انطلق بقالمة موسم جني الطماطم الصناعية بالأقاليم ذات الإنتاج المبكر، وسط توقعات بإنتاج جيد، قد يتجاوز الألف قنطار في الهكتار، بمحيط السقي قالمة بوشقوف، حيث واحدة من أجود الأراضي الزراعية الخصبة بشرق البلاد.
و بدأت فرق العمل في الانتشار عبر الحقول الحمراء، للقيام بعملية الجني اليدوي، في سباق مع الزمن لإنجاز المهمة في غضون أيام قليلة، حتى لا يتعرض المحصول للتلف تحت تأثير الحرارة القوية، و الأمطار الموسمية.
من حمام دباغ، و مجاز عمار و عين أحساينية غربا، إلى بوشقوف و جبالة و بني مزلين شرقا، عمل مستمر على مدار ساعات النهار، و حشد قوي للمعدات كالشاحنات و الجرارات و الصناديق البلاستيكية، و عتاد الشحن الميكانيكي.
و قال منتجون للطماطم الصناعية بقالمة، بأنهم يعانون من نقص في العمالة، و من الصعب العثور على فريق متكامل، و أصبح الاعتماد على طلاب الجامعات و الثانويات و المتوسطات، الذين تحولوا إلى عمالة قوية مع حلول كل عطلة صيف.
و يضطر أصحاب المزارع الواسعة، إلى جلب العمالة من بلديات جبلية نائية، و أصبحت الفرق النسوية أكثر نشاطا و قدرة على العمل الجيد، بحقول الطماطم الصناعية، المنتوج الغذائي الاستراتيجي المنافس للقمح بولاية قالمة.
و قد فتحت مصانع التحويل أبوابها، أمام العربات المحملة بالطماطم الصناعية، و بدأت الطوابير تتشكل على الطرقات المؤدية إلى مصانع الفجوج، بوعاتي محمود و بومهرة أحمد.
و تحدث أصحاب عربات النقل عن بطء في عمليات التفريغ، مع بداية موسم الجني، متوقعين كفاءة أكبر خلال الأيام القادمة، عندما تبلغ مصانع التحويل ذروة نشاطها.
و قد عبرنا طابورا طويلا من الشاحنات و الجرارات، المحملة بالطماطم الصناعية، صباح أمس الأربعاء، على طول الطريق الولائي 126 المؤدي إلى مصنع التحويل العملاق، قرب مدينة الفجوج شمالي قالمة، حيث كان عمال المصنع في الميدان، لتنظيم الطوابير و مراقبة النوعية و الجودة، و تفريغ الشحنات القادمة، و إعداد الفواتير.
و كانت الطماطم الصناعية بقالمة، مهددة بالتراجع و التلف، قبل القرار الشجاع الذي اتخذته وزارة الموارد المائية، و الوكالة الوطنية للسدود، بإطلاق سد بوحمدان لسقي الحقول العطشى، و حماية هذا المنتوج الغذائي الاستراتيجي، الذي عرف تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة و وضع المزارعون حدا للاستيراد المنهك لخزينة البلاد.
فريد.غ