سلّطت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، أمس، أحكاما متفاوتة وصلت إلى 20 سنة سجنا، في حق أفراد عصابة ترصدت تاجري قطع غيار قدما من قسنطينة لعين مليلة وجردتهما من مبلغ مالي يقدر بـ2.2 مليار سنتيم.
وقضت هيئة المحكمة غيابيا بإدانة كل من المتهمين (م.ر) 32 سنة و(ب.ص) 38 سنة و(ل.ل) 35 سنة و(ع.م) 26 سنة، بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا ومليوني دينار غرامة مالية مع الأمر بالقبض في حق المتهمين الأربعة وإلزامهم بتعويض في الشق المدني بمبلغ مليار و250 مليون سنتيم، في الوقت الذي أدانت هيئة المحكمة حضوريا كلا من المتهمين (ب.ع) 34 سنة و(ل.ح) 34 سنة و(م.أ) 32 سنة بعقوبة 12 سنة سجنا نافذا وغرامة مالية قدرها 2 مليون دينار، وبرأت هيئة المحكمة ساحة المتهم (م.ن) 26 سنة من الجرم المتابع به.
وتوبع جميع المتهمين بجناية السرقة بتوافر ظروف التعدد والعنف والتهديد به، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة 20 سنة سجنا للمتهمين الفارين و15 سنة سجنا لبقية المتهمين.
القضية بحسب ما تم طرحه في جلسة المحاكمة، ترجع إلى تاريخ الرابع من شهر جوان من سنة 2023 في حدود الساعة السادسة إلا ربع مساء، عندما تقدم الضحيتين ويتعلق الأمر بتاجري قطع الغيار بقسنطينة وهما (س.خ) و(س.إ)، بشكوى أمام مصالح أمن دائرة عين مليلة بخصوص تعرضهما لسرقة مبلغ مالي قدره مليارين ومائتي مليون سنتيم، باستعمال العنف مع التحطيم العمدي لملك الغير وقيدت الشكوى ضد مجهولين، وبينت التحريات بأن الضحيتين انطلقا قبل ساعتين من قسنطينة على متن سيارة «رونو ميغان»، أين توجها لمؤسسة خاصة مختصة في استيراد قطع الغيار بحي نوفمبر 1 بعين مليلة، وذلك من أجل شراء كميات مختلفة من قطع الغيار وإعادة بيعها بقسنطينة، وكانا قد أودعا المبلغ الذي سرق منهما لدى حساب المؤسسة في وقت سابق، وأشار الضحيتين بأن عملية البيع لم تتم ما دفعهما لاسترجاع المبلغ المالي الذي أودعاه في حساب الشركة نقدا، أين حمل المبلغ داخل كيسين كبيرين، ليغادرا بعدها باتجاه طريق الوزن الثقيل نحو الطريق الوطني رقم 3 في شطره المؤدي لولاية قسنطينة.
وأضاف الضحيتان بأنهما وعند وصولهما لمشتة الركنية بعين مليلة، تفاجآ بسيارة من نوع «فولسفاغن غولف» من الجيل الرابع رمادية اللون من دون لوحة ترقيم تلحق بهما، ليتجاوزهما سائقها ويتوقف أمامهما مباشرة معترضا طريقهما، وكانت سيارة من نوع «سكودا» قد توقفت من الخف لتمنع تحرك سيارة الضحيتين، ليتقدم بعدها 3 أشخاص مرتدين قبعات صيفية وكمامات حاملين معهم عصي البيسبول، أين قاموا بتحطيم زجاج مركبة الضحيتين ورشهما بالغاز المسيل للدموع، فيما تعرض سائق المركبة لاعتداء بسلاح أبيض، ليستولي المعتدون على الكيسين المحملان بالمبالغ المالية وغادروا على متن سيارة «فولسفاغن غولف»، وأنكر صاحب سيارة «سكودا» تورطه في الجريمة، مبينا بأنه كان بصدد التنقل لقسنطينة في زيارة عائلية فاصطدمت به سيارة الضحتين، وأضاف صاحب المركبة «سكودا» بأن شجارا عنيفا يجهل أسبابه حصل بين 4 شبان والضحيتين في القضية، ونجحت الشرطة بعد العودة لكاميرات المراقبة المثبتة على مستوى طريق الوزن الثقيل في تحديد هوية صاحب السيارة التي أقلت المعتدين، وهي التي تم العثور عليها على مستوى قرية جيدمالو، ومكنت التحريات من الوصول إلى اكتشاف تورط عامل بمؤسسة استيراد قطع الغيار ويتعلق الأمر بالمدعو (ب.ع) القاطن بحي الصولحية، والذي خطط بمعية بقية المتهمين لسرقة الضحايا، كونه كان على علم مسبق بإلغاء الضحايا لطلبيتهم واستلامهم الأموال التي أودعوها في حساب الشركة نقدا، وأنكر المتهمين الحاضرين في جلسة المحاكمة وبينهم العامل بشركة الاستيراد التهم المنسوبة إليهم، مؤكدين معرفتهم ببقية المتهمين الفارين دون أن يتورطوا في عملية السرقة، وعاد الضحيتين ليسردا تفاصيل ما حصل معهما أين أكد أحدهما تورط العامل بالشركة في الاعتداء عليهما. أحمد ذيب