أكد رئيس بلدية قسنطينة أن المجلس سيعمل على استحداث محلات إطعام وأكشاك لبيع أغراض تذكارية بمحيط نصب الأموات من خلال الإعلان مجددا عن دفتر شروط، حيث تحول المكان إلى مقصد للزوار والسياح بعد أن أخضع للتحسين الحضري، فيما أوضح أن مصالح البلدية ستعمل على الاستعانة بمكتب دراسات متخصص من أجل النظر في إمكانية إعادة الاعتبار للخريطة الرخامية الموجودة في شرفة المعلم بعدما تدهورت وضعيتها.
وأفاد رئيس بلدية قسنطينة، شراف بن ساري، في تصريح للنصر، بأن الخريطة الموجودة في نصب الأموات تعتبر معلما تاريخيا ولا يمكن استبدالها، حيث أكد أن البلدية ستسعى للتواصل مع مكتب دراسات متخصص من أجل النظر في إمكانية ترميمها، في حين دعا المواطنين إلى احترام المعلم التاريخي الذي يعتبر قبلة للسياح وزوار المدينة والحفاظ عليه. وتشهد الخريطة الموجودة في نصب الأموات تدهورا لوضعيتها في الآونة الأخيرة، وهو ما يلاحظه كثير من زوار الموقع والمترددين على المكان، حيث أثرت عليها عوامل التعرية وغيرها، في حين لاحظنا الأمر في زيارة سابقة للمكان أن عدة أجزاء من السطح الرخامي العلوي الذي رسمت عليه خريطة قد تدهور. وقد ثبتت الخريطة في طاولة مصنوعة من الحجارة، يقوم بعض الزوار بالوقوف عليها لالتقاط الصور، بينما تحمل إشارات إلى الاتجاهات المختلفة وبعض النقاط التي توضح معالم قسنطينة.
ولفت محدثنا أيضا إلى أن البلدية ستعلن عن دفتر شروط لاستغلال مطاعم ومحلات في محيط نصب الأموات، بعدما خلص الإعلان الأخير إلى عدم الجدوى للمرة الثانية، في حين أوضح أن البلدية ستخصص أكشاك لعرض منتجات حرفية وبطاقات بريدية وأغراض تذكارية تعرف بالمدينة ومعالمها، كما ستضع لافتات تحمل نبذة تعريفية بتاريخ هذا المكان والمعالم التاريخية في المدينة. وزار أول أمس، مدير السياحة لولاية قسنطينة رفقة رئيس الدائرة ومسؤولين آخرين نصب الأموات من أجل الوقوف على وضعية شبكة الصرف الصحي على مستوى المكان، حيث جرى الاطلاع على الانشغالات المطروحة حول وضعية الشبكة من أجل تنفيذ عملية تهيئة ملائمة والحفاظ على الطابع الجمالي للموقع من أجل تعزيز قيمته السياحية وضمان راحة زواره، مثلما جاء في بيان نشرته مصالح الدائرة على صفحتها الرسمية في شبكة “فيسبوك”.
وزرنا نصب الأموات مؤخرا، حيث لاحظنا أنه تحول إلى محطة يتوقف عندها زوار المدينة من الولايات الأخرى أو من خارج البلاد، بالإضافة إلى تردد سكان المدينة على المكان، خصوصا في الساعات المسائية، بعدما أخضع محيط المعلم لعملية تحسين، شملت عمليات التنظيف وتنظيم فضاء الركن وتعزيز الأمن في المكان. ويمثل نصب الأموات مركز جذب سياحي في مدينة قسنطينة لارتباطه بجسر سيدي مسيد والمسار المحاذي لمستشفى ابن باديس على هوة وادي الرمال، فضلا عن قربه من محطة توقف المصاعد الهوائية التي عادت إلى الخدمة في الأشهر الماضية، في حين تلاحظ حركية كبيرة في الموقع حتى خلال ساعات الليل، خصوصا عبر السلالم المؤدية من جسر سيدي مسيد إلى نصب الأموات، ناهيك عن المواطنين والزوار الذين يقصدون المكان من الجهة العليا الواقعة خلف المستشفى الجامعي ابن باديس، خصوصا سائقي المركبات.
سامي .ح