شهدت جامعة سطيف 1 - فرحات عباس -حركية لافتة، حيث نظمت سلسلة من الفعاليات الهامة خلال الأسبوع الأخير من شهر جويلية الجاري، ترسيخا لاستراتيجية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الهادفة إلى مرافقة الطلبة حاملي المشاريع، وتثمين مخرجات البحث العلمي، وتعزيز البعد الدولي للجامعة الجزائرية، فضلا عن انفتاح الجامعة على محيطها الوطني والدولي، حيث تم عقد اتفاقية شراكة مع الوكالة الوطنية لتثمين نتائج البحث والتنمية التكنولوجية.
مرافقة حاملي المشاريع لتجسيد أفكارهم
وأكدت جامعة فرحات عباس، على تفعيل آلياتها لدعم الشباب المقاول، حيث نظمت، بالتعاون مع جامعة سطيف 2 - محمد لمين دباغين، لقاء تحسيسيا بقاعة المحاضرات بمعهد الهندسة المعمارية وعلوم الأرض، لفائدة حاملي المشاريع الذين استكملوا فترة تكوينهم بمركزي تطوير المقاولاتية بالجامعتين.
وجدد مدير الجامعة تأكيده على التزام مصالحه بمرافقة الطلبة نحو تجسيد أفكارهم، حيث تم تقديم شروحات وافية حول آليات الدعم المتاحة، كما شكل اللقاء منصة حوارية هامة طرح خلالها الطلبة انشغالاتهم التي تمحورت حول تحديات العلاقة مع الموردين، الامتيازات الجبائية، إجراءات الحصول على الاعتمادات ورخص الاستغلال، والعقار الفلاحي، ليتم بعدها الاجابة على مختلف الاستفسارات وتقديم توضيحات مع عرض أهم الاجراءات لتذليل الصعوبات التي تعترض مسار هؤلاء الشباب.
توقيع اتفاقية شراكة مع الوكالة الوطنية لتثمين نتائج البحث
و قبلها وقعت جامعة سطيف 1 – فرحات عباس وجامعة سطيف 2 – محمد لمين دباغين، اتفاقيتي إطار للتعاون والشراكة مع الوكالة الوطنية لتثمين نتائج البحث والتنمية التكنولوجية، في مبادرة هامة لتعزيز الصلة بين البحث العلمي والتنمية التكنولوجية.
وحسب ما أفادت به مصالح الجامعة في بيان لها، فقد تم توقيع الاتفاقية الأولى في رحاب جامعة سطيف 1، من قبل مدير الجامعة لطرش الهادي، والمدير العام للوكالة الوطنية لتثمين نتائج البحث والتنمية التكنولوجية، نذير عزيزي، وتلتها مراسم توقيع الاتفاقية الثانية مع جامعة سطيف 2، ممثلة بمديرها قشي الخير، والمدير العام للوكالة. وقالت ذات المديرية، إن هذه الاتفاقية تأتي في سياق تجسيد استراتيجية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الرامية إلى تثمين مخرجات البحث العلمي وتشجيع ومرافقة الطلبة حاملي المشاريع المبتكرة، حيث تم توقيعها على هامش لقاء عمل نظمته جامعة سطيف 1 حول (تثمين مخرجات البحث العلمي ومرافقة المشاريع الابتكارية)، بحضور إطارات من الوزارة والوكالة ومسؤولين من الجامعتين.
وتهدف هذه الشراكة إلى متابعة وتقييم المشاريع البحثية في القطب الجامعي بسطيف، مع التركيز على تحديد المشاريع ذات القابلية للتثمين والتطبيق العملي في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، إذ تسعى إلى تقديم الدعم والمرافقة للباحثين والطلبة أصحاب المشاريع المبتكرة، بهدف تحويل أبحاثهم إلى حلول عملية ومشاريع مجسدة تساهم في تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
تثمين البحث العلمي من المختبر إلى السوق
وفي سياق متصل، واستكمالا لجهود تثمين مخرجات البحث، احتضنت جامعة سطيف 1 لقاء عمل استراتيجي، متابعة لزيارة وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والذي يهدف إلى تقييم المشاريع البحثية وتحديد القابلة منها للتحويل إلى حلول ذات قيمة اقتصادية واجتماعية. وعرف اللقاء حضور وفد رفيع المستوى من الوزارة والوكالة الوطنية لتثمين نتائج البحث والتنمية التكنولوجية، أين أكد مدير هذه الأخيرة على أن الوكالة تعمل على دعم الابتكارات وتحويلها إلى مشاريع اقتصادية تساهم في التنمية الوطنية، ومن ذلك عقد جلسات عمل مكثفة مع مسؤولي المشاريع البحثية والطلبة حاملي المشاريع الابتكارية، بهدف مرافقتهم وتقييم مشاريعهم، ليتوج اللقاء بتوقيع اتفاقيتي إطار لإضفاء طابع مؤسساتي على التعاون بين البحث العلمي والمحيط الاقتصادي.
استراتيجيات لتدويل التعليم العالي وإعطاء الجامعة بعدا عالميا
وفي إطار انفتاحها على التجارب الدولية، نظمت الجامعة، ورشة عمل حول (استراتيجيات التدويل في مؤسسات التعليم العالي) بمشاركة شخصيات بارزة عن بعد، من بينها سميرة شادر المديرة الفرعية لبرامج التعاون الجامعي والبحثي بالوزارة، التي استعرضت الرؤية الوطنية لتدويل التعليم العالي ومشروع (ابتكار). وتميزت الورشة حسب ما أشارت إليه جامعة سطيف 1 فرحات عباس، بمشاركة الأستاذة سميرة خمخم، نائب رئيس جامعة ستراسبورغ الفرنسية، التي قدمت عرضا ثريا حول تجربة جامعتها الرائدة في مجال التدويل، مستعرضة آليات الحركية ضمن برنامجها، وفرص التمويل المتاحة، وهو ما يمثل فرصة للجامعات الجزائرية لتعزيز حضورها الدولي.
و في مناقشتها وتحليلهالاستراتيجية التدويل الخاصة بجامعة سطيف 1- فرحات عباس، قدمت ذات الأستاذة تشخيصالعناصر القوة والضعف واستقراء الفرص والتهديدات ضمن مقاربة (SWOT). وقد أفضت هذه الجلسات إلى صياغة مجموعة من التوصيات الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز جاهزية الجامعة للانخراط الفعال ضمن الشبكات الأكاديمية الدولية وتفعيل أدوات التعاون والشراكة، كما تم التطرق في النقاشات إلى أهمية إشراك خريجي الجامعة كرافعة أساسية في مسار التدويل، من خلال شبكات المهنيين ودعم مبادرات البحث والتكوين ذات البعد الدولي.
وأكد مدير الجامعة، لطرش محمد الهادي، أن هذه الورشة تندرج ضمن التوجه الاستراتيجي للجامعة نحو ترسيخ التعاون الأكاديمي الدولي، وهو ما يعد ضرورة لرفع القدرة التنافسية للجامعات، مع عرض تجارب دولية أخرى ناجحة في هذا المجال.
عثمان.ب