التحقت الدفعة الأولى من طلبة السنة الأولى من طور الليسانس في تخصص اللغة الصينية بجامعة الإخوة منتوري بمقاعد كلية الآداب واللغات مع بداية الموسم الجامعي الجديد، حيث يرتقب أن يستفيدوا من تربص في جامعة شمال غرب الصين خلال السداسي الثاني بعد أن أصبحت قسنطينة 1 الثانية وطنيا في إتاحة هذا المسار، في حين دعم التكوين في الجامعة أيضا بأول دفعة في مسار الليسانس في اللغة الإسبانية، لتتفوق منتوري على جامعات الولايات الشرقية في التكوين في مجال اللغات الأجنبية. ويؤكد القائمون على الجامعة أن الفرص الجديدة المذكورة تمثل ثمرة التعاون والتبادل الدولي، حيث ستستقبل الإخوة منتوري أيضا طلبة من الصين أيضا من أجل الاستفادة من تربص ميداني في اللغة العربية.
إعداد: سامي حباطي
وشرعت أول دفعة في مسار الليسانس في تخصص اللغة الصينية في الدراسة بجامعة الإخوة منتوري، بعد أن أصبحت جامعة قسنطينة 1 الثانية على المستوى الوطني في فتح هذا التخصص، الذي كان ينحصر في جامعة أبو القاسم سعد الله الجزائر 2 التي بادرت إلى فتحه في موسم السنة الماضية، في حين نشر قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب واللغات برنامج الدراسة للسداسي الأول من الموسم الجديد. ولاحظنا من خلال البرنامج المنشور على صفحة قسم اللغة الإنجليزية أن الدراسة في التخصص تمتد من الأحد إلى الخميس، حيث تبدأ جميع الحصص عند التاسعة والنصف صباحا إلى غاية منتصف النهار والنصف، سيتلقى خلالها الطلبة 11 مقياسا.
11 مقياسا للسداسي الأول في ليسانس اللغة الصينية
وتتمثل المقاييس التي ستقدم للطلبة في ثقافة اللغة، والفهم والتعبير الكتابي، والفهم والتعبير الشفوي، إلى جانب النحو، واللغة العربية، ومقياس حضارة اللغة الذي يتمحور حول التاريخ، واللسانيات، وتقنيات العمل الأكاديمي، وعلم الأصوات “الفونيطيقا”، ودراسات النصوص الأدبية، وتقنيات الإعلام والاتصال والتعلم عن بعد. ودُشن أول قسم للغة الصينية خلال الأيام الماضية من شهر سبتمبر بحضور رئيس جامعة شمال غرب الصين، وانغ تشان رين، ومدير جامعة الإخوة منتوري، حيث نظمت في اللقاء طاولة مستديرة جمعت مسؤولي الجامعتين الذين تباحثوا حول سبل تعزيز الشراكة في المجالات البيداغوجية والتكنولوجية والبحث العلمي بما سيساهم في الارتقاء بالمستوى الأكاديمي ويخدم تطلعات الطلبة. ولاحظنا من خلال وثيقة المعدلات الدنيا للقبول لحاملي البكالوريا الجدد لسنة 2025، أن المعدل الأدنى للقبول في اللغة الصينية وصل إلى حوالي 13 للأولوية الأولى الخاصة بشعبة اللغات الأجنبية والآداب والفلسفة في البكالوريا، فيما وصل المعدل في الأولوية الثانية الخاصة بشعب العلوم التجريبية، والتسيير والاقتصاد، والفنون، إلى 13.67.
ووجدنا في الفضاء المخصص لكلية الآداب واللغات الأجنبية بموقع جامعة الإخوة منتوري تعريفا مقتضبا حول فتح التخصصين الجديدين في الإسبانية والصينية، حيث جاء فيه أن الصينية لغة أكثر من مليار شخص في العالم، بما يجعلها ذات أهمية بالغة في مجالات التجارة الدولية والتكنولوجيات والدبلوماسية، فيما تعتبر الإسبانية اللغة الثانية عالميا من حيث الانتشار وتوفر فرصا في مجالات الاتصال والسياحة والتعاون الدولي والعلاقات الثقافية. وتسعى الجامعة من خلال فتح التخصصين إلى تكوين مختصين يتقنون اللغتين نطقا وكتابة، وإكسابهم معرفة معمقة بثقافة الصين والشعوب الناطقة بالإسبانية، فضلا عن تحضير الطلبة لاتخاذ مسارات مهنية في التعليم والترجمة والوساطة الثقافية والدبلوماسية والتجارة الدولية.
