كشف مصدر مسؤول من وحدة الديوان الوطني للتطهير بولاية الطارف، في تصريح «للنصر» أمس، عن إطلاق عملية كبرى تهدف إلى تأهيل 25 محطة رفع عبر 8 بلديات حضرية كبرى. وأوضح أن هذه العملية جاءت عقب نتائج المناقصة الوطنية، حيث تم إبرام اتفاقية مع المؤسسة العمومية المؤهلة «هيدروتكنيك»، للتكفل بإعادة تأهيل المحطات المعنية، بغلاف مالي أولي قُدر بـ30 مليار سنتيم.
وتشمل عملية التأهيل الكبرى بلديات القالة، الطارف، الذرعان، البسباس، بوثلجة، بن مهيدي، الشط، وبحيرة الطيور، من خلال تركيب مضخات جديدة وتجديد التجهيزات، بهدف تحسين الخدمة العمومية في مجال تسيير المياه المستعملة، والقضاء على النقاط السوداء، والوقاية من الأمراض المتنقلة، خاصة تلك التي تسببها تسربات مياه الصرف الصحي.
وأضاف نفس المصدر أن العملية تكتسي أهمية كبيرة في الحفاظ على الصحة العمومية والبيئة، بالنظر إلى الطابع البيئي الحساس للولاية المصنفة ضمن المناطق الخضراء، والغنية بالتنوع البيولوجي، مما يفرض حمايتها من مصادر التلوث. كما تم إحصاء 35 محطة رفع لم تخضع للصيانة منذ سنوات، وتم تشخيص حالتها ورصد النقائص بها، قصد إدراجها ضمن المقترحات المرفوعة للجهات الوصية لإعادة تأهيلها لاحقًا.
وأوضح المسؤول ذاته أن حوالي 30 بالمئة من شبكات التطهير الحالية بحاجة إلى تجديد وتوسعة، تماشياً مع التوسع العمراني، حيث لم تعد أغلب القنوات قادرة على تلبية الاحتياجات السكانية بسبب صغر أقطارها، ما أدى إلى تسجيل انفجارات وتسربات متكررة للمياه القذرة. وقد تسبب هذا الوضع في ضغط كبير على الشبكات وفرق التدخل، التي عالجت خلال السداسي الأول من السنة أكثر من 500 نقطة تسرب، خصوصًا في الأحياء الشعبية، والشوارع الرئيسية، والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
وأشار إلى أنه تم مراسلة البلديات من أجل إدراج عمليات تجديد بعض المقاطع والشبكات التالفة ضمن برامج الدولة، كونها أصبحت تشكل خطرًا على الصحة العامة نتيجة تهالكها، وتكرار التسربات، خاصة تلك الواقعة بالقرب من الأحياء السكنية وشبكات مياه الشرب، مما ينذر بوقوع كوارث صحية وبيئية في أي لحظة، فضلًا عن الوضعية الكارثية للمجاري، والمصبات، والبالوعات، وأحواض الترسيب، التي تتطلب هي الأخرى عملية تجديد وتوسعة شاملة.
من جهتها، أكدت مديرية الموارد المائية أنها تدخلت لدى البلديات لبرمجة عمليات ضمن برنامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية، بهدف تجديد وتوسعة وربط شبكات التطهير، حفاظًا على الصحة العمومية وتفادي انتشار الأوبئة.
وفي السياق ذاته، سجل القطاع عملية هامة تتعلق باقتناء 6 محطات تطهير أحادية الهيكل لفائدة خمس بلديات، هي: عين العسل، بوقوس، السوارخ، بالريحان، وقرية بوتلة عبد الله (بعين العسل)، وبحيرة الطيور، بغلاف مالي يفوق 51 مليار سنتيم. وستمكّن هذه المحطات من معالجة النقاط السوداء المرتبطة بالمياه المستعملة، والحد من الطرح العشوائي، بما يضمن حماية التنوع الإيكولوجي، وخاصة البحيرات المصنفة محمية عالمية والتي تحيط بهذه البلديات.
كما استفادت الولاية من مشروعين لإنجاز محطتي تطهير أحادية الهيكل بطاقة 6000 مكافئ/ساكن، بكل من منطقة النشاطات التجارية بكبودة (بلدية بن مهيدي) والمطروحة (عاصمة الولاية)، بغلاف مالي قدره 80 مليار سنتيم، بهدف الحد من الرمي العشوائي للمياه المستعملة.
علاوة على ذلك، تم تخصيص عمليتين إضافيتين بغلاف مالي إجمالي قدره 34 مليار سنتيم، لحماية المناطق المصنفة كنقاط سوداء من الفيضانات وخطر الأمراض المتنقلة، ويتعلق الأمر بكل من أولاد عبد الله والحوايشية ببلدية بحيرة الطيور، ومنطقتي سيدي قاسي والهمايسية ببلدية بن مهيدي. وتشمل هذه العمليات أيضًا تجديد المقاطع المهترئة وربط بعض الأحياء بشبكة التطهير، إضافة إلى اقتراح عمليات أخرى ضمن برنامج التضامن والضمان للجماعات المحلية، لمعالجة مختلف الاختلالات المرتبطة بشبكات التطهير والصرف الصحي، مع العمل على تثمين المياه المستعملة في مجال السقي الفلاحي.
نوري. ح