مكافحة حرائق الوسط الطبيعي بقالمة: إنجاز ممر حراجي لحماية غابات جبل العنصل

أطلقت محافظة الغابات بقالمة مشروعا هاما، للبناء خندق و ممر حراجي لحماية جبل العنصل من الحرائق، و تسهيل مهمة فرق التدخل، التي ظلت تعاني من صعوبة الوصول إلى الأقاليم الغابية المعزولة. و قالت المحافظة بأن المشروع الممتد على مسافة 10 كلم يندرج في إطار برنامج الاستثمار لسنة 2025.
و سيلعب المسلك الحراجي الجديد، دورا حيويا في صد الحرائق القادمة من التجمعات السكانية و الأحراش المحيطة بغابات جبل العنصل، الواقعة ببلدية وادي الزناتي جنوبي قالمة، و أصبح بإمكان فرق التدخل الوصول إلى عمق الغابات، لإخماد الحرائق و فرض الرقابة المشدد على كل السلوكات التي تهدد الثروة الغابية الوطنية.
و تعد غابات جبل العنصل بقالمة، من بين الغابات الاقتصادية بالمنطقة، حيث تنمو بها أشجار الكاليتوس، و تعد أيضا ملاذا للحياة البرية، و منتجعا سياحيا طبيعيا على الطريق الوطني 81.
و كانت محافظة الغابات بقالمة، قد أنجزت مئات الكيلومترات، من المسالك الحراجية و الخنادق المضادة للحرائق، بكبرى الأقاليم الغابية، بينها غابات المحمية الطبيعية بني صالح، و غابات مرمورة و عيون القصب، و بني عمران، و غيرها من المواقع الغابية التي ظلت عرضة للحرائق خلال السنوات الماضية.
و من جهة أخرى تواصل المحافظة البرنامج التحسيسي المتعلق بالوقاية من الحرائق، حيث نظمت مقاطعة قالمة، خلال الساعات الماضية، حملة تحسيس لفائدة السكان القاطنين داخل أو بجوار الكتل الغابية، ببلدية بن جراح، و بالضبط بمشتة عين السانية و مشتة بن ربعان، بمشاركة مختلف الهيئات ذات الصلة.
و حسب المحافظة، فإن برنامج التحسيس يندرج في إطار تنفيذ تعليمات السيد رئيس الجمهورية، المسداة خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 07 جويلية 2025، والمتعلقة بتكثيف الجهود الوطنية، في مجال الوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها، و كذا توجيهات والي الولاية المتعلقة بالإجراءات الوقائية الاستباقية، و التي من بينها عملية التحسيس، التي تلعب دورا مهما في نشر الوعي حول خطورة الحرائق، وما قد ينجر عنها من كوارث، و آثار وخيمة على الثروة الغابية، و الحياة البرية، و البيئة و الاقتصاد الوطني.
و تعرف حرائق الغابات بقالمة تراجعا كبيرا منذ نحو عامين، بدعم من برامج الوقاية و مشاريع الخنادق و المسالك الحراجية، و تنامي الوعي بين سكان المناطق الجبلية، الذين أدركوا بأن للحرائق آثار مدمرة، على وضعهم الاقتصادي و الاجتماعي، و أصبحوا أكثر تفهما و مسؤولية تجاه الثروة الغابية الوطنية.
فريد.غ