سمحت حملة تنظيف وتطهير الأملاك الغابية الوطنية من مختلف النفايات المسببة لنشوب الحرائق، بإزالة حوالي 100 عجلة مطاطية كانت مرمية داخل الفضاءات الغابية وأخرى على قارعة الطريق الوطني 44 و84 بكل من بلديات القالة، السوارخ، عين العسل والبسباس، تم تسليمها لمؤسسة تسيير مراكز الردم التقني لرسكلتها.
وذكرت محافظة الغابات لولاية الطارف، أمس، أن الحملة التي تندرج في سياق التدابير الإستباقية للوقاية من حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، سخرت لها كل الإمكانيات وعرفت مشاركة واسعة لأعوان الغابات والعمال الموسميين لمختلف المقاطعات الغابية على مستوى الولاية، ضمن خطة ترمي لمجابهة أي خطر قد يهدد الثروة الغابية الحيوانية والنباتية وكل ما من شأنه أن يشكل خطرا على حياة المواطنين وممتلكاتهم من جراء الحرائق.
وحذرت المصالح المعنية، المواطنين، من مغبة الرمي العشوائي للعجلات المطاطية والمواد البلاستيكية داخل أو بمحاذاة الأملاك الغابية، كون هذه المواد سريعة الاشتعال وتعد سببا كبيرا في اندلاع الحرائق خلال ارتفاع درجات الحرارة، كما تمت دعوة ممثلي المجتمع المدني والجمعيات، للعب دورهم في الوقاية من الحرائق، بتنظيم حملات توعية للحد من هذه الممارسات التي تشكل خطرا على الأملاك الغابية وتعريض حياة المواطن للخطر ومعها تجر مرتكبيها إلى عقوبات جزائية صارمة، كما دعت مصالح الغابات، الساكنة، لضرورة التحلي بالحس المدني و روح المسؤولية، من خلال المساهمة الفعالة خاصة ساكنة الجوار بالمناطق الغابية، في حماية الثروة الغابية من خطر الحرائق والتبليغ عن أي طارئ وكل تحركات مشبوهة وممارسات غير قانونية داخل الحيز الغابي، على الرقم الأخضر المجاني لإدارة الغابات 1070.
وأكدت ذات المصالح، القيام رفقة مصالح البيئة، بدوريات وعمليات مراقبة استطلاعية لرفع وإزالة كل الأجسام البلاستيكية ومواد سريعة الالتهاب، مع تمشيط الأشرطة الغابية، من خلال المراقبة المستمرة لها، لرفع كل النفايات البلاستيكية التي يتم رميها في النطاق الغابي، إما جهلا من طرف بعض السكان المجاورين، أو عمدا من قبل بعض الأشخاص الذين يتورطون بمثل هذه التصرفات في نشوب النيران داخل الغابات لغرض أو لآخر، علاوة على إزالة كل المفارغ العشوائية القريبة والمتواجدة داخل الأملاك الغابية التي تبقى من أهم الأسباب وراء اندلاع الحرائق خلال ارتفاع درجة الحرارة، على غرار النفايات الزجاجية والمعدنية وغيرها.
وتتواصل حملة تنظيف وتمشيط المساحات الغابية، لاسيما تلك التي تستقطب أعدادا من الزوار والقريبة من الطريق، لرفع مختلف النفايات والتصدي بحزم لكل الممارسات السلبية التي تهدد بنشوب الحرائق والتسبب في خسائر بالأملاك الغابية الوطنية وإحداث أضرار بالممتلكات الخاصة وحتى العمومية مثل شبكات الكهرباء والهاتف والمياه..
في حين تواصل مصالح الغابات القيام بعملياتها الاستطلاعية الجوية باستعمال الطائرة المسيرة دون طيار «درون» المدعمة بتقنيات جد متطورة وحديثة، تمكنها من استشعار الحرائق والتحركات المشبوهة على مسافات بعيدة وبداخل الكتل الغابية الصعبة خلال فترات الليل أو النهار، حيث استهدفت العمليات الاستطلاعية «بالدرون»، المناطق الحساسة والنقاط السوداء المعروفة بكثرة نشوب الحرائق، بالقيام بحوالي 190 طلعة على مستوى 15 بلدية عبر الولاية.
كما تجري عملية فتح الخنادق المضادة للنيران ببعض المناطق الغابية، على قدم وساق، تحسبا لأي طارئ، كذلك الحال بالنسبة لحماية السكان المحاذين للأملاك الغابية الوطنية بالوسط الحضري والريفي، بإنجاز حوالي 100 كلم من أشرطة وأحزمة وقائية للحد من وصول الحرائق لهم، زيادة على إنجاز أبراج جديدة للمراقبة ورصد الحرائق، مع تهيئة عدد من نقاط المياه وإنجاز خزانات بالأدغال الغابية وعلى مقربة من المسالك، على أن توضع هذه الخزانات بعد انتهاء الموسم الصيفي، تحت تصرف الساكنة في التزود بالمياه الشروب وسقي مواشيهم وأراضيهم.
نوري.ح
