تم، مؤخرا، وضع حيز الخدمة للشطر الأخير من مشروع تهيئة وتوسيع رصيف القصبة بميناء بجاية، مواصلة للجهود الهادفة إلى تعزيز البنية التحتية المينائية في الولاية ودعم الحركة الاقتصادية للمنطقة بأكملها.
وقد تم وضع حيز الخدمة لمشروع تهيئة وتوسيع رصيف القصبة بميناء بجاية وهو مشروع استراتيجي مهم رصد له غلاف مالي يقدر بأكثر من 250 مليار سنتيم، بهدف رفع القدرة الاستيعابية للميناء من خلال تمديد الرصيف ليصل طوله إلى حوالي 350 مترا، مما يسمح باستقبال سفن تجارية كبيرة الحجم بطول أكثر من 150 مترا وبالتالي مضاعفة طاقة استيعاب الميناء تدريجيا.
وتمت الإشارة من قبل الوالي كمال الدين كربوش، خلال تدشين الرصيف، إلى أهميته البالغة، خاصة وأن ميناء بجاية يعد من الموانئ الحيوية التي تدعم النشاط الاقتصادي والتجاري في المنطقة، ويعمل بنظام الدوام الكلي، ما يعزز من ديناميكية حركة البضائع والتصدير، فضلا عن التخفيف من أعباء انتظار السفن وتوفير تكاليف باهظة على الدولة، كما سيساهم في ربط الميناء بمشاريع اقتصادية أخرى مثل منجم الزنك والرصاص، الذي من المتوقع دخوله حيز الإنتاج في السنة القادمة 2026. وأشارت مصالح الولاية في بيان لها، أن المشروع تم تنفيذه وفق معايير دولية دقيقة، مع مراقبة مستمرة لضمان الجودة والسلامة، وضمان تدعيم دور الميناء كقطب تجاري ونقطة محورية في النقل البحري الوطني والدولي، وفقا للتوجهات الجديدة والإستراتيجية الوطنية لتطوير الموانئ الجزائرية وتحسين بنيتها التحتية وتعزيز مكانتها كمركز لوجستي إقليمي، كما يسهم المشروع في خلق فرص عمل جديدة وتحفيز النمو الاقتصادي المستدام في ولاية بجاية.
ولعل من بين أبرز أهداف توسيع رصيف القصبة، هو الرفع من قدرة الميناء على استقبال سفن ذات حمولة أكبر، ما يسهل عمليات الشحن والتفريغ ويزيد من سرعة وكفاءة تداول البضائع، بفضل هذا التوسيع وتعزيز السمعة التنافسية لميناء بجاية، الذي يشتهر بكونه من بين الموانئ القليلة على المستوى الوطني التي تعمل بنظام متواصل دون انقطاع، 24 ساعة على 24، و7 أيام في الأسبوع.
وقال الوالي، بأن تدشين الشطر الأخير من مشروع تهيئة وتوسيع رصيف القصبة بميناء بجاية في ذكرى عيد الاستقلال 63، ليس مجرد إنجاز تقني، بل هو تجسيد حي لإرث الشهداء ومجد الأوفياء الذين ضحوا من أجل بناء جزائر قوية، إذ يعكس هذا المشروع رؤية واضحة للمستقبل، بما يعزز من مكانة الجزائر على الخريطة الاقتصادية العالمية.
ومن شأن هذه التوسعة أن ترفع من القدرة الاستيعابية للميناء بشكل ملحوظ، حيث بات الرصيف الجديد مؤهلا لاستقبال سفن تجارية ذات حمولة أكبر وبعمق أكبر وهو ما كان يشكل عائقا وتحديا في السابق.
ع/بوعبدالله
