كشف مدير الأشغال العمومية لولاية الطارف، في تصريح «للنصر» أمس، عن تخصيص غلاف مالي قدره 27 مليار سنتيم لفك العزلة عن القرى النائية ومناطق الظل، من خلال إنجاز وتعبيد 16 كلم من الطرقات التي من شأنها تسهيل تنقل الأشخاص والبضائع، وتنشيط الحركة الاقتصادية، إضافة إلى تأمين المناطق الحدودية والحفاظ على استقرار الساكنة.
وذكر المسؤول أن المشاريع المذكورة استهدفت المناطق والتجمعات النائية والحدودية عبر خمس بلديات، وهي بوحجار، الشافية، عين الكرمة، الزيتونة، وحمام بني صالح، حيث توجد الطرقات في حالة مزرية، مما يشكل معاناة كبيرة للمواطنين في تنقلاتهم اليومية. وأضاف أنه تم إسناد أشغال هذه المشاريع إلى مجموعة من المقاولات المؤهلة من أجل التعجيل باستلامها في أقرب الآجال، مع التقيد بمقاييس الجودة والنوعية من خلال المتابعة الميدانية للأشغال من قبل المصالح المختصة ومكاتب الدراسات والمخابر المعتمدة، لضمان ديمومة هذه المشاريع باعتبارها مرتبطة بالجانب المعيشي، خاصة أن مطالب فك العزلة تعد من بين أهم الانشغالات التي ترفعها ساكنة هذه المناطق إلى الجهات المعنية والسلطات المحلية.
كما أشار إلى أن هذه المشاريع تتكامل مع العمليات المدرجة ضمن البرنامج الاقتصادي والاجتماعي للبلديات وميزانية الولاية، بالإضافة إلى برنامج التضامن والضمان للجماعات المحلية، الذي أولى أهمية خاصة لدعم الساكنة المحلية في المناطق النائية الجبلية والحدودية والتجمعات المعزولة، من خلال تخصيص مجموعة من المشاريع الرامية إلى فك العزلة وإعادة تأهيل شبكة الطرقات والمسالك البلدية والولائية.
وفي السياق ذاته، أفاد المتحدث عن الشروع في تجسيد بعض المشاريع الهادفة إلى عصرنة وإعادة الاعتبار للطرقات الولائية والوطنية، في إطار مرافقة الحركة التنموية والاستثمارية التي تشهدها الولاية، بهدف تنشيط الاقتصاد المحلي، وتسهيل تنقل البضائع والأشخاص، وتشجيع فرص الاستثمار. ولأن الولاية تُعدّ منطقة عبور تربط بين أقصى الحدود الشرقية والولايات الأخرى ، تم التكفل بصيانة ودعم الطريق الوطني المزدوج رقم 16 على مسافة 4 كم بين حدود ولاية عنابة وبلدية الذرعان (الطارف)، ومنها نحو ولايات قالمة، تبسة، سوق أهراس، إضافة إلى إعادة تهيئة ودعم الطريق الوطني المزدوج رقم 44 بين بلدية الشط وقرية سيدي مبارك ببلدية بن مهيدي على مسافة 3 كم. كما تمت معالجة انزلاقين أرضيين على مستوى الطريق الولائي رقم 118 الرابط بين بلديتي الشافية ومنطقة السد، لفك الضغط على حركة المرور عبر الطريق الوطني رقم 82 الرابط بين بوحجار والطارف.
وتضمنت الأعمال أيضًا تكسية وتأهيل الطريق الوطني رقم 84 بين بلديتي البسباس وبن مهيدي على مسافة 8 كلم، وتكسية الطريق الوطني رقم 44 بين قرية سيدي قاسي وبلدية بن مهيدي على مسافة 2 كلم. كما تم صيانة الطريق الولائي رقم 105 الرابط بين حمام بني صالح وحدود ولاية قالمة على مسافة 3 كم، مما من شأنه فك العزلة وتسهيل تنقل الأشخاص والبضائع، وتنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية عبر بلديات الجهة الجنوبية لدائرة بوحجار (حمام بني صالح، وادي الزيتون، عين الكرمة، وبوحجار).
ومن جانب آخر، تم إطلاق عملية هامة لتجهيز شبكة الطرقات بالولاية على مسافة 500 كم باللوحات والإشارات العمودية والأفقية والمسامير المضيئة. بعد أن تم التكفل بأغلب الطرقات، ولاسيما الطرق المزدوجة، بتزويدها بشبكة الإنارة العمومية، حفاظًا على أمن وسلامة مستعملي الطريق.
وفي هذا السياق، اقترحت الولاية برمجة بعض العمليات الهامة التي تخص ازدواجية الطرقات، ومنها الطريق الوطني المؤدي نحو معبر أم الطبول الحدودي عبر الطريق الوطني 44 انطلاقًا من مدينة القالة، والطريق الرابط بين مقر بلدية أم الطبول ومعبر العيون البري. كما رفعت الولاية جملة من الاقتراحات للوصاية تتضمن شق وإنجاز طرقات جديدة، بالإضافة إلى تأهيل وصيانة وعصرنة شبكة الطرقات بالولاية، وخاصة تلك المتضررة والتي توجد في حالة سيئة.
وأفاد المتحدث أن القطاع أنهى مؤخرًا عملية عصرنة وإعادة الاعتبار وصيانة حوالي 200 كم من شبكة الطرقات بأصنافها المختلفة، مع وضع حيز الخدمة لأكثر من 50 كم من الطرقات عبر مناطق الظل المتفرقة.
نوري. ح