5 تخصصات في اللغات بجامعة منتوري
ويشير تعريف الكلية للتخصص إلى أنه موجه لحاملي البكالوريا الجدد بمعدل أدنى للقبول، فيما تضمن الجامعة التكوين من قبل أساتذة، فضلا عن شراكات أكاديمية دولية على امتداد المسار الدراسي. وقد أصبحت جامعة الإخوة منتوري قطبا للتعليم الجامعي للغات الأجنبية في الولايات الشرقية بعد فتح التخصصين الجديدين، حيث توفر التكوين في العربية والفرنسية والانجليزية والصينية والإسبانية، إلى جانب توفرها على قسم الترجمة التحريرية والفورية، كما تعتبر جامعة الإخوة منتوري من أقدم الجامعات التي توفر التكوين في الإنجليزية عبر التراب الوطني.
وتنفرد جامعة الإخوة منتوري بفتح التكوين الجامعي في مسار اللغة الصينية على المستوى الوطني إلى جانب جامعة أبو القاسم سعد الله الجزائر 2، في حين تعتبر الوحيدة في الشرق الجزائري في فتح مسار اللغة الإسبانية، حيث يتوفر في 6 جامعات أخرى عبر التراب الوطني، تتمثل في أبو القاسم سعد الله الجزائر 2 وجامعات عمار ثليجي بالأغواط وأبو بكر بلقايد بتلمسان وعبد الحميد بن باديس مستغانم وابن خلدون بتيارت وبلحاج بوشعيب بعين تموشنت، فضلا عن التكوين في مسار أستاذ التعليم الثانوي في الإسبانية بجامعة محمد بن أحمد وهران 2 لفائدة المدرسة العليا للأساتذة بوهران، في وقت مازالت فيه جامعة باجي مختار في عنابة تنفرد بتوفير التكوين الجامعي في اللغة الإيطالية في الولايات الشرقية، إلى جانب لونيسي علي البليدة 2 وأبو القاسم سعد الله الجزائر 2 ومحمد بن أحمد وهران 2.
* مدير جامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، البروفيسور أحمد بوراس
استقبال طلبة صينيين في تربص ميداني لتعلم اللغة العربية بقسنطينة 1
وصرح مدير جامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، البروفيسور أحمد بوراس، أن قسنطينة 1 تميزت هذه السنة باعتماد تخصص اللغة الإسبانية والصينية في مسار الليسانس، حيث أكد أنهما ثمرة اتفاقية دولية مع جامعات إسبانية وصينية، دعمت التخصص من الناحية البيداغوجية والعلمية، في حين أوضح أن عدد طلبة السنة الأولى في مسار ليسانس اللغة الصينية يصل إلى 30، مؤكدا أن هذا الرقم يعود لخصوصية الصينية باعتبارها غير منتشرة بصورة كبيرة في الجزائر، لذلك أتيحت المقاعد المذكورة في إطار التوسيع التدريجي للتخصص. وفتح التخصص المذكور في إطار اتفاقية مع جامعة شمال غرب الصين التي وفرت عددا من أساتذة اللغة الصينية، مضيفا أن الطلبة سيقضون فترة تربص في الصين خلال السداسي الثاني على مستوى الجامعة المذكورة، بينما ستستقبل جامعة الإخوة منتوري مجموعة من طلبة اللغة العربية من أجل التدريب الميداني.
وأضاف المسؤول أن جميع الإمكانيات الخاصة باللغة الإسبانية متوفرة، حيث اعتمدت الجامعة على عدد من الأساتذة من إسبانيا، بالإضافة إلى عدد من الأساتذة الجزائريين، خصوصا من الذين يدرسون الإسبانية في جامعات الولايات الغربية. وانطلق التخصص في اللغة الصينية بجامعة قسنطينة بثلاثة أساتذة، حيث أكد البروفيسور بوراس أن العدد سيرتفع خلال السداسي الثاني، في حين أشار إلى أن المقاييس الدراسية للتخصص اعتمدت من قبل لجنة بيداغوجية وطنية، كما أضاف أن لغة التدريس ستكون الصينية مع الإنجليزية من أجل التواصل بين الأساتذة والطلبة.
* نائب رئيس الجامعة المكلفة بالعلاقات الخارجية، البروفيسور أميرة ذيب
قسنطينة 1 تعمل على توسيع تعليم الصينية والإسبانية
وسألنا نائب مدير الجامعة المكلفة بالعلاقات الخارجية والتعاون، البروفيسور أميرة ليلى ذيب، عن الإقبال على تخصص اللغتين الصينية والإسبانية في الموسم الجديد، فقالت: “لقد فاجأنا ارتفاع المعدلات بالنسبة للغتين”، معتبرة أن اللغتين جديدتان في جامعة الإخوة منتوري، كما أكدت أنهما جاءتا ثمرة للاتفاقيات المبرمة مع جامعات دولية، ما مكن من إدماجها. وشرحت محدثتنا أن فتح مسار الليسانس في اللغة الإسبانية يقوم على الاتفاقية المبرمة مع معهد “سيرفانتس”، حيث جاءت في إطارها عدة زيارات لسفير إسبانيا لدى الجزائر إلى جامعة قسنطينة 1، مضيفة أن الجامعة ستفتح ركنا إسبانيا بالتعاون مع معهد “سيرفانتس”.
