تعمل مديرية الري لولاية عنابة، على إنهاء جميع أشغال جهر وتهيئة الأودية الرئيسية العابرة للجهة الغربية لوسط المدينة وكذا الموجودة بضواحي بلديات البوني، سيدي عمار والحجار، في إطار البرنامج الاستباقي لحماية الولاية من الفيضانات، مع حلول فصل الخريف .
وحسب مديرية الري، تجري متابعة استكمال مشاريع استراتيجية لتهيئة الأودية والقيام بتحويلات هامة وتقليص تدفق المياه القذرة عبر الوديان وحماية منشآت حيوية من الكوارث الطبيعية، منها مشروع توسعة الميناء التجاري والمحطة الجوية.
ووفقا للمصدر، فقد استفاد قطاع الموارد المائية من غلاف مالي ضخم قدره 4000 مليار سنتيم لحماية الولاية من الفيضانات وتطهير قنوات الصرف الصحي وفصلها عن مياه الأمطار وتشمل هذه العمليات تهيئة الأودية والشبكات الكبرى والفرعية.
وستمكن هذه المشاريع من القضاء نهائيا على النقاط السوداء التي تتسبب في الفيضانات وركود المياه في فصل الشتاء وستمس الأشغال أيضا جهر الوديان وتهيئة المصبات الكبرى، لاستكمال المخطط المسطر لحماية مدينة عنابة من الفيضانات وإعادة تهيئة قنوات الصرف، مع متابعة تنفيذ المشاريع التي سجلت بعد الفيضانات التي اجتاحت مدينة عنابة، حيث أن بعضها أنجز والآخر قيد الإنجاز.
وفي سياق متصل، استهلك مشروع خرسنة الأودية الذي مازال متواصلا، حسب ذات المصالح، غلافا ماليا يقدر بـ 1000 مليار سنتيم، بهدف تسهيل تدفق مياه الأمطار نحو مصبات البحر والمجرى الكبير لوادي سيبوس وتفادي رجوع الأمواج نحو المجاري الرئيسية ومست الأشغال الصفصاف ومصب حي الريم، سيبوس وادي مبعوجة القريب من مركب سيدار الحجار للحديد والصلب،والذي تسبب عدة مرات في فيضانات بوحدات المصنع وأدى إلى توقفها وتعطيل سلسلة الإنتاج.
وتشارف أشغال جهر وتنقية وادي بوجمعة، على الانتهاء، انطلاقا من الطريق الرابط بين سيدي عاشور والبوني، إلى غاية المجمع السكني 312 بوخضرة، إلى جانب تغطية مجرى مياه الأمطار المجاورة لجامعة سيدي عاشور، بوضع قنوات من الخرسانة المسلحة ذات قطر 2000 ملم.
ووفقا لمديرية الري، فإن هذا المشروع يدخل في إطار تهيئة مصبات مياه الأمطار وقنوات التطهير،باتجاه موقع توسعة ميناء عنابة والرصيف التجاري المخصص لتفريغ وشحن الفوسفات، ضمن الاستثمار الضخم لربط ميناء عنابة بازدواجية خط السكة الحديدية، لنقل الفوسفات من بلاد الحدبة بتبسة، إلى غاية مركبات التحويل وصولا إلى التصدير من ميناء عنابة.
واستنادا لذات المصدر، يجري حاليا تغيير وتحويل مسار قنوات الدفاع للتطهير، إلى محطة الرفع الرئيسة بسيدي إبراهيم نحو محطة التصفية والقناة الحزامية لوادي بوجمعة، بهدف تحرير مسار السكة الحديدة، باتجاه التوسعة والأرصفة الجديدية التي ستتربع على مساحة 80 هكتارا، بقيمة إجمالية للمشروع تفوق 280 مليار سنتيم.
وفي السياق، يجري إنهاء الشطر الأول من مشروع حماية المحطة الجوية الجديدة بعنابة من الفيضانات، حيث تم القيام بأشغال تكسية ورفع حواف وادي بوخميرة، عند مصب البحر بالواجهة البحرية لشاطئ سيدي سالم بمحيط مطار رابح بيطاط الدولي. وحسب مصالح ولاية عنابة، فإن هذا المشروع يعد هاما لحماية نشاط المطار المدني والمحطة الجوية،وكذا الملحق العسكري المخطط لهبوط المروحيات التابعة للجيش الوطني الشعبي وكذا الطائرات المخصصة للإطفاء وإخماد الحرائق، حيث تجري تهيئة وادي بوخميرة على طول 2500 متر.
وحسب مديرة الري بريكي جميلة، فقد تم إنجاز حواجز حماية على الجانبين ،بوضع 13506 أمتار مكعبة من الصخور وتهيئة روافده بوضع الخرسانة المسلحة من قبل مؤسسة الانجاز العمومية « جتي اش» متخصصة في إنجاز الأشغال الكبرى للري.
ووفقا للمصدر، فإن المشروع يهدف لحماية المطار الدولي رابح بيطاط بعنابة وكذا منشآته من ارتفاع وادي بوخميرة وكذا السكنات المجاورة له .
وحسب المصدر، فإنه يجري استكمال جميع المشاريع المبرمجة ضمن حماية عنابة من الفيضانات، تجسيدا للمخطط الاستعجالي الذي استفادت منه، على غرار إنجاز السد الواقي ببوحديد والمرتقب تسليمه بطاقة استيعاب تقدر بـ 700 ألف متر مكعب، على ارتفاع 29.6 مترا وبعرض 260 مترا.
وجاء إنجاز السد، حسب مصادرنا، في إطار استراتيجية الدولة والدور الذي أصبحت تلعبه السدود في احتواء مياه الأودية التي يصب أغلبها في المدن الكبرى.
حسين دريدح