أصبحت حقول الفلفل بالأقاليم المبكرة بقالمة، جاهزة للجني، وسط تحديات كبيرة تثير قلق المزارعين، بينها انشغال مصانع التحويل بالطماطم الصناعية، و نقص مياه السقي، و ارتفاع درجات الحرارة، ما زاد من تكاليف الإنتاج هذا الموسم.
وتحدث مزارعون للنصر، أمس الأربعاء، عن اتصالات حثيثة بمصانع التحويل في المنطقة، للتفاوض حول السعر و تحديد موعد لقبول الإنتاج، مؤكدين تلقيهم وعودا بفتح مصانع التحويل العملاقة بقالمة بداية شهر سبتمبر القادم. وقال هشام ماضي، و هو أحد كبار المتخصصين في زراعة المحاصيل الغذائية المسقية بقالمة متحدثا للنصر يوم الأربعاء، بأن أسعار الفلفل الأخضر الحار و الفلفل الأحمر ربما لن تتجاوز هذا الموسم سقف 45 دينارا للكيلوغرام الواحد، في انتظار نهاية المفاوضات مع مركبات التحويل التي قبلت المحصول بنحو 85 دينارا الموسم الماضي، لكنها تعتزم خفض أسعار القبول بنحو 50 بالمائة.
و أضاف المتحدث بأن حقول الفلفل المبكرة، بدأت تتعرض للتلف بسبب الحرارة و نقص حاد في مياه السقي، حيث يوشك نهر سيبوس على الجفاف. و لم يعد سد بوحمدان قادرا على تغذية قطاع الزراعة بقالمة، حيث يعرف هبوطا مقلقا منذ بداية الصيف، و يعتزم قطاع الموارد المائية اتخاذ قرار بتخصيص الكمية المتبقية للشرب فقط.
من مجاز عمار غربا الى بوشقوف شرقا، تنتظر فرق الجني الضوء الأخضر من مصانع التحويل لبداية العمل اليدوي التقليدي، حيث لا توجد لحد الآن معدات لجني الفلفل بقالمة، على خلاف الطماطم الصناعية التي تعرف تطورا كبيرا في مجال المعدات الميكانيكية التي أصبحت تدعم اليد العاملة التقليدية في السنوات الأخيرة.
و كانت كميات كبيرة من الفلفل الأحمر الحار بقالمة تذهب الى أسواق الجزائر العاصمة، و كذلك الى ولاية بسكرة حيث يستعمل في صناعة طبق الدوبارة البسكرية الشهيرة.
و في الموسم الماضي تراوح مردود الهكتار الواحد من الفلفل بقالمة بين 250 و 400 قنطار، و تتم عملية الجني عبر 6 مراحل، آخرها بنهاية شهر ديسمبر، حيث يتم تنظيف الحقول من شجرة الفلفل و الحشائش الأخرى، استعداد لزراعة محصول آخر قد يكون عادة القمح أو البقول الجافة.
فريد.غ