وترتقب الجامعة زيارة رابعة لمديرة معهد “سيرفانتس” في الجزائر من أجل تدشين الانطلاق في تعليم اللغة الإسبانية في مسار الليسانس، فضلا عن تنظيم انطلاق تلقين دروس الإسبانية في الركن الإسباني بجامعة قسنطينة. وأكدت المتحدثة أن الدراسة في تخصصي اللغة الإسبانية والصينية قد انطلقت منذ يوم 22 سبتمبر، حيث أضافت أن فتح اللغة الصينية يمثل خطوة أولى، مؤكدة أن الجامعة ستعمل على توسيع الأمر مستقبلا.
* مدير مركز التعليم المكثف للغات، البروفيسور محمد لخضر صبيحي
طلبة المركز بلغوا مستويات متقدمة في إتقان اللغة الصينية
والتقينا بالبروفيسور محمد لخضر صبيحي، مدير مركز التعليم المكثف للغات بجامعة الإخوة منتوري، حيث أوضح أن مركز التعليم المكثف للغات يقدم دروس اللغة الصينية منذ أكثر من 12 سنة، مشيرا إلى أنها مقدمة في إطار اتفاقية بين الجزائر والصين، في حين يتم إرسال أستاذ متخصص كل سنتين من الصين إلى الجامعة للتدريس في المركز. وأضاف البروفيسور صبيحي أن التواصل في قسم اللغة الصينية بمركز التعليم المكثف يكون بلغة وسيطة، غالبا ما تكون الإنجليزية، مشيرا إلى أن الأساتذة الوافدين على المركز يتقنون الإنجليزية. وذكر المتحدث أن طلبة المركز الذين يسجلون في دروس اللغة الصينية يتقنون اللغة الإنجليزية، حيث أكد وجود إقبال على تعلم اللغة الصينية، بينما نبه أن الألمانية أصبحت تستقطب عددا معتبرا من المتعلمين.
واعتبر محدثنا أن اللافت للانتباه في الراغبين في تعلم الصينية يتمثل في كونهم أشخاصا كبارا في السن من خارج الجامعة، على غرار الأشخاص الذين يملكون نشاطات تجارية في الصين أو تبادلات، بينما أكد أن كثيرا منهم بلغوا مستويات متقدمة من تعلم اللغة الصينية، بالإضافة إلى استفادة عدد منهم من التربص الميداني في الصين من خلال مركز التعليم المكثف للغات، بعد اجتياز مسابقة وطنية. وأضاف المصدر نفسه أن بعض متعلمي المركز سجلوا في الجامعات الصينية من أجل الحصول على شهادات عليا، في حين أكد المتحدث أن مركز التعليم المكثف للغات مهد الطريق لقدوم الطرف الصيني إلى جامعة الإخوة منتوري لفتح مسار الليسانس، بعدما تشكل لديهم انطباع إيجابي على تدريس اللغة الصينية في المركز وجدية العملية التعليمية. وقال مدير مركز التعليم المكثف للغات بجامعة الإخوة منتوري إن المحرك الأساسي للإقبال على تعلم اللغة الصينية في الجامعة يكمن في النشاط التجاري والتبادل مع الصين، بالإضافة إلى الاهتمام المتزايد لدى الطلبة والشباب بالوجهة الصينية في مجال الدراسة والثقافة وغيرها، في حين أبرز البروفيسور صبيحي أن أسعار دورات تعليم اللغة الصينية في أوروبا تعتبر من بين الأغلى بسبب الإقبال الكبير عليها نتيجة الشعور بمدى أهميتها. ولفت المتحدث إلى أن عدد متعلمي اللغة الصينية في مركز التعليم المكثف للغات في مستويات مختلفة يقارب الثمانين على مستوى مركز التعليم المكثف للغات، الذي يتبنى الإطار الأوروبي المرجعي المشترك لتعليم اللغات CEFR في التقييم، حيث يقسم العملية التعليمية إلى 6 مستويات. وتجدر الإشارة إلى أن التسجيلات في مركز التعليم المكثف للغات متواصلة إلى غاية يوم 21 أكتوبر الجاري، حيث يقدم المركز دروسا في 8 لغات أجنبية تتمثل في الفرنسية والإنجليزية والألمانية والصينية واليابانية والإسبانية والإيطالية والتركية، فيما يمكن للطلبة أو الموظفين في الجامعة أو حاملي البكالوريا والليسانس من خارج الجامعة الاستفادة من الدروس في المركز. من جهة أخرى، أشرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، البروفيسور كمال بداري، رفقة سفير الصين لدى الجزائر، دونغ قوانغ لي، على افتتاح معهد كونفوشيوس في جامعة الجزائر 2، حيث يأتي بالشراكة مع جامعة شمال غرب الصين.
س.ح