ودعت ولاية تبسة، أمس، قامة من قامات الجهاد والبطولة، في مناسبة تاريخية عظيمة، تحتفل فيها الجزائر بعيدها 63 لاسترجاع السيادة الوطنية، إنها المجاهدة «فاطمة جنينة». الفقيدة توفيت ببلدية مرسط في ولاية تبسة، عن عمر ناهز 85 سنة وهي زوجة المناضل، السناني عبايدية، قريب الشهيد القائد الفدائي، محمد بن خريف، وشقيقة المجاهدين، عمار والهامل وابنة عم المجاهد المرحوم جنينة الخميسي وهي والدة الطفلة الرضيعة «بختة»، التي نالت الشهادة قبل أن تسجل في سجلات المواليد، التي افتكها العدو الفرنسي من حضن والدتها وقام بقتلها بكل وحشية، انتقاما من أمها ووالدها اللذين كانا يقومان بإسعاف المجاهدين وتحصين المصابين منهم في مطامير القمح والشعير، بجوار كوخهم المتواضع، كما أقدم العدو الغاشم على قتل البغال والماعز ولم يسلم من بطشه حتى الدجاج، فضلا عن حرق النحل والكوخ ومواصلة تمشيط جبل مزوزية، أين تمكنوا من إلقاء القبض على زوجها الذي كان بصدد الالتحاق بالمجاهدين، فقاموا بتعذيبه بأبشع أنواع التعذيب حتى الجنون تقريبا، ليخلي سبيله بعد ذلك، لتعيش بعد الاستقلال رفقة زوجها رافضين تقاضي المنحة، معتبرين ما قدماه للوطن، ما هو إلا واجب وطني لا أكثـر، قاما بتربية أبنائهما على حب الوطن والوفاء للشهداء وقد ظل بيتهما مزارا للكثير من مختلف أنحاء الوطن ومن مختلف الشرائح، ليستمعوا لهذا التاريخ الزاخر من مصدر عاش وعايش أحداث الثورة المجيدة ومن أرض المعركة، حيث كانت الفقيدة تملك ذاكرة قوية قوة إيمانها بحبها للجزائر العظيمة وتوصي كل من زارها بالجزائر خيرا وبالوحدة ومساعدة أولي الأمر بالصدق في العمل.
ع.نصيب
