يعاني سكان بمشتة عين البرج ببلدية حامة بوزيان في قسنطينة، من انعدام طرق مهيّأ من وإلى منطقتهم، ما تسبّب في عزلهم وتعطيل استغلال أراض فلاحية، إضافة إلى نقص فادح في توفر المياه الصالحة للشرب أو المستعملة للسقي، ما أثر على نشاطهم الفلاحي الذي تشتهر به المنطقة.
وتطالب عائلات تقطن في هذه المشتة، بتهيئة المسلك المؤدي إلى منطقتهم عبر الطريق الوطني رقم 27، إضافة إلى إنجاز شبكات للمياه الصالحة للشرب من أجل استهلاكها أو استعمالها في السقي، خاصة وأن المنطقة تعتبر فلاحية بامتياز، لضمّها مساحات واسعة لزراعة الحبوب وعدد معتبر من الأشجار المثمرة إلى جانب نشاط تربية الدواجن، مؤكدين أنه ورغم انعدام الظروف المواتية، إلا أنهم يصرون على خدمة أراضيهم والبقاء فيها، لكنهم يرون أن الاستقرار لن يتحقق إلا بتجسيد مشاريع تنموية عاجلة.
وصرح ممثل عن السكان، «للنصر»، أن المسلك الوحيد الرابط بالمحور الوطني رقم 27 على مسافة 2.5 كلم، يعد أبرز المشاكل التي يعاني منها السكان، بما أنه عبارة عن مسلك غير مهيأ، تملؤه الحفر وتغمره البرك المائية في فصل الشتاء، ما يجعل استعماله أمرا شبه مستحيل سواء بالنسبة للراجلين أو للمركبات و الجرّارات الفلاحية، فيما يبقى الطريق البديل عبر منطقة بوخلف غير صالح للاستعمال هو الآخر بسبب حالته المتدهورة، ما جعل المنطقة في عزلة حقيقية تعيق تطورها وتحد من النشاط الفلاحي والتجاري بها.
ولا تقتصر معاناة هذه العائلات على مشكل الطريق فقط، بل تتضاعف بفعل أزمة ندرة المياه ، إذ يضطرون لشراء صهاريج المياه بأسعار تصل إلى 2000 دج للصهريج الواحد، وهو ما يشكّل عبئا ثقيلا خاصة مع الحاجة المتكررة ، الأمر الذي يجعل هذا الحل غير مستدام ويهدد بشكل مباشر استمرارية الأنشطة الفلاحية ويجعل مطلب حفر بئر أو إنشاء خزان مائي ضرورة قصوى.
وأضاف أحد قاطني مشتة عين البرج إلى أنه ورغم مراسلته التي وجهها للمندوب الفلاحي ببلدية حامة بوزيان، من أجل رفع انشغالات سكان وفلاحي منطقة عين البرج وإدراجها ضمن برامج تنمية «مناطق الظل»، إلا أن الوعود مازالت معلقة ، حيث سبق وأن طمأن المندوب الفلاحي المعنيين ببرمجة 20 كلم من الإسمنت المسلح لفائدة المنطقة، مع تخصيص مسافة 2.1 كلم لتعبيد الطريق الرابط بين الطريق الوطني رقم 79 والمشتة، كما قام رفقة مصالح الغابات بزيارة ميدانية السنة الماضية وأكد حينها على الإسراع في تهيئة المسلك، غير أن هذه الالتزامات بقيت ، حسبه حبرا على ورق، تاركة السكان أمام عزلة يومية تزيد من معاناتهم، في انتظار تجسيد تلك الوعود إلى مشاريع ملموسة.
وفي رده على انشغالات سكان مشتة عين البرج، أوضح رضا بوطمينة رئيس بلدية حامة بوزيان، في اتصال هاتفي لـ»النصر»، أن ملف تهيئة الطريق الرئيسي للمنطقة يوجد ضمن الأولويات التي وضعها المجلس البلدي، غير أن تجسيده يبقى مرهونا بتوفير الغلاف المالي الضروري لذلك، مضيفا أن المجلس يواجه صعوبة للاستجابة لكل الانشغالات لوجود عدة مناطق عبر تراب البلدية أكثر تضررا وأكبر كثافة سكانية مقارنة بمشتة عين البرج، ما يجعلها تحظى بالأسبقية في برمجة المشاريع، أما بخصوص البئر الارتوازي الذي يطالب به السكان، فقد أوضح المتحدث أنه يدخل ضمن صلاحيات ومهام مديرية الموارد المائية لولاية قسنطينة، لافتا إلى أن هذا الملف محل دراسة على مستوى ذات المديرية، في انتظار تجسيده ميدانيا فور استكمال الإجراءات التقنية والإدارية.
ويأمل سكان مشتة عين البرج أن تحظى مطالبهم بالاهتمام العاجل من السلطات المحلية والولائية وأن يتم تخصيص المشاريع التنموية اللازمة بما يتماشى مع توجيهات الدولة الرامية إلى تحسين ظروف العيش في المناطق المعزولة، لتحفظ لهم حقهم في ممارسة نشاطهم الفلاحي وخدمة أرضهم، مؤكدين استعدادهم لتقديم كافة التفاصيل لاستقبال لجنة معاينة لملامسة الوضع على أرض الواقع.
رضا حلاس
