تم بولاية الطارف، في الفترة الممتدة بين جانفي 2024 وجوان الفارط، تجسيد ما يقارب 200 مليار سنتيم كحجم استثمارات، تم خلالها تزويد أكثر من 18 ألف منزل بالكهرباء والغاز. فيما أحصت مصالح الولاية أكثر من 4000 منزل تفتقر للطاقة، والتي تقرر التكفل بها ضمن برامج الدولة على مراحل، وتخص أغلبها المجمعات السكنية الحديثة ومواقع السكن الريفي الجماعي.
وكشفت مديرية «امتياز التوزيع» لـ«النصر» عن تخصيص مشاريع هامة لتدعيم البلديات وكبرى التجمعات السكانية ومناطق الظل بالمحوّلات، وتوسيع وتجديد وعصرنة شبكات الكهرباء، مع ربط أكثر من 10 آلاف منزل بالطاقة، ما سمح برفع نسبة التغطية بالولاية إلى 99%. بالإضافة إلى مشاريع تعميم التوزيع العمومي للغاز الطبيعي، حيث تم تزويد أكثر من 8 آلاف منزل، لترتفع نسبة التغطية من 60% إلى 77%، على أن تتجاوز 85% بعد استكمال المشاريع الأخرى الجارية في مختلف البرامج، والتي ترمي إلى ربط حوالي 3000 منزل عبر 12 منطقة في 8 بلديات بالغاز والكهرباء، بمبلغ يناهز 50 مليار سنتيم.
في الوقت ذاته، سُجل تراجع كبير في الانقطاعات المتكررة للتيار بعد تحديث الشبكات ودعمها بالمعدات، مما سمح بالقضاء على 95% من النقاط السوداء التي كانت تعرف اضطرابات في التزود بالكهرباء وضعف شدة التيار. وقد خُصص مبلغ 47 مليار سنتيم بمناسبة موسم الاصطياف 2025، لضمان تزويد المواطنين والمصطافين والتجار والمتعاملين بالطاقة بشكل عادي، رغم ارتفاع ذروة الاستهلاك.
وأثارت المصالح المعنية مشكلة تراكم الديون العالقة على ذمة الزبائن، والمقدرة بـ154 مليار سنتيم، والتي أصبحت تعيق تطوير استثمارات المؤسسة، رغم النداءات والتحفيزات التي وُضعت أمام الزبائن لتسديد ما عليهم من مستحقات. وقد أُطلقت حملات تحسيسية للتعريف بمختلف الوسائل والتطبيقات الإلكترونية لتسديد الفواتير عن بُعد، خاصة لسكان المناطق المعزولة، كان آخرها تطبيق «بريدي موب» الذي عرف إقبالًا كبيرًا، حيث قام أكثر من 1500 زبون بتسديد فواتيرهم عبره.
في المقابل، شُرع في حملة واسعة لتحصيل الديون من خلال قطع التيار عن المتخلفين، وتحويل ملفاتهم إلى الجهات القضائية. كما تم تحويل ملفات 63 شخصًا إلى العدالة بتهم تتعلق بسرقة وتخريب والتعدي على المنشآت الطاقوية.
وأشارت مؤسسة «امتياز التوزيع» إلى أنها، باعتبارها مؤسسة مواطِنة، سعت إلى وضع خارطة طريق تهدف لتحسين الإطار المعيشي للساكنة، وتحسين نوعية الخدمة العمومية، عن طريق تعميم وتوفير الطاقة الكهربائية والغازية لكافة الزبائن، مع رفع قدرات إنتاج الطاقة التي لا يُستغل منها حاليًا سوى 50% فقط. وقد تم، مؤخرًا، ربط 400 مستثمرة فلاحية بالطاقة، على أن تُستكمل عملية ربط ما تبقى قبل نهاية العام الجاري، ناهيك عن ربط 98% من المنازل بكواشف الغاز، للحد من أخطار الاختناق بـ«القاتل
الصامت».
نوري. ح
