يرتقب قطاع التكوين المهني بقسنطينة استحداث مركز امتياز للتكوين في تخصصات مهن الصناعة الصيدلانية، حيث تمثل الولاية قطبا صناعيا في هذا المجال، في حين نظم أول أمس يوم دراسي شمل ورشات نقاش لتحديد الاحتياجات وآليات التكوين، ودعا فيه متدخلون إلى تمكين عمال الشركات النشطة في الإنتاج الصيدلاني من التكوين في المراكز المهنية.
وأوصى متدخلون في يوم دراسي حول التكوين في مهن الصناعة الصيدلانية، نُظم أول أمس على مستوى المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني، عبد المجيد زيتون، بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، باستفادة عمال في وحدات الإنتاج الصيدلاني في قسنطينة من التكوين على مستوى المراكز التابعة لقطاع التكوين المهني، إلى جانب تمكين المتربصين في هذه التخصصات التكوينية من التربصات الميدانية والتدريب التطبيقي على مستوى وحدات الإنتاج الصيدلاني. وذكر لنا مشاركون في اللقاء أن الجهود المبذولة تصب في العمل على إنشاء مركز امتياز في التكوين في تخصصات مهن الصناعة الصيدلانية بولاية قسنطينة، خصوصا أن الولاية تتوفر على نسيج متكامل في مجال الصناعة الصيدلانية.
واشتمل اليوم الدراسي على تنظيم عدة ورشات، على غرار الورشة الخاصة بتحديد المهن الجديدة والاحتياجات من الكفاءات، إذ دار فيها النقاش حول استخراج الكفاءات والخبرات التي من شأنها سد عجز المتعاملين الاقتصاديين واقتراح تخصصات في مجال الصناعات الصيدلانية بحسب المستوى التعليمي واقتراح تسمية الشعب المهنية ووضع خارطة للمهن الناشئة والكفاءات الأساسية المطلوبة، فيما سجلت مشاركة مديري مراكز تكوين مهني وأساتذة، فضلا عن ممثلي مديريات وهيئات مختلفة، مثل التجارة والوكالة الوطنية لدعم المقاولاتية، إلى جانب ممثل عن مركز البحث في البيوتكنولوجيا ومركز البحث في العلوم الصيدلانية والوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية.
وخصصت الورشة الثانية من اللقاء لتكييف التكوين المتواصل في قطاع الصناعات الصيدلانية، حيث تمحور النقاش فيها حول المعارف والمكتسبات الممكن تحيينها لمواكبة التطور التكنولوجي، وتحليل العروض الحالية وتحديد النقائص واقتراح وحدات تكوينية ملائمة، إلى جانب دورات تكوينية قصيرة المدى على مستوى المستخدمين لفائدة الأساتذة والمكونين. أما الورشة الثالثة فقد خصصت للتجهيزات والبنى التحتية اللازمة للتكوين في مجال الصناعات الصيدلانية، حيث جرى فيها النقاش حول تحديد التجهيزات التقنية الضرورية لتكوين مطابق لمعايير الصناعة ومناقشة واقتراح المعايير العالمية للصناعة الصيدلانية التي تخضع لها التجهيزات البيداغوجية التي يمكن توفيرها للتكوين.
وعرف اليوم الدراسي حضور مدير مركزي من الوزارة الوصية بالإضافة إلى مديري معاهد تكوين مهني من عدة ولايات، إلى جانب مديري مراكز بحث وممثلي جامعات الولاية ومديري مؤسسات نشطة في مجال الصناعة الصيدلانية. وتجدر الإشارة إلى أن قطاع التكوين المهني لولاية قسنطينة استحدث منذ 2023 مسارا تكوينيا جديدا بعنوان “تقني سامي في الإنتاج الصيدلاني”، حيث اعتبر آنذاك الأول من نوعه وطنيا، فيما يزاول المقبولون فيه دراستهم على مستوى معهد عبد المجيد زيتون بعلي منجلي، كما جاء استجابة لاحتياجات القطاع الاقتصادي في الولاية، بعد تبني مقاربة جديدة في تكييف عروض التخصصات التكوينية مع الاحتياجات الفعلية لليد العاملة المؤهلة انطلاقا من الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية للولاية. سامي .ح
