أجرت السلطات العمومية لولاية باتنة، نهاية الأسبوع، اجتماعا عبر تقنية التحاضر عن بعد مع وفد من محافظة ديان بيان فو من دولة الفيتنام بهدف بحث وتعزيز التعاون بين الطرفين استنادا إلى اتفاقية التوأمة والتعاون المبرمة سنة 2023، حيث كان وفد من دولة فيتنام قد زار ولاية باتنة واطلع على إمكانيات ولاية باتنة في مختلف القطاعات لتجسيد اتفاقيات شراكة.
وكان وفد من دولة الفيتنام قد حلَ نهاية شهر أوت من سنة 2023 بولاية باتنة، لإبرام اتفاقية شراكة مع ولاية باتنة، في إطار تعزيز أواصر التعاون بين الجزائر والفيتنام وترأس آنذاك السفير الفيتنامي الوفد الذي حل بعاصمة الأوراس، من أجل الوقوف على المقومات التي تزخر بها ولاية باتنة في المجال الصناعي والفلاحي، إلى جانب برمجة زيارات لمرافق رياضية وصحية ومعالم تاريخية وأثرية خلال ثلاثة أيام.
وكانت السلطات العمومية لولاية باتنة وعلى رأسها الوالي، في استقبال الوفد الفيتنامي، حيث نظمت السلطات زيارات لفائدة الوفد الفيتنامي لأهم وأبرز الوحدات الصناعية والمناطق الفلاحية والمعالم الثقافية وتنقل الوفد الفيتنامي رفقة السلطات المحلية بباتنة إلى مزرعة نموذجية لإنتاج التفاح بمنطقة مريال ببلدية تازولت، حيث تتربع منطقة مريال الفلاحية، على هكتارات واسعة لأشجار التفاح وباتت قطبا لإنتاجه وفق طرق ووسائل عصرية، باعتماد التشجير المكثف بطرق حماية أعطت إنتاجا وفيرا وتعد منطقة مريال إلى جانب مناطق أخرى قطبا فلاحيا للأشجار المثمرة، أهلت ولاية باتنة لاحتلال الصدارة وطنيا في إنتاج التفاح سنويا بأزيد من مليون قنطار.
وتضمن برنامج الزيارة للوفد الفيتنامي، التنقل للغرفتين الفلاحية والتجارية والصناعية الأوراس، لتلقي معلومات حول القاعدة الصناعية والفلاحية ومميزاتها بمنطقة ولاية باتنة، وتقديم شروحات حول أهم وأبرز المنتجات الفلاحية والصناعية للمنطقة، واطلع أيضا الوفد الفيتنامي على المقومات الثقافية حيث كان قد عايش سهرة فنية موجهة للوفد الفيتنامي بدار الثقافة محمد العيد ال خليفة نشطها الفنان ماسينيسا والفنانة كلثوم الأوراسية، بالإضافة لتنظيم معرض تراثي تقليدي للحلي والأواني التقليدية ببهو دار الثقافة.
ووقف الوفد الفيتنامي، على أهم المؤهلات الصناعية بولاية باتنة، بحيث زار الوفد مصنع الاسمنت عين التوتة ببلدية تيلاطو أين تعرف على مقدرات المصنع الذي هو أحد فروع مجمع جيكا لإنتاج الإسمنت والذي كان قد دخل مرحلة تصدير الإسمنت لعديد الدول بمختلف القارات وقد حقق مصنع الإسمنت بعين التوتة لوحده أزيد من 12 مليون دولار السنة الماضية من الصادرات، كما أشرفت السلطات العمومية هذه السنة، على تصدير أولى شحنات الكلنكير من مصنع عين التوتة نحو دولة إيطاليا بأوروبا والبيرو بأمريكا الجنوبية.
ومن بين الوحدات الصناعية التي حظيت بزيارة الوفد الفيتنامي، خلال زيارته للولاية، مصنع نقاوس للعصائر الذي بعث نشاطه قبل سنة، ويعد المصنع من أقدم الوحدات الصناعية التي ذاعت صيتا في إنتاج وتحويل المواد الغذائية بإنتاج العصائر والمصبرات وحظي الوفد الفيتنامي بزيارة لأهم وأبرز المقومات الصناعية بالولاية التي برزت في السنوات الأخيرة كقطب وهي تصنيع السيراميك، الذي يتم تصديره أيضا انطلاقا من ولاية باتنة نحو عديد الدول.
وتخلل زيارة الوفد الفيتنامي، الوقوف على إنتاج الحليب والألبان بملبنة الأوراس التي تمون 7 ولايات شرقية بمادة حليب الأكياس المدعم، كما وقف الوفد على مذبح الدواجن بالمنطقة الصناعية كشيدة وتنقل الوفد أيضا إلى وحدة خاصة لتصنيع الأحذية، وناهيك عن القطاع الصناعي، فقد تعرف الوفد على مقدرات القطاع الصحي وما حققه خاصة في مجال زرع الكلى، حيث تنقل الوفد الفيتنامي إلى مصلحة الكلى بالمستشفى الجامعي.
وفي قطاع التعليم العالي زار الوفد الفيتنامي المدرسة العليا للطاقات المتجددة بالقطب فسديس، وهي المدرسة التي فتحت أبوابها قبل أربع سنوات وحققت نتائج في مجال البحث العلمي للطاقات المتجددة، وشمل برنامج الزيارة القطاع الثقافي، من خلال تعريف الوفد الفيتنامي بأبرز المعالم التاريخية والأثرية بزيارة الضريح الملكي النوميدي إمدغاسن الذي يرجع تشييده إلى القرن الرابع قبل الميلاد والمدينة الأثرية تيمقاد، وزار الوفد أهم المرافق الرياضية والثقافية على غرار المدرسة الجهوية للموسيقى، والمركب الرياضي كشيدة، ونادي الفروسية ببلدية جرمة.
يـاسين عـبوبو