انطلق خلال الشهر الجاري مشروع تهيئة جزء متدهور من الطريق في حي فضيلة سعدان بقسنطينة الذي خصصت له أكثر من مليار و800 مليون سنتيم، حيث سيخلص أصحاب المركبات من كابوس استمر لسنوات بسبب انخفاض مستوى الطريق ما يؤدي إلى احتكاك هياكل بعض السيارات بالأرضية، في حين يعاني السّائقون من عدم استكمال أشغال تهيئة المسالك الداخلية بحي جبل الوحش، كما تقدمت العمليات التي أطلقتها البلدية من أجل إعادة الاعتبار لطرقات العديد من الأحياء، على غرار حي المنصورة الذي يستفيد من التزفيت لأول مرة منذ 1985.
وشرعت مقاولة خاصة في أشغال إعادة الاعتبار لطريق المركبات المحاذي للمندوبية البلدية المنظر الجميل بمدينة قسنطينة، بعد أن أصبح المكان يشكل معاناة فعلية للسائقين استمرت لعدة سنوات، فقد انخفض مستوى الطريق عند المنعطف المفضي إلى حي بن بولعيد من الجهة السفلى أو عمارات حي 20 أوت، المعروفة لدى السكان بتسمية “سوناتيبا”، من الجهة العليا، ما أدى إلى تشكل ربوة فوق الإسفلت مسببة احتكاكا قويا مع الأرض للكثير من المركبات التي يختار سائقوها هذا المسار، خصوصا أصحاب السيارات الذين لم يتعودوا على المكان فلا يخفّضون السرعة عند الوصول إليه أو عند قلة الانتباه خلال الساعات المسائية، مثلما لاحظناه لدى مرورنا بالموقع قبل انطلاق الأشغال.
وكشطت آليات المقاولة الخاصة المستفيدة من المشروع الإسفلت من الطريق مع حفر جزء كبير من أرضية المسار، حيث لاحظنا أن الأشغال بلغت مستوى عميقا من الطريق لتفرش الأرضية بالحجارة البيضاء، قبل انطلاق صب طبقة الحصى المسكر والرمل “التوفنا” عليها من أجل معالجة مشكلة التباين في مستوى الطريق عند المقطع المذكور، فيما امتدت عملية إعادة الاعتبار للطريق إلى غاية الجزء العلوي عند المنعطف المؤدي إلى حي فيلالي، فضلا عن المسلك الداخلي الذي يقود إلى الجهة الخلفية من عمارات “سوناتيبا” الذي أخضعته المقاولة لعملية الكشط والحفر تجهيزا لتهيئته وفرشه بالإسفلت بعد إتمام الأشغال الأساسية. ويلاحظ في المكان أيضا أن مستوى الرصيف منخفض أيضا بمحاذاة الطريق ويبدو في حالة انتفاخ جانبي، حيث نزع عمال المقاولة بلاطات الأرضية في الجزء الذي يخضع للأشغال.
وتحدثنا إلى نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالإنجازات والعمران، توفيق بولخروف، حول المشروع فأكد لنا أنه ضمن العمليات البلدية الممولة من برنامج دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلديات، حيث خصص له غلاف مالي يتجاوز مليار و800 مليون سنتيم، بينما يشمل تهيئة وتعبيد طرقات فضيلة سعدان، إلا أن مصالح البلدية ارتأت الشروع من النقطة الأكثر تدهورا في الحي. وأضاف المتحدث أن المقاولة تحصلت على الأمر بالأشغال في 1 سبتمبر الجاري، ومُنحت أجلا بثلاثة أشهر من أجل استكمال الأشغال.
وأوضح المتحدث أن عمق الحفر في النقطة المتدهورة المذكورة بلغ مترا في الجزء السفلي، حيث حددت المصالح التقنية للبلدية ضرورة دعم قاعدة الطريق بطبقة من حصى الأساس الخشن “بالاست”، موضحا أن هذا الإجراء يستهدف خلق مسار لتصريف المياه لمواجهة انضغاط الأرضية وانزلاقها بعد تشبّع التربة وتليّنها. وأضاف المسؤول أن السبب الرئيسي في مشكلة انخفاض الجزء المذكور من الطريق تعود بشكل أساسي إلى المياه الموجودة تحت الأرض.
وذكر المصدر نفسه أن البلدية برمجت مجموعة من المشاريع الخاصة بإعادة الاعتبار للطرقات في عدة أحياء، حيث أعلنت خلال الأيام الماضية عن الصفقة الخاصة بمشروع إعادة الاعتبار لطرقات سيدي مبروك وعبد السلام دقسي، فيما نبه المتحدث أن مشاريع إعادة الاعتبار للطرقات والأرصفة تشمل العديد من الأحياء الأخرى، على غرار حي الأمير عبد القادر، في حين استكملت عملية تهيئة طرقات حي شعباني، كما تقدمت أشغال تهيئة طرقات حي المنصورة بنسبة 60 بالمئة، إذ لم تستفد من التعبيد منذ 1985، فيما خصصت لها البلدية مليارا و700 مليون سنتيم وحددت لها أجلا بثلاثة أشهر. وخصصت البلدية أيضا مليارا و200 مليون سنتيم من أجل تهيئة طرقات حي بوذراع صالح، حيث تشارف العملية على الاكتمال، فيما خصصت مليارا و100 مليون سنتيم من أجل صيانة طريق جامع الطرشة الذي شمل أشغال إنجاز منشأة فنية صغيرة في جزء من المسلك، أين أكد المسؤول أن المشروع يشارف على الاكتمال بعدما تكفلت بإنجازه مؤسسة “فواريب”، فيما تقدمت أشغال إعادة الاعتبار للطرقات في حي ساقية سيدي يوسف بشكل كبير بعدما خصصت لها البلدية مليارا و800 مليون سنتيم.من جهة أخرى، لاحظنا خلال الأيام الماضية استئناف أشغال تهيئة جزء من الطرقات الداخلية في التجمع العمراني جبل الوحش ضمن مشروع إعادة الاعتبار للطرقات الذي تشرف عليه مديرية التعمير لولاية قسنطينة، حيث شرعت آليات في إزالة الرصيف القديم من طريق تافرنت المتفرع من الشارع الرئيسي لجبل الوحش، في حين مازالت الأجزاء الداخلية الأخرى على حالها بعدما توقفت الأشغال فيها منذ ما يقارب السنة عند مرحلة كشط الإسفلت القديم، فتحولت إلى معاناة يومية للسائقين والمارة، خصوصا بعد هطول الأمطار. وتدهورت وضعية العديد من المسالك المذكورة نتيجة عدم استكمال الأشغال، على غرار الطريق المقابل لمسجد الأنصار، فقد ظهرت فيه حفر كبيرة، ما ترتب عنه صعوبة في حركة المركبات، فيما تدفع هذه الوضعية بالمركبات إلى السير في اتجاه واحد في مسلك آخر يؤدي إلى متوسطة مفدي زكريا، بعدما فرش بالإسفلت بشكل نصفي، وترك النصف الآخر دون إتمامه.
سامي .ح
