عقدت مديرية التكوين والتعليم المهنيين لولاية برج بوعريريج، أمس، جلسات عمل مع ممثلي مجمع (كوندور) ومؤسسة (جيون)، بهدف بحث سبل تفعيل اتفاقيات الشراكة المبرمة سابقا وتجسيدها من خلال توفير مناصب تكوين عن طريق التمهين للشباب.
وأوضح مدير التكوين المهني لولاية برج بوعريريج، فاروق داسة، في اتصال مع النصر، أن هذه اللقاءات لا تتعلق بإبرام اتفاقيات جديدة، بل هي جلسات عمل تأتي في إطار تفعيل الشراكات القائمة مع هذين القطبين الصناعيين الهامين في الولاية، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي هو إدراج احتياجات هذه المؤسسات من اليد العاملة المؤهلة ضمن منصة (تمهيد) التي أطلقتها وزارة التكوين والتعليم المهنيين مؤخرا.
وقال المدير أنهذه المنصة الرقمية تعد جسرا للتواصل المباشر بين مؤسسات التكوين المهني والمتعاملين الاقتصاديين وتسمح للمؤسسات الاقتصادية بالإعلان عن احتياجاتها من المتربصين في مختلف التخصصات، ما يسهل على المديرية توجيه طالبي التكوين نحو فرص حقيقية للتمهين تتوج بعقود عمل.
وأضاف أن (كوندور) و(جيون) تعتبران مؤسستين نموذجيتين في هذا المسعى، وسيتم توسيع هذه اللقاءات لتشمل متعاملين اقتصاديين آخرين في الولاية، مؤكدا أن المنصة تتيح للمديرية معرفة عدد مناصب التمهين التي توفرها كل مؤسسة، بما يساهم في توجيه الخريجين بشكل فعال.
وفي سياق متصل، تسعى مديرية التكوين المهني ببرج بوعريريج إلى مواكبة متطلبات سوق الشغل من خلال استحداث تخصصات جديدة وتطوير التكوين في مجال المقاولاتية، حيث تعمل المراكز المنتشرة عبر الولاية، بما في ذلك المعاهد الوطنية المتخصصة، على توفير تكوين حديث وعصري يلبي احتياجات القطاعات الصناعية المختلفة.
ويذكر أن قطاع التكوين المهني يولي أهمية كبيرة للتحول الرقمي من خلال منصات مثل «تكوين» التي تسهل على الشباب التسجيل ومتابعة مسارهم التكويني عن بعد، للمساهمة في تحديث الخدمات الإدارية وتحسين جودة التكوين المقدم.
وفي خطوة استراتيجية تهدف إلى مواءمة مخرجات التكوين المهني مع متطلبات سوق الشغل المتجددة، تشهد الولاية حركية ملحوظة للنسيج الصناعي والخدماتي تحظى بمرافقة من قطاع التكوين والتعليم المهنيين، تمثلت في إطلاق تخصصات تكوينية حديثة، بعضها يدرج لأول مرة على المستوى الوطني، بالتوازي مع تعزيز الشراكات مع كبرى المؤسسات الاقتصادية لفتح آفاق واسعة أمام الشباب.
وأعلنت المديرية الوصية عن فتح آفاق تكوينية لدورة سبتمبر، حيث خصص القطاع ما يزيد عن 5900 مقعد بيداغوجي في مختلف أنماط ومستويات التكوين المتاحة، مع ادراج تخصصات جديدة تبرمج لأول مرة على مستوى الولاية وعلى الصعيد الوطني، استجابة للتطورات التكنولوجية والاقتصادية.
وتشمل هذه التخصصات، تقني سامي في تركيب وصيانة الأجهزة الإلكترونية والكهرومنزلية، تقني سامي في الإلكترونيك المدمجة والأنظمة الذكية، تسيير رقمي للأرشيف، بهدف مواكبة التحول الرقمي في الإدارات والمؤسسات، بالإضافة إلى فتح تخصص يعنى بزراعة أشجار الفستق الحلبي، كتخصص فلاحي جديد واعد في المنطقة.
إلى جانب هذه التخصصات المستحدثة، تم برمجة تخصصات أخرى لأول مرة في الولاية رغم وجودها سابقاً في مدونة التخصصات الوطنية، مثل التلحيم الصناعي، صيانة المصاعد، تركيب أجهزة التكييف والتبريد وزراعة الزعفران.
ويراهن القطاع إضافة إلى توفير التكوين، تشجيع روح المبادرة لدى الشباب. ففي هذا السياق، شاركت الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية (ناسدا) في يوم إعلامي تحسيسي، بهدف تعريف الشباب بآليات الدعم المتاحة لإنشاء مؤسساتهم الخاصة.
وتعزز هذا التوجه بإنشاء ثلاثة مراكز لتطوير المقاولاتية على مستوى الولاية والتي ستتولى مهمة تكوين ومرافقة حاملي الشهادات والمشاريع في مجالات التسيير والإدارة والمالية، لتزويدهم بالأدوات اللازمة للنجاح في عالم الأعمال.
ع/بوعبدالله
