احتضن أمس، المتحف الوطني للفنون والتعابير الثقافية التقليدية قصر الحاج أحمد باي بقسنطينة فعاليات معرض سياحي وحرفي من تنظيم مديرية السياحة والصناعة التقليدية للولاية، وذلك في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للسياحة 2025، الذي جاء هذه السنة تحت شعار «السياحة والتحول المستدام». التظاهرة التي تتواصل إلى غاية 01 أكتوبر 2025، نظمت بالتنسيق مع غرفة الصناعة التقليدية والحرف، وتهدف إلى إبراز المقومات السياحية للمدينة والتعريف بمنتجات الصناعات التقليدية كجزء من الهوية المحلية ومسار التنمية المستدامة.
وعرفت الفعالية في يومها الأول، مشاركة واسعة لمؤسسات محلية ووكالات سياحية وفنادق، إلى جانب جمعيات سياحية وحرفيين وفنانين، ما أضفى طابعا متنوعا على المعرض الذي جمع بين البعد الترويجي للمقومات السياحية للمدينة، والتعريف بمنتجات الصناعات التقليدية والإبداعات الفنية. وقد أتيحت للزوار فرصة الاطلاع على عروض متنوعة تخص الوجهات السياحية المحلية، والخدمات الفندقية، إضافة إلى منتجات حرفية تجسد ثراء التراث القسنطيني.
وعلى هامش المعرض، أكدت نورة مصباح، رئيس مكتب الإعلام والتحسيس والتربية البيئية بمديرية البيئة لولاية قسنطينة، أن مشاركة المديرية في هذه التظاهرة تندرج في إطار إبراز الارتباط الوثيق بين البيئة والسياحة، مشددة أنه بدون بيئة سليمة لا يمكن أن تكون هناك سياحة، في إشارة إلى أن التنمية السياحية المستدامة تمر حتما عبر حماية المحيط والحفاظ على الموارد الطبيعية، من جهتها أوضحت منسقة دار البيئة بقسنطينة، أن هذه المشاركة تمثل فرصة لعرض مختلف الخدمات التكوينية التي ستطلقها الدار مطلع شهري أكتوبر ونوفمبر، والموجهة لفائدة الجمعيات والمنظمات الناشطة في المجالات البيئية، الإنسانية، الاجتماعية والثقافية.
وأضافت المتحدثة، أن جناح دار البيئة حرص على تقديم مطويات للزوار حول السياحة البيئية، تضمنت رسائل تحسيسية بالتعاون مع الجمعيات، لاسيما ما يتعلق بتثمين الموارد الطبيعية والتراثية التي تزخر بها ولاية قسنطينة.
كما شهد المعرض حضور عدد من الوكالات السياحية، على غرار وكالة نوميديا للسفر، حيث أوضح ممثلها في تصريح لـ«النصر»، أن المشاركة في هذه التظاهرة تندرج ضمن جهود الوكالة لتعريف الزبائن بمختلف عروضها، سواء تعلق الأمر بالأسفار السياحية داخل الوطن أو خارجه، وكذا الرحلات إلى البقاع المقدسة بأسعار تنافسية. وأضاف المتحدث أن الوكالة تسعى أيضا إلى تشجيع السياحة الوطنية من خلال تنظيم رحلات منظمة إلى الصحراء الجزائرية، نحو وجهات على غرار جانت، بشار وتمنراست، لما تزخر به من مقومات طبيعية وثقافية تستحق الاكتشاف.
كما تميز المعرض بحضور عدد من الحرفيين الذين عرضوا باقة متنوعة من منتجاتهم للتعريف بها وإبراز مهاراتهم، حيث تنوعت المعروضات بين المأكولات والطبخات التقليدية القسنطينية، على غرار المطعم التقليدي «إيغرسان» الذي قدم تشكيلة من الأطباق المحلية المميزة، ممزوجة بلمسة من تراث مدينة غرداية، في تلاق يعكس ثراء المطبخ الجزائري وتنوعه عبر مختلف مناطقه.
إضافة إلى عرض ألبسة وإكسسوارات تقليدية مصنوعة يدويا، ولم تقتصر المشاركة على هذا فحسب بل شملت أيضا منتجات مرتبطة بالنظافة الصحية والديكور المنزلي، إلى جانب مواد طبيعية كماء الورد وماء الزهر وغيرها من المستخلصات التي تعكس أصالة التراث المحلي وثراء الحرف التقليدية.
من جهته، شارك المتحف العمومي الوطني سيرتا في التظاهرة من خلال عرض ملصقات توثق لمجموعة من الحفريات الأثرية، والمواقع التاريخية، والأضرحة الخاصة بشخصيات بارزة من مدينة قسنطينة، فضلا عن عرض عملات وقطع نقدية تاريخية نادرة، عكست جانبا من الذاكرة الحضارية للمدينة وأبرزت مكانتها كقطب ثقافي وتاريخي.
وعرفت التظاهرة مشاركة فلسطينية أين قدم عرض لمجموعة من الألبسة التقليدية، كالثوب الفلسطيني وذلك بهدف التعريف بالتراث وإبراز خصوصياته الثقافية، ما أضفى على المعرض طابعا ثقافيا يرسخ جسور التواصل بين الشعوب.
وشهد الحدث منذ يومه الأول توافدا معتبرا للجمهور لاكتشاف مختلف الأجنحة وما تضمه من عروض سياحية وثقافية متنوعة، حيث لم يقتصر الأمر على الزوار المحليين فقط، بل سجل حضور لافت لعدد من السياح الأجانب من مختلف الجنسيات، ممن حرصوا على الاطلاع عن قرب على ثراء المنتوج الجزائري وما يزخر به من أصالة وتنوع. وقد أبدى هؤلاء إعجابهم الكبير بالمنتوجات المعروضة، خاصة ما تعلق بالصناعات التقليدية، والمأكولات الشعبية، والبرامج الترويجية للمناطق السياحية، معتبرين أن الجزائر تمتلك مؤهلات سياحية كبيرة، لتبرز التظاهرة من خلال ما جمعته من عروض متنوعة ومشاركات للعارضين، أنها أكثر من مجرد معرض سياحي وحرفي، بل هو فضاء مفتوح للتلاقي الثقافي والترويج لمقومات الجزائر السياحية. رضا حلاس