلال شهور الذروة.
ولا يقتصر هذا الهدوء على الشواطئ فقط، بل يشمل الطرق المؤدية إليها، ومواقف السيارات، وحتى مداخل المدن الساحلية، وهو ما يجعل الرحلة أقل توترا وضغطا مقارنة بما تعرفه الطرقات في موسم الصيف.
وإضافة إلى هدوء الأجواء، فإن العديد من العائلات تجد في سبتمبر فرصة لتقليل التكاليف، إذ تنخفض أسعار كراء الشقق، وحتى أسعار المأكولات على الشواطئ تصبح معقولة بعد تراجع أعداد السياح والمصطافين القادمين من ولايات بعيدة.
ويعترف بعض أصحاب الشقق المفروشة، أن هذا الشهر يمثل لهم «موسما ثانويا»، حيث يفضلون خفض الأسعار بدل ترك الشقق فارغة، وهو ما يمنح العائلات ذات الدخل المتوسط فرصة لتمضية أيام إضافية من العطلة.
طقس معتدل يناسب الكبار والصغار
وما يستقطب العائلات أيضا خلال هذه الفترة هو الطقس المعتدل، فمع تراجع درجات الحرارة، يصبح الجلوس على الرمال أكثر راحة فالشمس في سبتمبر لم تعد حارقة كما كانت في أوت، ولا تؤذي البشرة والأطفال يمرحون بحرية أكبر، والكبار يستمتعون بالجلوس لساعات طويلة على الرمال أو تحت المظلات دون خوف من ضربة الشمس حتى مياه البحر تصبح أكثر اعتدالا، ما يشجعهم أيضا على السباحة أو السير على أطراف الشاطئ. وهذه الزيارات لا تقتصر على السباحة فقط، بل تتعداها إلى جلسات شواء عائلية على الشاطئ، ونزهات قصيرة على الرمال، أو حتى مجرد التمتع بمشاهدة غروب الشمس، فهناك من يعتبرون البحر في نهاية الصيف فرصة لتجديد الطاقة قبل العودة إلى روتين العمل والدراسة.
تقول السيدة نورة التي قدمت رفقة عائلتها من ولاية بجاية إلى الشاطئ الكبير بتيقزيرت، إنها تفضل البحر في شهر سبتمبر لما يتميز به من هدوء وهواء نقي وراحة نفسية مقارنة بموسم الصيف، وتستطيع أن تختار مكانا على الشاطئ بسهولة، وتشعر أن أطفالها يستمتعون أكثر بالسباحة مع هدوء البحر ودون صخب.
وأكدت سيدة أخرى من العاصمة، أن سبتمبر هو الوقت المثالي للسباحة فالماء يكون دافئا بعد حرارة الصيف، والشمس أقل خطورة، وحتى من الناحية المالية فإن أسعار الكراء والخدمات تكون أقل، وهذا يساعد العائلات على قضاء أوقات ممتعة بتكاليف معقولة.نفس الرأي شاطرته السيدة نزيهة من تيارت، والتي أكدت بأنها تريد أن يستمتع أطفالها قبل العودة إلى المدرسة، فالبحر يساعدهم على تفريغ طاقاتهم وهي أيضا تستمتع بالهدوء لأن الأجواء أفضل بكثير، ففي أوت لا تجد مكانا لتجلس فيه، أما الآن فالشاطئ واسع ومفتوح، مضيفة أن التحضير للدخول المدرسي متعب لذلك تمنح نفسها ساعات من الاستراحة على الشاطئ، مؤكدة أن البحر بالنسبة لها علاج نفسي وخاصة في هذه الفترة من السنة.
فضاء للهروب من ضغوط الحياة اليومية
من جهتهم، يرى مختصون في علم الاجتماع، أن استمرار توافد العائلات على الشواطئ في سبتمبر دليل على أهمية البحر كفضاء للهروب من ضغوط الحياة اليومية، فالماء والرمال والهواء الطلق عناصر قادرة على منح الفرد راحة نفسية يصعب إيجادها في أماكن أخرى.وبحسب هؤلاء، فإن البحر متنفس جماعي وعند اقتراب الخريف يصبح هذا المتنفس أكثر خصوصية، لأنه يجمع بين الهدوء والرمزية، وهو بمثابة جسر بين العطلة الصيفية وموسم العمل والدراسة.
كما يؤكد العديد من المختصين النفسانيين، أن البحر في هذا الوقت من السنة يلعب دورا علاجيا مهما، فبعد ضغوط الأشهر الماضية تساعد الأجواء الهادئة على الاسترخاء والتوازن النفسي، مبرزين أن الخروج إلى الشاطئ في سبتمبر يساعد على استعادة الطاقة الإيجابية قبل الدخول الاجتماعي، فالهدوء، وصوت الأمواج ، ونسيم البحر، كلها عناصر تخفف من القلق والتوتر، وتجعل العودة إلى الدراسة والعمل أقل صعوبة.
وبالإضافة إلى العائلات، يجد بعض التجار والباعة المتجولون في استمرار الإقبال على الشواطئ في سبتمبر، فرصة ذهبية لتمديد نشاطهم مثل أصحاب المطاعم المنتشرة على الشواطئ، وباعة المثلجات والمشروبات والفطائر والمكسرات.
ويؤكدون أن هذا الشهر يساعدهم على رفع مداخيلهم وتعويض أيام الركود، فسبتمبر يساعدهم على تمديد الموسم وزيادة الأرباح، وأحيانا يكون هذا الشهر أفضل لأن العائلات تأتي مع أطفالها طيلة أيام الأسبوع، فيجدون المطاعم والمقاهي مفتوحة والمثلجات لا تزال متوفرة، ولذلك فإن البحر خارج موسم الاصطياف له نكهة خاصة سواء لهذه العائلات التي تبحث عن عطلة اقتصادية ومريحة، أو للتجار الذين يعملون على تحسين الخدمات ويبحثون عن مداخيل إضافية واستمرارية عملهم الذي يشهد غالبا ركودا بمجرد انتهاء موسم الاصطياف.
سامية إخليف

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com