سيتعزز المركز الاستشفائي الجامعي بعنابة قريبًا، بأجهزة طبية جديدة بعد إنهاء الإجراءات الإدارية وإطلاق المناقصات، من بينها أجهزة تصوير طبي (سكانير)، في إطار الجهود الرامية إلى عصرنة وتحديث التجهيزات الطبية وتحسين جودة الخدمات الصحية.
وحسب خلية الاتصال بالمديرية العامة للمركز، باشرت مصالحه في تجسيد برنامج شامل لتجديد ودعم مختلف الهياكل الصحية التابعة له، من خلال تخصيص غلاف مالي قدره 30 مليار سنتيم، موجّه خصيصًا لاقتناء تجهيزات ومعدات طبية حديثة تمس مختلف المصالح، لاسيما المخابر الطبية وأجهزة التصوير الطبي، لتعويض المعدات القديمة التي تجاوز عمرها ما بين 11 و20 سنة، والتي خرجت عن الخدمة بفعل تقادمها وتكرار أعطالها.
ووفقًا لذات المصدر، فإن من أبرز العمليات المسجلة ضمن هذا البرنامج اقتناء جهازين جديدين للتصوير الطبي (سكانير)، أحدهما بسعة 32 بار، والآخر بـ64 بار، لتعويض الجهازين السابقين اللذين أصبحا خارج الخدمة نتيجة قدمهما وكثرة الأعطال التقنية، بالإضافة إلى تدعيم الوحدات الصحية بمعدات مخبرية متطورة، بهدف تحسين أداء التحاليل البيولوجية ورفع دقة التشخيص وجودته.
وتؤكد المديرية العامة للمركز أن هذه العملية تندرج ضمن رؤية شاملة لتأهيل الهياكل الصحية ورفع جاهزيتها التقنية، بما يواكب التطورات الطبية الحديثة، ويضمن خدمات صحية نوعية لصالح المواطن.
توأمة وتعاون طبي وجراحي في مجال الحروق والتكوين
في سياق متصل، قامت مصالح المستشفى الجامعي مؤخرًا بعدة اتفاقيات توأمة مع مؤسسات استشفائية وصحية بولايات شرق البلاد، في إطار تفعيل اتفاقية التعاون.
وفي هذا الشأن، عملت مصلحة الحروق بالمركز الاستشفائي الجامعي بعنابة بالتنسيق مع نظيرتها في باتنة على تنفيذ سلسلة من المهام الطبية والجراحية المشتركة، تهدف إلى ضمان تكفل طبي متخصص وعالي الجودة بالمصابين بالحروق بمختلف درجاتها.
وقد أشرفت البروفسور بوعتو، أستاذة جراحة التجميل، رفقة طاقم من الطبيبات المقيمات، على الجانب الجراحي، من خلال إجراء عمليات تغطية جلدية معقدة لفائدة المرضى المصابين بحروق عميقة، بالإضافة إلى التكفل بـالجراحات الترميمية لعلاج التشوهات والندبات ما بعد الحروق، وتقديم استشارات طبية متخصصة في جراحة الحروق والتجميل.
ويتعلق الأمر بإجراء 8 تدخلات جراحية كبرى لتغطية الجلد لمرضى في حالة حرجة وتقديم 30 استشارة طبية متخصصة ضمن البرنامج.
وتعد هذه التجربة، حسب إدارة المركز، نموذجًا للتكامل بين الهياكل الصحية الجامعية، وفتحًا لآفاق جديدة لتعميم التجارب المشتركة، بما يضمن تحسين التكفل بالحالات المعقدة على المستوى الوطني، وتعزيز الخبرات متعددة التخصصات في مجال الحروق والجراحة الترميمية.
تعاون بين عنابة وسوق أهراس في التكوين والخبرة الطبية
في نفس السياق، أُبرمت اتفاقية توأمة بين المركز الاستشفائي الجامعي بعنابة والمؤسسة الاستشفائية لولاية سوق أهراس، حيث حلّ بالمؤسسة الصحية فريق طبي متخصص تابع لمركز عنابة، ضمن مبادرة تهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين المؤسستين.
وقد قام الوفد الطبي بفحص عدد هام من المرضى التابعين لمصلحتي الكلى والطب الداخلي، وكذا تحليل العديد من الفحوصات الطبية الخاصة بعدد من المرضى، فضلا عن تنظيم ملتقى تكويني لفائدة الأطباء العامّين والبيولوجيين من ولاية سوق أهراس، تَضمن أحدث المعارف والتقنيات الطبية.
وتندرج هذه المبادرة، وفقًا للمصالح المعنية، ضمن سلسلة برامج مشتركة سيتم تفعيلها لاحقًا، في إطار دعم التكوين الطبي والتعاون الميداني وتبادل الكفاءات في مختلف التخصصات الصحية.
حسين دريدح
