بدأت سلطات مدينة وادي الزناتي، ثاني كبرى مدن ولاية قالمة، عملية واسعة لإعادة الإسكان و هدم البيوت القصديرية الهشة، المنتشرة عبر مختلف إحياء المدينة العريقة، التي ظلت تعاني من أزمة سكنية خانقة منذ سنوات طويلة، لكنها اليوم تتعافى و تتوجه نحو القضاء النهائي على أحياء الصفيح.
و تتوقع سلطات المدينة إعادة إسكان 110 عائلات في شقق جديدة، كانت قد استفادت منها في وقت سابق، و حان اليوم موعد الترحيل المشروط بهدم السكنات الهشة، حتى لا تتحول الى هدف للاقتحام، و من ثم إطالة أمد الأزمة السكنية، التي أرهقت المدينة و نالت من سمعتها التاريخية و الثقافية و الاقتصادية.
و شملت عمليات الهدم، و إعادة الإسكان، أحياء سعايدية رابح، بوليكار، التوت، رابح لوصيف، الشهداء العشرة و مصطفى بن بولعيد، 17 أكتوبر 1961، و 20 أوت 1955.
و قالت لجنة الإسكان، بأن العائلات التي ترفض هدم بيوتها القصديرية الهشة، لن تحصل على مفاتيح السكن، إلى غاية القبول بعملية الهدم.
و سبق أن عرفت بمدينة وادي الزناتي، ترحيل سكان القرية الفلاحية حدوش صالح، و هدم بيوتها منذ أيام قليلة، حتى لا تتعرض للاقتحام من جديد.
و منذ عدة سنوات، لا زالت مدينة وادي الزناتي، تعمل على تطويق ظاهرة البناءات الفوضوية و الحد من انتشارها، حيث استفادت المدينة من برنامج للقضاء على السكن الهش، الممول من البنك العالمي قبل نحو 20 عاما، و حصلت أيضا على برامج هامة من السكن الاجتماعي و الترقوي المدعم، و مشروع سكنات عدل، و برامج هامة للبناء الريفي، لكن الكثافة السكانية المتنامية، شكلت تحديا كبيرا أمام جهود إعادة الإسكان، و تطهير المدينة من أحياء الصفيح التي تنعدم بها ادني شروط الحياة.
و تعاني وادي الزناتي من ندرة العقار المخصص للبناء، حيث تطوقها الأراضي الزراعية من كل الجهات، و لم يجد المشرفون على قطاع الإعمار حلا، دون اختيار منطقة جبل العنصل لبناء مدينة المستقبل، التي بدأت في النمو من خلال مشاريع ضخمة للسكن، و مرافق التعليم و الخدمات.
و تقترب مدينة وادي الزناتي من التخلص من آخر حي للصفيح، بعد جهود مضنية لبناء المزيد من الشقق السكنية، ضمن برامج متعددة للتمويل، و البحث عن مزيد من الأراضي القادرة على استيعاب برامج الإعمار المستقبلية.
فريد.غ