تستعد جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة للإشراف على تكوين أستاذة متخصصين في العلوم الإسلامية لفائدة المدرسة العليا للأساتذة، وذلك بعد أن أسندت لها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هذه المهمة لأول مرة ضمن برنامج وطني لتغطية احتياجات التأطير البيداغوجي على مستوى الثانويات، حيث سيتم تكوين 113 طالبا في هذا المسار التكويني الجديد بإشراف من أساتذة من الجامعة، كما يتم التحضير بالتنسيق مع الوزارة الوصية لإبرام اتفاقية تبادل معرفي وتكويني مع مسجد باريس.
وأفاد مدير جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية البروفيسور السعيد دراجي في لقاء مع النصر ، أنه قد تم فتح مسار التكوين في العلوم الإسلامية للمدرسة العليا للأساتذة ، حيث أسندت الوزارة للجامعة هذه المهمة نظرا لمكانتها العلمية، مشيرا إلى أنها ستتكفل بتكوين 113 طالبا في هذا التخصص، كما أبرز بأنه قد تم تخصيص مرفق للطلبة المعنيين وهو بناية المخابر، بشكل منفصل عن بقية الطلبة وذلك تطبيقا لتوصيات الوزارة الوصية معتبرا دراجي أن هذا الإجراء هو الشيء الجديد ويكتسي أهمية بالنسبة للدخول الجامعي المقبل.
وفي سياق التحضير للدخول الجامعي كشف رئيس الجامعة، أنه قد تم التحضير لاستقبال 2850 طالبا جديدا في السنة الأولى موزعين على عدة تخصصات، ويتعلق الأمر بـ 1600 طالب في تخصص العلوم الإسلامية، و450 في الاقتصاد، و400 في الأدب، و300 في العلوم الإنسانية، إضافة إلى 100 طالب في اللغة التركية، مرجعا هذا الارتفاع إلى فتح ملحقة جديدة للجامعة بمدينة علي منجلي، وهي خطوة برمجت في إطار توسيع قدرات الاستقبال، خاصة وأنه تم تسجيل طلب لـ1900 مقعد فقط السنة الماضية.
وأوضح المتحدث أن الطاقة الاستيعابية للملحقة الجديدة تبلغ 2000 مقعد بيداغوجي، حيث ستحتضن كلية الأدب والحضارة الإسلامية ابتداء من شهر سبتمبر، مع إمكانية تحويل أقسام أخرى على غرار الاقتصاد والإعلام وغيرها، وأكد أن استلام هذا المرفق سيمكن الجامعة من تخطي العجز المسجل لأول مرة، لترتفع الطاقة الاستيعابية من 3270 إلى 5300 مقعد بيداغوجي. وأشار، البروفيسور دراجي، إلى أن التحضيرات تجري على قدم وساق، وقد تم تنظيم أبواب مفتوحة افتراضية عبر الشبكات الرقمية لتعريف الطلبة بتخصصات الجامعة، مع التأكيد على أن كل الظروف مهيأة لاستقبال الطلبة الجدد، أما بالنسبة لنتائج الموسم الجامعي المنصرم، فقد سجلت الجامعة تخرج 1013 طالبا من طوري الليسانس والماستر، من بينهم 351 طالب ماستر من أصل 400، و791 طالب ليسانس من أصل 850 بنسبة نجاح فاقت 86 بالمئة، كما يرتقب تنظيم الامتحانات الاستدراكية في سبتمبر المقبل، إلى جانب مناقشة مشاريع التخرج التي تمتد إلى غاية 31 ديسمبر القادم.
أما بخصوص التأطير، فقد أبرز البروفيسور دراجي أن النسبة المسجلة حاليا تعد جيدة، حيث يوجد أستاذ لكل عشرة طلبة، وهو ما يعكس جودة التكوين بالجامعة، مضيفا أنه وفي ظل الإقبال المتزايد على تخصصات العلوم الإسلامية، فقد قامت الجامعة على فتح مسارات جديدة في الماستر ويتعلق الأمر بتخصصي القراءات القرآنية و فقه الأحوال الشخصية المقارن، تلبية لاحتياجات التكوين والمحيط الاجتماعي والاقتصادي، مؤكدا أن "الجامعة تستجيب باستمرار للمتطلبات الأكاديمية والاجتماعية وتطور عروضها التكوينية تبعا لذلك".
وفي ما يتعلق باللغة التركية، قال دراجي إن عدد المقاعد البيداغوجية للتكوين في هذا التخصص قد رفع إلى 100 طالب، مضيفا أن الجامعة تطمح لفتح مشروع دكتوراه بالتنسيق مع جامعة الجزائر 2 بعد توفر التأطير الملائم، مشيرا إلى أن تأطير الطلبة يتم من طرف أساتذة من تركيا بناء على اتفاقية مع معهد يونس إمرا التركي"، كما أكد أن "فتح التكوين في هذه اللغة جاء من أجل الاطلاع على التراث الإسلامي وتطوير التفاهم مع دولة تعد شريكا سياسيا واقتصاديا للجزائر، كاشفا عن وجود عدد من خريجي الجامعة يتابعون دراساتهم في تركيا في طور الدكتوراه وآخرين التحقوا بسوق العمل ضمن شركات تركية. وفي مجال التعاون الدولي، أشار مدير الجامعة إلى أن هناك مشروع اتفاقية في انتظار موافقة الوزارة الوصية مع مسجد باريس مضيفا: "تواصل معي عميد مسجد باريس وتم النقاش حول توقيع اتفاقية مع الجامعة، والتي تعد صرحا للوسطية والاعتدال"، لاسيما وأن المسجد قد أبرم سابقا اتفاقيات تعاون مع الأزهر والزيتونة، مؤكدا أن الاتفاقيات تركز على التكوين وتبادل الخبرات العملية والمعرفية.
وأضاف المتحدث، أنه قد تمت ترقية 15 أستاذا إلى رتبة بروفيسور و16 إلى محاضر أ، بالإضافة إلى برمجة تنظيم ملتقى دولي بالتنسيق مع جامعة الزيتونة بتونس بعد أن تم تنظيم نسخة منه السنة الماضية في قسنطينة، مشيرا أيضا إلى إنشاء مركز خاص بالذكاء الاصطناعي، أما بخصوص مشاريع التخرج المندرجة في إطار قانون 12/75، فقد تم تسجيل 33 مشروعا وجرى تقديم مشروعين للاستفادة من علامة لابال كمشاريع مبتكرة، كما تم إمضاء اتفاقية مع وكالة نازدا لتمويل مشروع واحد، وأكد مدير الجامعة أن تخصص الإعلام سيتم استبداله بتخصص الاتصال استجابة لرغبة الطلبة. وختاما أكد السيد دراجي، على أن جامعة الأمير عبد القادر مستمرة في تأدية رسالتها الأكاديمية والعلمية والتكوينية، وذلك من موقعها كمنارة علمية دينية وطنية وحتى دولية، من خلال توسيع قدراتها وتحديث عروضها التكوينية وكذا فتح آفاق جديدة للبحث والتعاون والانفتاح على المحيط المؤسساتي والاجتماعي والدولي.
لقمان/ق